محتويات
تاريخ سقوط الدولة العباسية
كم سنة حكم العباسيون البلاد الإسلامية؟
يرجع تاريخ سقوط الدولة العباسية إلى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي تقريبًا، وتحديدًا في عام 1258م ويوافق 656 للهجرة[١]، وكانت قد حكمت إلى ذلك الوقت لأكثر من 500 سنة.[٢]
عوامل ضعف الدولة العباسية
هل اقتصر سقوط الدولة العباسية على غزو التتار؟
- ضعف خلفاء الدولة العباسية وانفلات زمام الأمور من أيديهم.[١]
- سيطرة بعض الرجال العسكريين على الخلافة.[١]
- نشوء دويلات كثيرة واستقلالها عن الدولة العباسية بسبب ظهور قادة كبار استطاعوا الاستقلال ونيل اعتراف الخليفة بدويلاتهم.[١]
- انكماش حدود الدولة العباسية بشكل كبير بعد قيام تلك الدويلات.[٣]
- الغزوات الصليبية لبلاد المسلمين.[١]
- غزو التتار لبلاد المسلمين والهجوم على مدينة بغداد.[١]
- الصراع بين الدولة العباسية والعديد من الدول الإسلامية المجاورة.[١]
دور التتار في سقوط الدولة العباسية
كيف انهارت الدولة العباسية على أيدي التتار؟
استطاع التتار أن يسيطروا على كثير من البلدان الإسلامية، وخصوصًا بلاد ما وراء النهر ثمَّ سيطروا على بلاد فارس وخراسان، وخلال فترة قصيرة سحقوا الدولة الخوارزمية وكانت آسيا الصغرى بالكامل تحت سيطرتهم، وهذا ما جعل العراق مفتوحة أمامهم دون أية عوائق، حشد هولاكو للهجوم على بغداد جيشًا عظيمًا، وحقق انتصارًا ساحقًا من أوَّل جولة، فاستسلم الخليفة المستعصم بالله، وتوجه إلى معسكر التتار وخرج بعده الفقهاء والقادة والأعيان، فقتل هولاكو الخليفة ومن معه، واستباح بجيشه مدينة بغداد ودمرها وأحرقها، واستمرَّت فترة القتل والنهب أربعين يومًا، وقيل إنَّ عدد القتلى وصل إلى مليوني شخص، وبذلك انهارت الدولة العباسية.[٤]
نهاية الدولة العباسية
كيف انتقلت الخلافة العباسية إلى القاهرة؟
هرب من تبقى من العباسيين إلى القاهرة بعد سقوط بغداد، وبقيت البلاد الإسلامية لثلاث سنوات دون خلافة، وكانت القاهرة وبلاد الشام في ذلك الوقت تحت حكم المماليك، وفي عام 658 للهجرة بايع الظاهر بيبرس أحد أبناء العباسيين الناجيين بالخلافة، ليستمدَّ منه شرعيته في الحكم، وأطلق عليه لقب المستنصر بالله، وخرج الخليفة لمواجهة التتار على رأس الجيش فقتل في المعركة، فبايع الظاهر بيبرس عباسيًا آخر يُسمّى أبا العباس أحمد، وأطلق عليه لقب الحاكم بأمر الله، وهو جد الخلفاء العباسيين في القاهرة، بقيت الخلافة العباسية في مصر مدة حكم المماليك لمصر وبلاد الشام، وكانت في تلك الفترة خلافة شكلية، لكنَّ المماليك قويت شوكتهم بها واشتد أزرهم وقوي شأنهم.[٥]
في بداية القرن السادس عشر دخل العثمانيون إلى بلاد الشام وبسطوا سيطرتهم عليها، وفي عام 1517م عرض السلطان سليم الأول على المماليك في مصر الصلح لكنَّه رفضوا فتوجه إليهم وهزمهم، وصحب آخر خليفة عباسي محمد المتوكل على الله معه إلى القسطنطينية التي أصبحت مقر الخلافة، وفي عام 1519م تنازل آخر خليفة عباسي عن الخلافة للسلطان سليم الأول وسلمه الآثار النبوية، لتنتهي الخلافة العباسية إلى الأبد، وتبدأ في العالم الإسلامي خلافة إسلامية جديدة هي الخلافة العثمانية وكان السلطان سليم الأول أوَّل حاكم عثماني يحمل لقب الخليفة.[٦]
لقراءة المزيد، انظر هنا: نهاية الدولة العباسية.
قصائد في سقوط الدولة العباسية
كان لسقوط الدولة العباسية، وخاصة سقوط بغداد، أثر كبير في نفوس الأدباء، حتى نظم عدد من الشعراء، قصائد ومطولات في رثاء بغداد، ومنهم ما يأتي.
- قال شمس الدين الكوفي:[٧]
عنـدي لأجــل فراقـكـم آلام
- فـإلام أعــذل فيـكـم وألام
من كان مثلي للحبيـب مفارقـا
- لا تعذلـوه فالـكـلام كــلام
نعم المساعـد دمعـي الجـاري
- علـى خـدي إلا أنـه نـمـام
ويذيب روحي نوح كل حمامـة
- فكأنمـا نـوح الحمـام حمـام
- قال ابن أبي اليسر:[٨]
لسائل الدمع عن بغداد أخبار
- فما وقوفك والأحباب قد ساروا
يا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا
- فما بذاك الحمى والدار ديار
تاج الخلافة والربع الذي شرفت به
- المعالم قد عفاه إقفار
أضحى لعطف البلى في ربعه أثر
- وللدموع على الآثار آثار
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ أحمد معمور العسيري، كتاب موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 203. بتصرّف.
- ↑ أحمد معمور العسيري، كتاب موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 173. بتصرّف.
- ↑ سليمان بن حمد العودة، كتاب كيف دخل التتر بلاد المسلمين، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ أحمد معمور العسيري، كتاب موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 217. بتصرّف.
- ↑ محمد الطنطاوي، كتاب نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، صفحة 211. بتصرّف.
- ↑ محمد فريد بك، كتاب تاريخ الدولة العلية العثمانية، صفحة 194-195. بتصرّف.
- ↑ "عندي لأجل فراقكم آلامُ"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 10-05-2021م.
- ↑ "لسائل الدمع عن بغداد أخبارُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10-05-2021م.