سقوط دولة الموحدين

كتابة:
سقوط دولة الموحدين

الإسلام في بلاد المغرب

يُعرفُ هذا الحَدَث باسم الفَتْح العرَبِي لِلمَغْرِبِ، وهو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ثُمَّ الدولة الأُمويَّة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ومن حالفها من قبائل البربر، على مدى 66 سنة وانتُزعت على إثرها ولايات شمال إفريقيا الروميَّة الباقية من يد البيزنطيين ودخلت في دولة الإسلام نهائيًّا، وبدأ الحملات العسكرية لفتح المغرب في عهد عمر بن الخطاب، وقفت حركة الفُتوح على الجبهة الأفريقيَّة الشماليَّة بعد مقتل عُثمان لانشغال المُسلمين في إخماد وتهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك، ولم تستمر حركة الفُتوح في شمال إفريقيا إلَّا بعد قيام الدولة الأُمويَّة، وسيتم ذكر تاريخ قيام وسقوط دولة الموحدين إحدى دول المغرب الإسلامي.[١]

قيام دولة الموحدين

هي سلالة بربريّة أمازيغية حكمت في شمال أفريقيا "المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا" والأندلس سنة 1130، سموا بالموحدين لكون أتباع هذه الطريقة كانوا يدعون إلى توحيد الله، وكان يدعو محمد بن تومرت إلى تنقية العقيدة من الشوائب، أطلق بن تومرت عام 1118م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنملل "على جبال الأطلس" مقراً له، واستطاع خليفته عبد المؤمن أن يستحوذ على السلطة في المغرب "سقوط مراكش عام 1147م" ومن ثمّ على كامل إفريقيا "حتى تونس وليبيا عام 1160 م" والأندلس "1146-1154م"، وفي عهد الناصر "1199-1213م" تم القضاء على العديد من الثورات في إفريقيا، إلا أن الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد النصرانيين في معركة حصن العقاب في عام 1212م.[٢]

ولم تقم للمسلمين بعد هذه المعركة قائمة، ومرّت الدولة في أولى مراحلها بالقوة، إذ حكم عبد المؤمن بن علي أربعًا وثلاثين سنة تعد من أزهى عصور المغرب، ورث عن ابن تومرت حركة ثائرة فحولها إلى دولة، ومد سلطانها حتى شملت المغرب كله وما بقي من الأندلس ووضع لها القواعد والنظم الإدارية التي تمكن من تسيير أمور الدولة وإدارة شؤونها، واهتمّ عبد المؤمن بن علي في أمور الجيش، وسيتم ذكر تاريخ سقوط دولة الموحدين.[٢]

سقوط دولة الموحدين

مرّت الدولة الموحدية بمراحل القوة والازدهار، وخاصة في عهد أمرائها الأقوياء، وظهر ازدهارُها الاقتصادي الذي تمثَّل في أربعة مظاهر أساسية وهي: كثرة المصانع، سواء في المغرب أم الأندلس، التبادُل التجاري مع مختلف أقاليم حوض البحر المتوسط، حيث كانت للموحدين مكاتب تجارية تشبه الفنادق في بعض مدن فرنسا وإيطاليا، كمرسيليا وجنوة والبندقية، العملة الموحدية القوية، والأسطول التجاري البحري الذي كانت تفرزه صناعة السفن.[٣]

ولكن مرّت دولة الموحدين بوقت حكم عبد الرحمن الناصر لدين الله بمرحلة الرمق الأخير لها، إذ أخطأ الناصر لدين الله أخطاء فادحة أنهت وجود دولة الموحدين، وتجمع جملة من أخطاء الناصر لدين الله في ما يأتي: إضاعة ثمانية أشهر كان من الممكن أن يستغلها في الشمال، والانتصار على النصارى هناك قبل أن يتجمّعوا في كامل عدتهم، أكمل النصارى استعداداتهم خلال هذه الفترة الطويلة، واستطاعوا أن يستجلبوا أعدادًا أخرى كثيرة من أوروبا.[٣]

هلك الآلاف من المسلمين في صقيع جبال الأندلس في ذلك الوقت، حيث كان الناصر لدين الله قد دخل بلاد الأندلس في شهر مايو وكان مناسبًا جدًا للقتال، إلا أنّه ظل يحاصر سَالْبَطْرَة حتى قدم الشتاء القارس وبدأ المسلمون يهلكون من شدة البرد وشدة الإنهاك في هذا الحصار الطويل، وخاض الناصر لدين الله معركة خاسرة مع النصارى، وكان تاريخ سقوط دولة الموحدين في عام 1269م.[٤]

المراجع

  1. "الفتح الإسلامي للمغرب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "موحدون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "دور الموحدين الحضاري"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  4. "دولة الموحدين "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
4072 مشاهدة
للأعلى للسفل
×