سلالات كورونا الجديدة هل تظهر بصور أشرس وأسرع انتشارًا؟

كتابة:
سلالات كورونا الجديدة هل تظهر بصور أشرس وأسرع انتشارًا؟


متى تم اكتشاف الطفرات الجديدة لفيروس كورونا؟

في ديسمبر من عام 2020 م، ذكرت وسائل الإعلام الإخبارية نوعًا جديدًا من الفيروس SARS-CoV-2 الذي يسبّب الإصابة بالكورونا COVID-19، ومنذ ذلك الحين بدأت تحدّيات جديدة لمعرفة تأثير الطفرات الجديدة لفيروس كورونا ومدى شراسته،[١] وقد تلقّت منظمة الصحة العالمية WHO عدّة تقارير عن أحداث غير عادية للصحة العامة ربما تكون بسبب متغيرات وطفرات في SARS-CoV-2، حيث تقوم المنظمة بشكلٍ روتيني بتقييم ما إذا كانت الطفرات الجديدة لفيروس كورونا تؤدّي إلى تغييرات في قابلية الانتقال والأعراض السريرية والشدّة، أو ما إذا كانت تؤثر على التدابير المضادة للفيروس، بما في ذلك التشخيص والعلاجات واللقاحات.[٢]


هل من الطبيعي أن يتحوّر الفيروس؟ من الطبيعي تمامًا أن تتحور الفيروسات، ويحدث ذلك بشكلٍ طبيعي عندما تبدأ الفيروسات في التكاثر داخل الخلية المضيفة، إذ تحتوي جميع الفيروسات على مادة وراثية في الحمض النووي RNA أو DNA، وتحدث الطفرات داخل هذه المادة الجينية بمعدلات مختلفة، اعتمادًا على نوع الفيروس،[٣] وتشمل السلالات الجديدة لفيروس كورونا ما يأتي:


  • سلالة كورونا البريطانية المتحورة.
  • سلالة كورونا الأفريقية المتحورة.
  • سلالة كورونا البرازيلية المتحورة.
  • سلالة كورونا الأمريكية المتحورة.
  • سلالة كورونا الهندية المتحورة.


ومن الجدير الإشارة إلى أنّه لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض قد تكون بسبب السلالة الأصلية من SARS-CoV-2 أو بسبب الطفرات المؤدّية لسلالات جديدة، ويكون الاختبار وحده هو الذي سيحدد ما هو نوع السلالة، ويجب أن يكون الشخص مدركًا للعلامات الأكثر شيوعًا لإصابة COVID-19، وهي كالآتي:[٤]


  • الحمى.
  • القشعريرة.
  • ضيق التنفس.
  • تعب وآلام العضلات والجسد.
  • الصداع.
  • فقدان الشم والتذوق.
  • احتقان الحلق.
  • احتقان الأنف أو سيلان الأنف.
  • الغثيان أو التقيّؤ.
  • الإسهال.


ظهرت الطفرات الجديدة لفيروس كورونا في ديسمبر 2020 م، وتابعت منظمة الصحة العالمية جميع البيانات والمعلومات الواردة إليها لتقييم السلالات الناتجة عنها.


سلالة كورونا البريطانية المتحورة

تُعرف سلالة كورونا البريطانية المتحورة باسم B.1.1.7، وتسببت هذه السلالة بإحداث عدد كبير من الطفرات على فيروس SARS-CoV-2، كما تم الإبلاغ عنها في بريطانيا في نهاية ديسمبر 2020 م، وتمّ اكتشافها أيضًا في العديد من البلدان حول العالم، وفي يناير 2021 م أبلغ علماء الولايات المتحدة عن أدلّة تشير إلى أنّ الطفرة الجديدة B.1.1.7 قد تكون مرتبطةً بزيادة خطر الوفاة مقارنةً بالمتغيّرات الأخرى، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتيجة.[٥]


وتوضّح البيانات الواردة من بريطانيا بأن معدل انتشار B.1.1.7 كان منخفضًا في البداية، ولكن نظرًا لأنّه أكثر قابلية للانتشار من السلالات الحالية، فإنه يُظهر نموًا سريعًا في أوائل عام 2021 م، ليصبح سائدًا في شهر مارس، وقد أوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، "بأنّ قابلية الانتقال المتزايدة لهذه السلالة تتطلّب تنفيذًا مشتركًا أكثر صرامة للتطعيم وتدابير السلامة، كنظافة اليدين والتباعد الاجتماعي، وذلك للسيطرة على الانتشار الأولي للمتغير B.1.1.7."[٦]


في يناير 2021 م أفادت تقارير المملكة المتحدة أن سلالة B.1.1.7 قد تكون مرتبطةً بزيادة خطر الوفاة مقارنة بالمتغيرات الأخرى،[٧] وقد انتشرت وصولًا إلى 94 دولةً، وهذا ما يثبت أن هذه السلالة أشرس وأسرع انتشارًا.[٨]


سلالة كورونا الأفريقية المتحورة

ظهر نوع آخر من السلالات الناتجة عن طفرات بفيروس SARS-CoV-2 في جنوب أفريقيا، وتعرف باسم B.1.351، والتي ظهرت بشكل مستقل عن السلالة البريطانية المتحوّرة، بالرّغم من أنّها تتشارك معها في بعض الطفرات، وتم اكتشاف الحالات المنسوبة إلى هذا السلالة في بلدان متعدّدة خارج جنوب أفريقيا، كما تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية يناير 2021 م.[٥]


في 18 ديسمبر 2020 م، أعلنت السلطات الوطنية في جنوب أفريقيا عن اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا، إذ انتشر بسرعة في 3 مقاطعات في جنوب أفريقيا، وقد تبيّن أن هذه السلالة قد حلّت إلى حد كبير محل فيروسات SARS-CoV-2 الأخرى المنتشرة في أفريقيا.[٩]


وتشير البيانات الأولية إلى أنّ هذه السلالة مرتبطة بحمل فيروسي أعلى، مما قد يشير إلى إمكانية زيادة قابلية الانتقال، وعلاوة على ذلك، لا يوجد دليل واضح على أن المتغير الجديد يرتبط بمرض أكثر حدّة أو نتائج أسوأ، وهناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات لفهم التأثير على الانتقال والشدة السريرية للعدوى، بالإضافة إلى إدراك التأثير على التشخيص المختبري، اللقاحات أو التدابير الوقائية للصحة العامة.[٩]


ظهرت السلالة الأفريقية المتحورة في جنوب أفريقيا من خلال حدوث طفرات على فيروس كورونا، وقد تنتقل بشكل أكبر من السلالات الأخرى.


سلالة كورونا البرازيلية المتحورة

ظهرت سلالة مختلفة من SARS-CoV-2 في البرازيل، والتي تُعرف باسمP.1، وقد تمّ تحديدها لأول مرة في 4 مسافرين من البرازيل تم اختبارهم أثناء الفحص الروتيني في مطار هانيدا خارج طوكيو في اليابان، وتحتوي هذه السلالة على 17 طفرة فريدة، وقد تمّ اكتشافها في الولايات المتحدة في نهاية يناير 2021 م.[٥]


هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الاحتياطات والتحذيرات في البرازيل، فقد نفدت الأسرة من المستشفيات وغيرها من الإمدادات الرئيسة، مثل أجهزة التنفس الصناعي والأكسجين، وكما قد صنفت هذه السلالة بوصفها أكثر شراسةً ولها قابلية متوسطة لممانعة اللقاحات المستخدمة.[١٠]


ظهرت هذه السلالة أولًا بعد إجراء فحوصات لأشخاص قادمين من البرازيل، حيث إن الطفرة الجينية ضمنها تمّت على الموقع الذي يجعل الأجسام المضادة للقاح تتعرف على هذا الفيروس المطوّر، أي لم تعد مكونات اللقاح قادرةً على تحديد الفيروس وتثبيطه بالكفاءة السابقة.[١٠]


سلالة كورونا الأمريكية المتحورة

هل ظهرت سلالة أمريكية واحدة لفيروس كورونا؟ ظهرت هذه السلالة بعد حدوث العديد من الطفرات على فيروس SARS-CoV-2، وقد تم تصنيفها على أنّها سلالات مثيرة للقلق، حيث تتغير الفيروسات باستمرار من خلال الطفرات، وتحتوي السلالة على واحد أو أكثر من الطفرات التي تميزها عن السلالات الأخرى المتداولة، وتم توثيق أنواع متعدّدة من SARS-CoV-2 في الولايات المتحدة، وبالإمكان إيضاحها كالآتي:[١١]


  • سلالة B.1.526: أول ظهور لها تّم في نوفمبر من عام 2020 م.
  • سلالة B.1.526.1: أول ظهور لها تمّ ضمن أكتوبر من عام 2020 م.
  • سلالة B.1.525: أول ظهور لها تمّ ضمن ديسمبر من عام 2020 م.


إن عدّة من سلالات كورونا الأمريكية قد استجابت للقاحات المستخدمة،[١١] وعلى صعيد ولاية كاليفورنيا، فقد تم تحديد سلالات متنوعة من مجموعتين رئيستين، وهما كالآتي:[١٢]


  • المجموعة الكبيرة CAL.20C: والتي شكّل انتشارها نسبة 36%.
  • المجموعة الصغيرة 20C: والتي تم كشفها من خلال اختبار عينة في مقاطعة لوس أنجلوس في يوليو 2020 م، وشكّلت 35% من جميع سلالات كاليفورنيا في يناير 2021 م.


وكما سميت السلالة الأمريكية المتحورة التي ظهرت في كاليفورنيا 20C وطفراتها B.1.427-B.1.429، والتي يمكن أن تكون ازدادت نسبة الانتقال فيها حوالي 20% مقارنةً بالسلالات الأخرى.[١١]


سلالة كورونا الهندية المتحورة

عرفت السلالة الهندية المتحورة بترميز B.1.617، حيث لوحظت ضمن 103 مسافرًا قادمًا من الهند إلى المملكة المتحدة،[١٣] وقد ارتفع عدد المصابين بها حديثًا حتّى وصل 55 شخصًا، وهذا وفقًا للإحصائيات المجراة ضمن يوم 14/4/2020 م، أمّا الحالات المؤكدة من الإصابة فقد بلغت 132 شخصًا، ولكنّ هذه السلالة لم تمنح اسما شائعًا حتّى اليوم.[١٤]


تم ملاحظة 3 طفرات رئيسة ضمن سلالة كورونا الهندية، وقد صنّفت الطفرة E484K بكونها المسؤولة عن قدرة هذه السلالة على الانتشار،[١٥] ووفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن، "اللقاحات المستخدمة مخبريًا قد أظهرت كفاءةً أقلّ في تثبيط سلالة كورونا التي تملك طفرة E484K"، وكما أنّ أول اكتشاف لهذه الطفرة قد تمّ ضمن الولايات المتحدة في نوفمبر عام 2020 م، إذ وجدت ضمن عدّة سلالات متحورة من الفيروس.[١٦]


تمّ رصد 21 دولةً أصيب أفرادها بالسلالة الهندية المتحورة، وكما لوحظ أن هذه السلالة أشرس، حيث إن ممانعتها للقاح كانت ضعفيّ السلالة العادية من كورونا، وكما ارتبطت بعدّة أعراض تمثلت بالتهاب الجهاز التنفسي العلويّ المترافق بحدوث الحمّى، السعال واحتقان الحلق.[١٧]


ما هي النتائج المحتملة للسلالات الناشئة؟

تكتسب الفيروسات عمومًا طفرات بمرور الوقت، مما يؤدّي إلى ظهور سلالات جديدة، على سبيل المثال، ظهر نوع آخر مؤخرًا في نيجيريا، كما يقوم مركز السيطرة على الأمراض أيضًا بمراقبة هذه السلالة، لكن لم تظهر أي خصائص مقلقة لخبراء الصحة العامة، وفيما يأتي بعض النتائج المحتملة للسلالات الناشئة:[١٨]


  • القدرة على الانتشار بسرعة أكبر في البشر.
  • القدرة على التسبب في مرض أخف أو أكثر حدةً لدى الناس.
  • صعوبة كشفها عن طريق اختبارات تشخيصية فيروسية محددة.
  • قلة الحساسية للعوامل العلاجية مثل الأجسام المضادة.
  • القدرة على تفادي المناعة الطبيعية أو التي يسببها اللقاح.


هل يفيد مطعوم كورونا الحالي ضد السلالات الجديدة؟

نعم، فيفيد مطعوم كورونا في ضمان حماية الشخص وعائلته والمحيط الذي يعيش به، وقد تلقى ملايين الأشخاص بالفعل مطعوم COVID-19، وقد أوصت منظمة الغذاء والدواء FDA بأنّه "من أجل حماية المجتمع بشكل كامل، يحتاج معظم أفراده إلى الحصول على المطاعيم".[١٩]


ومن المتوقع أن توفر مطاعيم COVID-19 التي هي قيد التطوير حاليًا أو تمت الموافقة عليها بعض الحماية على الأقل ضد السلالات الفيروسية الجديدة، لأن هذه المطاعيم تقوم بإثارة استجابة مناعية واسعة تشمل مجموعة من الأجسام المضادة والخلايا.[٢٠]


ولذلك، لا ينبغي أن تؤدّي التغييرات أو الطفرات في الفيروس إلى جعل المطاعيم غير فعالة تمامًا، في حال ثبت أن أيًا من هذه المطاعيم أقل فعالية ضد سلالة واحدة أو أكثر، سيكون من الممكن تغيير تركيبة المطعوم للحماية من هذه السلالات، ويستمر جمع البيانات وتحليلها بشأن المتغيرات الجديدة لفيروس COVID-19، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الباحثين ومسؤولي الصحة لفهم كيفية تأثير هذه الطفرات على سلوك الفيروس، بما في ذلك تأثيرها على فعالية المطاعيم، إن وجدت.[٢٠]


من الطبيعي أن تتحوّر الفيروسات وتصاب بالطفرات، وبفضل تأثير المطعوم الواسع على جهاز المناعة، لا ينبغي أن تؤدّي الطفرات إلى تخفيض فعّالية اللقاح، وإذا حدث ذلك، يمكن تعديل المطعوم بما يتناسب مع الطفرات،[٢٠] وبهذا فإن مطعوم كورونا الحاليّ يفيد ضد السلالات الجديدة.[٢١]

المراجع

  1. "New Variants of Coronavirus: What You Should Know", hopkinsmedicine, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  2. "SARS-CoV-2 Variants", who, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  3. "How Many New Coronavirus Variants Are There?", healthline, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  4. "What to Know About B.1.1.7, the Coronavirus Variant That Could Soon Dominate the U.S.", prevention, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Emerging SARS-CoV-2 Variants", cdc, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  6. "Emergence of SARS-CoV-2 B.1.1.7 ", cdc, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  7. "Science Brief: Emerging SARS-CoV-2 Variants", www.cdc.gov, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  8. "COVID-19: Is the B.1.1.7 variant more lethal?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "SARS-CoV-2 Variants", who, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Variants of Variants Seen In COVID-Ravaged Brazil", www.webmd.com, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "SARS-CoV-2 Variant Classifications and Definitions", cdc, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  12. "COVID-19 Science Updates", cdc, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  13. "UK COVID-19 Update: India Put on Red List, UK Passes Second Jab 'Milestone'", www.medscape.com, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  14. "Variants: distribution of cases data", www.gov.uk, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  15. "Neutralization of variant under investigation B.1.617 with sera of BBV152 vaccinees", www.biorxiv.org, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  16. "SARS-CoV-2 Variant Classifications and Definitions", www.cdc.gov, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  17. "Neutralization of variant under investigation B.1.617 with sera of BBV152 vaccinees", www.biorxiv.org, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  18. "Genomic Surveillance for SARS-CoV-2 Variants", www.cdc.gov, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  19. "Learn More About COVID-19 Vaccines From the FDA", fda, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  20. ^ أ ب ت "The effects of virus variants on COVID-19 vaccines", who, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  21. "COVID-19 Vaccines and New Virus Strains", www.umms.org, Retrieved 29/4/2021. Edited.
4199 مشاهدة
للأعلى للسفل
×