محتويات
ممارسة تقنيات الاسترخاء
يرتبط الشعور بوجود رفرفة أو ضربات مُتتالية داخل الصدر بحالة خفقان القلب، أو تسارع نبضاته لأسباب عديدة ومتنوِّعة، بعضها يعتمد على اتباع أنماط حياتيَّة وسلوكيات معيّنة، والقليل منها يرتبط بوجود مشكلة صحيَّة كامنة تستدعي طلب الرعاية الطبيَّة في أقرب فرصة مُمكنة، إلَّا أنَّ معظم الحالات العَرضيّة من تسارع دقات القلب والمُتعلقة بنمط الحياة؛ يُمكن السيطرة عليها باتباع وسائل وسلوكيَّات بسيطة، كالبدء بممارسة تقنيات الاسترخاء.[١]
ويُعدّ الاسترخاء مفيداً لتحقيق السلام الداخلي، والتأقلم مع ضغوطات الحياة اليوميّة، أو الضغوطات المُتعلِّقة بوجود أمراض ومشاكل صحية يعانيها الفرد، وهو ما يساهم في تخفيف التوتر، ممَّا ينعكس أثره إيجابًا على صِحة العقل والجسم، ويعدّ إبطاء تسارع نبض القلب واحداً من الفوائد العديدة التي يُمكن تحقيقها بممارسة تقنيات الاسترخاء، التي تضمّ أنواع مختلفة، نذكر منها:[٢]
- تدريب التحفيز الذاتي (Autogenic relaxation).
- التجسيد المرئي (Visualization).
- استرخاء العضلات التدريجي (Progressive muscle relaxation).
- التأمل (Meditation).
- أنواع أخرى، كالتنفس العميق، واليوغا، والعلاج العطري (Aromatherapy)، والعلاج بالماء (Hydrotherapy)، والعلاج بالفن والموسيقى، وممارسة فن التاي تشي (Tai chi)، وغيرها من الأنواع.
وبصرف النظر عن التقنية المُتَّبعة للاسترخاء، تنطوي جميع هذه التقنيات على زيادة التركيز على شيء يُوفِّر الشعور بالراحة والهدوء، وزيادة الوعي بالجسد، لذلك يوصَى بالانتظام على مُمارستها بهدف تحقيق الفائدة المرجوَّة منها.[٢]
التنفس العميق
يعدّ التنفس العميق أحد الأدوات التي تُساهم في تخفيف الشعور بالتوتر والقلق، وتعزيز الهدوء والاسترخاء، وهذا بدوره قد يساعد على تخفيف تسارع نبضات القلب في كثيرٍ من الأحيان، ولتحقيق ذلك، يُنصح بالانتظام في مُمارسة تمارين التنفس العميق في الوقت ذاته كل يوم، واختيار المكان المناسب، وارتداء الملابس الملائمة، وذلك للتأكد من الشعور بالراحة التَّامة لممارسة التمرين دون ضغوط.[٣]
ولتطبيق إحدى طرق التنفس العميق الصحيحة، يوصَى باتباع الآتي:[٣]
- الجلوس على الكرسي مع ضمان استناد الكتفين والرأس والرقبة على ظهر الكرسي، أو الاستلقاء على الظهر مع وضع وسادة أسفل الركبتين والرأس.
- الشهيق وإدخال الهواء عبر الأنف مع العدّ للرقم خمسة، وفي هذه الخطوة يجب التأكد من امتلاء البطن بالهواء.
- الزفير وإخراج الهواء عبر الأنف أثناء العدّ للرقم خمسة.
- وضع إحدى اليدين على البطن، ووضع الأخرى على الصدر.
- إدخال الهواء عبر الأنف، وفي الأثناء، يمكن الشعور بتمدّد منطقة البطن، بينما يمكن الشعور بنزولها عند إخراج الهواء من الأنف، وهنا يجب لفت الانتباه إلى أنَّ ضمان التنفس العميق يعني الشعور بارتفاع البطن بصورة أكبر مقارنةً بارتفاع منطقة الصدر.
- إتمام التنفس العميق شهيقًا وزفيرًا ثلاث مرات.
الحرص على توازن أملاح الدم في الجسم
يحتوي جسم الإنسان على أنواع مختلفة من الأملاح التي تساعد على نقل الإشارات الكهربائيَّة داخله؛ كالصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وبالطبع، فإنَّ انتقال الإشارات الكهربائيَّة يلعب دورًا مهمّاً في تنظيم نبض القلب، وهنا تبرز أهميَّة الحفاظ على توازن مستويات الأملاح في الجسم، والذي يعتمد أساسًا على تناول الغذاء الصِّحي الغني بالأملاح الضروريَّة، مع التأكيد على عدم اللجوء إلى تناول المكمِّلات الغذائية بهدف تعويض نقص الأملاح دون الحصول على استشارة طِبية مُتخصِّصة. وعمومًا، نذكر في الآتي مجموعة من أبرز الأطعمة الغنيَّة بالأملاح التي يحتاجها الجسم:[١]
- الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، كالخضروات الورقيَّة الداكنة، والمكسَّرات، والأسماك.
- الأطعمة الغنية بالكالسيوم، إذْ تحتوي الخضروات الورقيَّة على نِسب عالية من الكالسيوم.
- الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، كالموز، والأفوكادو، والسبانخ، والبطاطا.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
لا شكّ في أنَّ الانتظام بممارسة التمارين الرياضية يحمل فوائد عديدة لصحة الجسم وسلامته، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتعزيز صحة القلب ووظائفه، إذْ تساهم الرياضة المنتظمة في تقوية عضلة القلب، وهذا من شأنه أنْ يساعد على خفض تسارع نبضات القلب.[٤]
وفي هذا الجانب، نذكر فيما يأتي مجموعة من أفضل التمارين التي يُمكن ممارستها بانتظام لتعزيز قوة القلب وتخفيف تسارع نبضاته:[٥]
- التمارين الهوائية (Aerobic Exercise): كالركض، والسباحة، وركوب الدراجة، ولعب التنس، والمشي السريع، وغيرها من التمارين الأخرى التي تساعد على تحسين الدورة الدمويَّة، وبالتالي؛ تقليل سرعة نبض القلب، وضغط الدم، وللحصول على أقصى فائدة من هذه التمارين؛ يوصَى بممارستها نصف ساعة على الأقل يوميًّا، ولخمسة أيام في الأسبوع.
- تمارين القوة (Strength training): والتي تتضمّن رفع الأوزان، أو ممارسة تمرين القرفصاء، أو الضغط، أو ممارسة التمرين على أجهزة الأوزان بتوفر الأشرطة المقاوِمة، فإلى جانب ممارسة التمارين الهوائية بهدف الحفاظ على صحة القلب، يُنصح بممارسة تمارين القوّة على الأقل مرتين في الأسبوع غير متتاليتين.
- تمارين المرونة والتوازن والإطالة: وهي التمارين التي تساعد الجسم على أداء التمارين الهوائية وتمارين القوّة بكفاءة لتحقيق الغاية منها، ويُمكن ممارستها يوميًّا، وقبل ممارسة التمارين الأخرى وبعد الانتهاء منها.
الامتناع عن تناول بعض الأطعمة والمشروبات المهيجة
يعاني البعض من تسارع نبضات القلب جرَّاء تناول أنواع معينة من الأطعمة أو المشروبات المُحفِّزة، وهذا يعني أنَّ تجنبها قد يساهم في السيطرة على تسارع نبض القلب وتخفيفه، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة والمشروبات:[٦]
- الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مادّة الكافيين.
- منتجات التبغ والماريغوانا (Marijuana).
- المشروبات الكحولية.
المحافظة على رطوبة الجسم
إنّ شرب السوائل والمحافظة على رطوبة الجسم يعدّ من أساسيَّات الحفاظ على سلامة أعضاء الجسم ووظائفها، ويتضمَّن ذلك مساعدة القلب على ضخ الدم والعمل بكفاءة، ويبدو أنَّ نقص سوائل الجسم قد يكون من العوامل التي ترتبط بحدوث خفقانٍ في القلب.[١][٧] ولضمان ترطيب الجسم؛ يوصَى باتباع النصائح الموضَّحة على النحو الآتي:[٧]
- الحرص على شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم، كما يُمكن الحصول على الماء بتناول الخضروات والفواكه.
- الابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، فهي تعمل على إدرار البول، وفقدان كميات أكبر من سوائل الجسم.
- التأكد من تعويض الجسم بكميات كافية من السوائل بسبب فقدانه مع العرق أثناء التمرين، أو الجلوس تحت أشعة الشمس، أو التواجد في الأماكن الحارة والرطبة.
- الحرص على شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء في الحالات الآتية:[١]
- نزول البول داكن اللون.
- جفاف الفم.
- الإصابة بالصداع.
- الشعور بالعطش.
- زيادة تسارع نبض القلب.
- جفاف البشرة.
- الشعور بالدوخة.
ولمنع اضطراب توازن الأملاح وفقدان السوائل أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، وضعت الرابطة الدولية للمدراء الطبيين في الماراثون (International Marathon Medical Directors Association) مجموعة من القواعد الإرشادية، نذكر من أبرزها ما يأتي:[٨]
- استهلاك المشروبات الرياضية التي تحتوي على الأملاح والكربوهيدرات في حالة الانخراط في التمارين الرياضية التي تستمر أكثر من 30 دقيقة، أو الاشتراك في حدث رياضي معين.
- ملاحظة لون البول للتأكد من ترطيب الجسم بشكلٍ كافٍ قبل ممارسة السباق أو التمرين، إذْ يدل اللون الصافي أو الخفيف للبول على أنَّ الجسم يحتوي على كمية جيدة من السوائل.
- الحرص على شرب الماء بمجرَّد الشعور بالعطش.
- الحرص على شرب نصف كوب إلى ثلاثة أرباع الكوب من الماء كل 20 دقيقة في التمرين.
- طلب الرعاية الطبية في الحالات التي يلاحظ فيها الشخص زيادة الوزن أو فقدان أكثر من 2% من وزن الجسم بعد التمرين.
تحفيز العصب المبهم
إذْ يُمكن من خلال تحفيز العصب المبهم (The vagus nerve) الذي يربط بين الدماغ والقلب، تخفيف تسارع نبض القلب والسيطرة عليه، وللقيام بذلك في المنزل بعد أخذ الموافقة من الطبيب، يُمكن اتباع الطرق الآتية:[٦]
- ترديد كلمة (Om)، أو السعال.
- حبس الأنفاس، والدفع للأسفل، كما في حالة التبرز.
- الاستحمام بالماء البارد، أو وضع منشفة مبلَّلة بالماء البارد على الوجه مدة 20-30 ثانية، أو رشق الوجه بالماء البارد.
ملخص
إنّ خفقان القلب يُعدّ واحداً من الحالات الشائعة والمتكررة، ولكنها حالةٌ غير خطيرة لمن لا يعانون من أمراضٍ في القلب، وقد تستمر عدة ثوانٍ فقط، ويمكنك عزيزي القارئ اتباع بعض الأمور البسيطة التي ذكرنها في المقال للتقليل من حدوث الخفقان، ولكن في حال استمرت هذه الحالة مدة أطول من عدة ثوان؛ فيجب عليك استشارة طبيبك.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Jenna Fletcher (9/1/2020), "Ways to stop heart palpitations", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Relaxation techniques: Try these steps to reduce stress", www.mayoclinic.org, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Breathing Techniques for Stress Relief", www.webmd.com, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Heart Disease and Exercise for a Healthy Heart", www.webmd.com, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ↑ Kerry J. Stewart, "3 Kinds of Exercise That Boost Heart Health", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ^ أ ب Ashley Marcin (10/7/2018), "Heart Palpitations: 6 Home Remedies for Fast Heartbeat", www.healthline.com, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Staying Hydrated - Staying Healthy", www.heart.org, Retrieved 5/6/2021. Edited.
- ↑ Susan York Morris (8/3/2019), "How to Prevent an Electrolyte Imbalance", www.healthline.com, Retrieved 5/6/2021. Edited.