سمات العصر العباسي الثاني

كتابة:
سمات العصر العباسي الثاني


سمات العصر العباسي الثاني

بدأ العصر العباسي الثاني عام 847م بخلافة المتوكل، ودام هذا العصر حتى عام 946م بخلافة المستكفي بالله، وقد اتسم هذا العصر بسمات مختلفة عن سمات العصر العباسي الأول في مختلف النواحي،[١][٢]ومن خلال التالي نبين أبرز هذه السمات:[٢]


الناحية السياسية

  • بعد أن استعان الخليفة المعتصم بالترك للتخلص من سيطرة الفرس في شؤون الدولة العباسية، علا شأن الترك، وارتكبوا الظلم بحق العرب والفرس، ففطن الخليفة المتوكل وهو أول خليفة في العصر العباسي الثاني إلى خطورة الأمر، وبدأ يفكر في خطط للتخلص منهم، ولكنهم أفشلوا جميع خططه، كما قاموا بقتله وهكذا تحكم الترك في كل شيء بالدولة.
  • توالى عدد من الخلفاء الحكم، وذلك بترشيح من الأتراك بما يتناسب مع مصالحهم، كما كانوا يقومون بعزلهم متى ما أرادوا ذلك، إلى أن تولى الحكم الخليفة المعتمد، فانقلبت في عهده موازين الأمور، حيث اشتدت في عهده ثورة الزنج، وعجز الأتراك عن هزيمتهم، فاستعان المعتمد بأخيه الموفق فقضى عليهم، وأعاد مكانة العباسيين ووقارهم، كما وضع حداً للأتراك، وتدخلهم في شؤون الدولة.
  • استمر خوف الأتراك من المعتمد وأخيه ومن تبعهم من الخلفاء إلى أن تولى الحكم خليفة لم يتجاوز 13 عاماً، فرجع الترك إلى ما كانوا عليه قبل المعتمد، كما اختفت أي قوة أو قدرة للخليفة.
  • استنفذت موارد الدولة، وتعرضت المدن والمناطق في هذه الفترة للنهب على يد الأتراك، كما كثرت الثورات فيها مما ساهم في إنهاك الدولة، وخصوصاً ثورتي الزنج والقرامطة.


الناحية الاجتماعية 

أكثر ما يتسم به هذا العصر هو التقسيم الطبقي في هذه الناحية، حيث نجد أن المجتمع في الخلافة العباسية يتكون من 3 طبقات، وهي:

  • الطبقة العليا؛ وكانت تقتصر على الخلفاء، والوزراء، بالإضافة إلى القادة، ومن يتبعهم من أمراء، وولاء وغيرهم، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطبقة كانت غارقة في الترف، والملذات، عدا عن النعيم.
  • الطبقة الوسطى؛ وتشمل أفراد الجيش، والتجار، فضلاً عن موظفي الديوان، وكانت هذا الطبقة أيضاً غنية وتنعم بالحياة ولكن بمقدار أقل من الأولى. 
  • الطبقة السفلى؛ تتكون من العامة، وأصحاب الحرف العادية، إضافةً إلى الخدم، والعبيد، كما كان عاتق العمل والتعب والشقاء يقع على عاتق هذه الطبقة.


الناحية الأدبية

حظيت هذه الناحية بالتطور والازدهار، وذلك على الصعيدين الشعري والنثري، كما سنبين فيما يلي:[٣]

  • الشعر؛ نال الشعر في العصر العباسي العديد من الإنجازات؛ من دراسات متعددة، وتأليف الكتب والمجلدات، كما وضع قواعد الشعر وأوزانه، إلى تعليم اللغة وأسرارها، وما تنطوي عليه من إيقاع وموسيقى للشعراء اليافعين.
  • النثر؛ تطورت الترجمة في هذا العهد فقد انتقلت من الترجمة الحرفية المفردة مقابل الأخرى إلى ترجمة الفقرات بناء على المعنى واكتماله، كما شهدت الفلسفة تطوراً ملحوظاً، وبدأ الفلاسفة والأدباء غير العرب بتعلم العربية بكل أمورها من بيان وصور، وغيرها الكثير، الأمر الذي أدى إلى غنى هذه الفترة بالكتب والأدب.


سمات أخرى لهذه الفترة

نذكر منها:[٤]

  • قيام مجموعة من الدويلات بسبب كثرة القادة، وكان كل قائد مستقلًا بذاته.
  • بروز آثار الحضارة الإسلامية السابقة على العلوم المختلفة، والمباني، فضلاً عن الترف، والرفاهية.
  • ظهور الثورات الداخلية، عدا عن نسب بعض الناس أنفسهم إلى النسب الهاشمي.
  • نجاح الغزو الصليبي الذي تسبب به الضعف العام الذي اتسمت به هذه الفترة مقارنة بالعصر العباسي الأول.
  • الغزو المغولي وانتهاء الخلافة العباسية.


المراجع

  1. محمد خفاجي، الحياة الأدبية في العصر العباسي، صفحة 11. بتصرّف.
  2. ^ أ ب شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 12-26_53-62. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 180_519. بتصرّف.
  4. "العصر العباسي الثاني"، المكتبة، اطّلع عليه بتاريخ 12/5/2022. بتصرّف.
3447 مشاهدة
للأعلى للسفل
×