محتويات
ما هو سن الزواج في الإسلام؟
يُعرّف الزواج في الإسلام بأنّه عقدٌ بين رجل وامرأة يفيد بحلّ الاستمتاع بينهما، وقد شرعه الله -تعالى- في كتابه العزيز حيث قال الله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[١] وقد وضع الإسلام مجموعة من التشريعات التي تتعلق بالزواج، ونظّم أحكامه، وجعل شروطاً لجميع أركان عقد الزواج كما أنّه نظّم كل ما يتصل به من أحكام.[٢]
وأمّا سنّ الزواج في الإسلام؛ فلم تضع الشريعةَ الإسلاميّة عمراً محدداً للزواج، ولم يقيد الزواج بسنّ معين؛ بل وضع شروطاً وأحكاماً معيّنة تحدد ذلك، منها بلوغ الرشد ومقياسه في الزواج هو البلوغ الجنسي الفعلي للرجل والمرأة، ويقدر ذلك بخمسة عشرة سنة، وكذلك المصلحة الأخلاقيّة التي تدعو لذلك، وغيرها من الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار في عقد الزواج.[٣]
وأمّا الأعمار التي تُحدد اليوم في المحاكم الشرعيّة، كتحديد عمر الزواج بثمانية عشرة سنة، والرجوع للقاضي في حال العقد قبل هذا السنّ، فما هي إلّا اجتهادات غير مبنية على استناد فقهي.[٣]
الصفات المشترطة بالزوجين في الإسلام
اشترط الإسلام في الزوجين عدة شروط يجب أن تتوافر عند عقد الزواج، وبيانها فيما يأتي:[٤]
- أن يكون الزوج والزوجة المقبلان على العقد بالغين عاقلين؛ أيّ أن يتصفا بالأهليّة الكاملة، لكون الزواج عقدٌ غليظ الميثاق.
- أن يكون الزوج يدين بالدين الإسلامي في حال كانت الزوجة مسلمة؛ إذ إنّه لا يصح زواج المسلمة من رجلٍ غير مسلم.
- أن لا يكون بين الزوجين شبهة تحريمٍ؛ أي أنّ تكون المرأة حلًّا للرجل الذي سيعقد عليها، وذلك يشمل المحرّمات تحريماً مؤبداً كالأخت الشقيقة والأخت من الرضاعة والخالة، والعمة وغيرهنّ من المحرمات، والمحرمات تحريماً مؤقتًا، كأخت الزوجة التي لا تحلّ للرجل إلّا بعد طلاق أو وفاة الزوجة، فلا يجوز الجمع بين الأختين في الإسلام.
- أن تكون المرأة التي سيُعقد عليها تدين بدين سماوي كالدين اليهودي أو النصراني، أي أنّها كتابيّة وليست مشركة أو وثنيّة.
مقاصد الشريعة في الزواج
شرع الإسلام الزواج للعديد من المقاصد التي تحقق مصالحًا للعباد، نذكر منها ما يأتي:[٥]
- الأُنس والسكن لكلا الزوجين
وتحقيق الألفة والودّ بينهما حيث قال الله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[١]
- العفة والاستمتاع بين الزوجين
حيث قال الله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ).[٦]
- التناسل والإنجاب
حيث قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (تزوَّجوا الودودَ الولودَ، فإِنَّي مُكاثِرٌ بكمُ الأمَمَ).[٧]
المراجع
- ^ أ ب سورة الروم، آية:21
- ↑ محمد بن عبد العزيز السديس، مقدمات النكاح، صفحة 203. بتصرّف.
- ^ أ ب مصطفى السباعي، المرأة بين الفقه والقانون، صفحة 50. بتصرّف.
- ↑ خلود بدر الزمانان، شروط عقد النكاح في الفقه الإسلامي، صفحة 1459-1460. بتصرّف.
- ↑ صالح آل منصور، الزواج بنية الطلاق من خلال أدلة الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة الإسلامية، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:187
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:498، إسناده جيد.