محتويات
سنن عيد الأضحى
ما السنن التي يستحب للمسلم غير الحاج أن يفعلها يوم العيد؟
يُستحبّ لمن لم يكن ضمن الحجيج أن يقوم بجملةٍ من السنن يوم العيد، وفيما يأتي ذكرٌ لها.
صلاة العيد
يشرع للمسلمين أداء صلاة العيد، وذهب الحنفية إلى القول بوجوبها، وذهب المالكية والشافعيّة إلى أنّها سنَّةٌ مؤكَّدةٌ؛ واستندوا إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي حين سأله عن الصلوات الخمس، وقال الحنابلة هي فرض كفاية.[١]
وذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ وقت صلاة العيد؛ يبدأ بعد طلوع الشمس وارتفاعها إلى ابتداء الزوال، ويستحبّ عدم تأخيرها عن وقت ارتفاع الشمس كثيرًا؛ وذلك حتى يتفرّغ المسلمون لذبح أضاحيهم، وقال الشافعية بأن وقتها يكون بين طلوع الشمس وزوالها.[٢]
ومن فاتته صلاة العيد، فلا قضاء لها أيًّا كان عذر تفويتها عند الحنفية والمالكية، أما فقهاء المذهب الشافعي فقالوا بمشروعية القضاء، والحنابلة قالوا بأنّها لا تقضى لكن من شاء أن يقضِ فلا حرج عليه.[٣]
التكبير
متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى؟
إنّ التكبير سنَّةٌ من سنن العيد، ويبدأ التكبير بعد صلاة الفجر، ويستحبّ التكبير في الطريق لصلاة عيد الأضحى، ولا خلاف بين الفقهاء على جواز التكبير جهرًا في الطريق لمصلى العيد، لِما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يجهر بالتكبير في طريقه لمصلى العيد، وفي المسجد قبل بدء الصلاة، وأما التكبير في أيام التشريق، فعند المالكية والشافعية والحنابلة مندوب، وقال الحنفية بوجوبه.[14]
التطيب والاغتسال
يستحب الاغتسال لعيد الأضحى؛ لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يغتسل لعيدي الفطر والأضحى، ويجزئ اقتصاره على الوضوء، فهو يومٌ يجتمع فيه الناس؛ فيستحب الاغتسال والتطيب والاستياك.[٤]
التزين والتجمل
يستحب التزيّن والتجمّل، ولبس أفضل الثياب، سواءً أكان خارجًا للصلاة أم مقيمًا في بيته؛ لأنّه يوم زينةٍ، وأمّا النساء فإذا خرجن من البيت فلا يتزينَّ.[٥]
مخالفة الطريق بالعودة من صلاة العيد
وهو مستحبٌّ لثبوته عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)،[٦] والحكمة في ذلك ليسلم على أهل الطريقيْن، وقيل لتشهد له الأماكن والطرق، وقيل غير ذلك، فالذاهب للمسجد ترفع درجته.[٧]
التهنئة بالعيد
تستحب التهنئة بالعيد؛ لأنّه يومٌ عظيمٌ من أيّام الله -سبحانه وتعالى-، وليس هنالك صيغةٌ محصورةٌ بالتهنئة، ولكن تصحّ أيَّة صيغةٍ لم يكن فيها مخالفةٌ للشرع، وقد سئل الإمام مالك عن قولهم: "قَبَّل اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ"، و"غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَكَ"، فَقَال: "مَا أَعْرِفُهُ وَلاَ أُنْكِرُهُ".[٨]
ذبح الأضاحي
يشرع للمسلم أن يذبح أضحية في يوم العيد، وهي سنَّةٌ مؤكَّدةٌ عند جمهور العلماء، وذهب الحنفيَّة إلى أنّها واجبةٌ،[٩] ويشترط في الأضحية؛ أن تكون من الأنعام، وأن تبلغ سن التضحية، وأن تسلم من العيوب الفاحشة، وأن تكون ملكًا للذابح أو مأذونًا له فيها صراحةً.[١٠]
ويبدأ وقت التضحية بطلوع فجر يوم النحر، والأفضل التضحية بعد صلاة العيد وهذا قول الحنفية، وذهب المالكية وأحد أقوال الحنابلة إلى أنّ وقت ذبح الإمام حين انتهائه من صلاة العيد ووقت تضحية المأموم حين انتهاء الإمام من التضحية، أما الشافعية فقالوا بعد طلوع شمس يوم النحر بمقدار ما يسع ركعتين وخطبتين خفيفتين.[١١]
تأخير الأكل إلى بعد الصلاة
يستحب تأخير الأكل إلى ما بعد الصلاة، والحكمة من ذلك أنّه يوم أضحية، فاستُحِبَّ أن يبتدئ يومه بالأكل منها، ويستحبّ أن يكون فطره من الكبد، غير أن الإمام أحمد بن حنبل خص هذا البند بمن له أضحية.[١٢]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 240-239. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 243-244. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 244-245. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 115-116. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:986، حديث صحيح.
- ↑ موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 496-497. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 98-99. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 81-83. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 91-92. بتصرّف.
- ↑ محمود خطاب السبكي، الدين الخالص، صفحة 325. بتصرّف.