سنن و آداب لا تهجرها بعد انتهاء صلاة العيد

كتابة:
سنن و آداب لا تهجرها بعد انتهاء صلاة العيد

سنن وآداب لا تهجرها بعد انتهاء صلاة العيد

ينشط المسلم في مواسم الخير في أداء بعض العبادات، وذلك ابتغاء الأجر والثواب، واستغلال الأيام الفضيلة، فالأصل في المسلم أن يبقى ملتزماً بهذه العبادات بعد العيد وأن لا يفرط فيها، لأنها عبادات ليس خاصة بموسم معين، بل هي لسائر العام، ومن هذه العبادات ما يأتي:

مخالفة الطريق

فقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد أن يذهب إلى المصلى من طريق، ويرجع إلى بيته من طريق آخر، يقول جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)،[١] ولعل السبب في ذلك ليشهد له ملائكة الطريقين، أو لإظهار شعائر الدين، أو ليعم السرور.[٢]

التكبير في أيام التشريق في عيد الضحى

التكبير في عيد الأضحى يستمر إلى غروب ثالث أيام التشريق أيام التشرق، بينما في عيد الفطر التكبير ينتهي ببدء صلاة العيد، فعلى المسلم أن يحرص أن لا ينسى هذه السنة في عيد الأضحى بعد أن يصلي صلاة العيد.[٣]

تهنئة الناس بقول تقبل الله

من أهداف العيد زيادة التواصل والألفة بين الناس، لذا من آداب العيد أن يهنئ المسلم إخوانه بما قدموه من طاعات، وبقدوم العيد عليه، وقد سئل الإمام أحمد عن تهنئة الناس بقول "تقبل الله منكم" فقال: لا بأس به.[٤]

سنن وآداب لا تهجرها بعد انتهاء موسم الطاعات

هناك سنن وآداب أخرى قد يغفل عنها الناس بعد رمضان أو بعد انتهاء موسم الطاعات ومنها ما يأتي:

قراءة القرآن الكريم

إن لقراءة القرآن فضلاً عظيماً، وقد كان السلف الصالح يرون رمضان لقراءة القرآن، لذا كان الإمام الزهري -رحمه الله تعالى- يقول إذا دخل رمضان: "إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام"،[٥] وقراءة القرآن الكريم ليست مقتصرة على رمضان، أو على الأيام الفضيلة، فالمسلم يقرأ لله -تعالى- وليس لرمضان أو فقط في مواسم الخير، لذا على المسلم أن لا يترك قراءة القرآن الكريم بعد الأعياد.

قيام الليل

حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على قيام الليل، وإن كان في رمضان أهم وآكد، إلا أنه أيضاً عبادة في سائر السنة، ولا يصح ممن أكرمه الله -تعالى- بقيام الأيام الفضيلة في رمضان أن يتركها بعد رمضان، وقد مدح الله -تعالى- من يقوم الليل ووصفهم بأنهم عباد الرحمن، قال -تعالى- عنهم: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)؛[٦] أي يصلون الليل،[٧] فعلى المسلم أن لا يترك قيام الليل بعد الأعياد وكأنه عبادة لا تصح في سائر السنة.

حسن الخلق

أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصائم بحسن الخلق في رمضان، وذلك في قوله: (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فلا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ).[٨]

وحسن الخلق صفة المسلم طوال السنة وبعد رمضان، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُخْبِرُكم بمَن يَحْرُمُ على النَّارِ، وبمَن تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟ على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سهْلٍ).[٩] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المُؤمِنَ ليُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ).[١٠]

صلاة الوتر

يحرص المسلمون على صلاة الوتر خلف الإمام في رمضان وذلك طمعاً في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ هو، كُتِبَ لهُ قيامُ ليلةٍ)،[١١] وعلى المسلم أن لا يفرط في صلاة الوتر بعد العيد، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- عن فضل صلاة الوتر: (إنَّ الله أمدّكُم بصلاةٍ هي خيرٌ لكُم من حُمُرِ النعَمِ الوِترُ جعلهُ الله لكم فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى أن يطلعَ الفجرُ).[١٢]

صلة الرحم

يجتهد المسلم بصلة الأرحام في رمضان، وهذا عمل صحيح إلا أنه يخطئ حين يترك صلة الرحم بعد العيد، فلا يصل أرحامه للعيد القادم، مع أن صلة الرحم وفضلها ليس خاصاً بوقت محدد، وقد حث -عليه الصلاة والسلام- على صلة الرحم بقوله: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ عليه رِزْقُهُ، أوْ يُنْسَأَ في أثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)،[١٣] فحاجة الناس وصلة الرحم لا تنتهي بنهاية العيد.

الصيام

يصوم المسلم شهر رمضان ويجتهد فيه، كما يصوم يوم عرفة طمعا بثوابه، إلا أن الصيام لا يتوقف بعد العيد بل أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على من يصوم، وبين فضل الصيام فقال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)،[١٤] ويقصد بقوله في سبيل الله -تعالى-؛ أي في طاعة الله -تعالى-،[١٥] فيستحب للمسلم أن يحرص على صيام التطوع، كالستة من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:986، أورده في صحيحه.
  2. محمد بن عبد الباقي الرزقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 76. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 226. بتصرّف.
  4. ابن أبي عمر، الشرح الكبير على المقنع، صفحة 381. بتصرّف.
  5. سيد حسين العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، صفحة 199. بتصرّف.
  6. سورة الفرقان ، آية:64
  7. مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير بالمأثور، صفحة 164. بتصرّف.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1151، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2488، حسن غريب.
  10. رواه أبو داود ، في سنن أبي داود، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:4798، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  11. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن أبي ذرالغفاري ، الصفحة أو الرقم:806، حسن صحيح.
  12. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن خارجة بن حذافة العدوي، الصفحة أو الرقم:542، صحيح دون قوله هي خير لكم من حمر النعم.
  13. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2557، صحيح.
  14. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 2840، صحيح.
  15. تاج الدين الفاكهاني، رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام، صفحة 489. بتصرّف.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×