سيادة الأتراك على الحكم في العصر العباسي الثاني

كتابة:
سيادة الأتراك على الحكم في العصر العباسي الثاني


بداية التنفذ التركي في الدولة العباسية

بدأ التنفيذ التركي في الدولة العباسية لدى استعانة المأمون في أواخر العصر العباسي الأول بالأتراك لمواجهة الفرس، حيث صعُب عليه الأمر نظرًا للخلاف الذي كان على أوجهِ بين الفرس والعرب، فارتأى أن الأتراك لديهم القدرة الكافية للتحالف معه في وجه الفرس ومن هنا ولاهم مناصب بسيطة في الدولة، إلا أن مقاليدهم وزمامهم بقيت في يديه، ثم توسع نفوذهم في خلافة المعتصم والواثق، وقد اعتمد الخليفة المعتصم على العنصر التركي اعتمادًا كليًا، ففي الجيش مثلًا استغنى بهم عن معظم الجنود العرب وقد أدى هذا إلى:[١]


  • خلق حالة من عدم التوازن في صفوف الجيش بين العناصر العربية والتركية.
  • إشاعة حالة من السخط والغضب بين صفوف الجيش والشعب عامة.
  • زيادة توسع النفوذ التركي باعتبار الجيش أحد أهم مؤسسات الدولة الممثلة لها.
  • تحكم الجنود الأتراك وأصحاب المناصب منهم بمقدرات الدولة والتلاعب بها.



سيادة الأتراك في العصر العباسي الثاني

سمي العصر العباسي الثاني بعصر النفوذ التركي، وقد امتد ما بين عامي 232-324هـ، وذلك لتوسع التنفذ التركي فيه بشكل كبير في كل منشآت الدولة ومؤسساتها الحيوية وعلى رأسها الجيش، حيث تولى الأتراك مناصب رفيعة جدًا، وفيما يلي وندرج أبرز المعلومات المتعلقة بهذه السيادة في ذلك العصر:[٢]

  • بدأ العصر العباسي الثاني بخلافة المتوكل، الذي بدأ بعهده علامات ضعف الدولة العباسية بشكل كبير، وظهر التحكم التركي في الدولة كذلك بشكل كبير.
  • ظهر الدور الأساسي الذي لعبه الأتراك في تولي المتوكل للخلافة، بعد وفاة الخليفة الواثق دون أن يوصي بالخلافة لأحد ظنًا منهم أن المتوكل سيكون حليفًا جيدًا وسيلبي لهم ما يريدون.
  • جنح المتوكل عن الاستعانة بالأتراك واستبدالهم بعناصر عربية وغيرها من غير الأتراك، وهذا الأمر لم يكن بحسبانهم مما أثار حنقهم واستطاعوا بالاعتماد على النزاعات في بيت الخلافة على العرش بقتل المتوكل عام 247هـ وتعيين ابنه المنتصر خليفة على الدولة العباسية، إلا أن اعتلاءه للعرش لم يكن إلا مجرد منصب تشريفي، أما الحكم الفعلي فقد كان بيد الأتراك جملة وتفصيلًا.
  • تنبه المنتصر بالله لمدى خطورة الأتراك على الخلافة، ومقتهم إلى حد كبير، وحاول التخلص من نفوذهم، إلا أنهم كانوا أسرع وأفطن منه إذ دسوا له السم فمات عام 248هـ بعد ستة أشهر فقط من توليه للخلافة، وبهذا بسطت الأتراك نفوذهم أكثر فأكثر على الدولة العباسية وتلاشت هيبتها تمامًا.


أثر سيادة الأتراك على الحكم في الدولة العباسية

لا شك أنه كان من تولي الأتراك مقاليد الحكم الفعلي للدولة العباسية وتوسع نفوذهم أثرًا كبيرًا على الدولة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأبرز هذه الآثار:[٣]

  • السيادة التركية على حساب السيادة العربية مما أدى إلى سخط عام في الدولة.
  • التحكم بمقدرات الدولة وشيوع الفساد في مؤسساتها.
  • انتشار الفقر بين عامة الرعية نتيجة تدهور الأحوال الاقتصادية.
  • الاضطهاد العام للشعب من قبل الجنود الأتراك.

المراجع

  1. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 976. بتصرّف.
  2. "الأدب العباسي"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2022. بتصرّف.
  3. "من عوامل سقوط العباسيين"، قصة إسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2022. بتصرّف.
6754 مشاهدة
للأعلى للسفل
×