ترجمة ابن شهاب الزهري
إنّ ابن شهاب الزهري -رحمه الله- هو أحد العلماء المسلمين الذين قدّموا خدمات جليلة للإسلام، واسمه الكامل هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، وكان للزهري فضلٌ كبير في بداية تدوين التاريخ الإسلامي، وهذا ما جعله يُعدّ من أوائل المؤرخين المسلمين، فدرَس السيَر والمغازي وعهد الخلافة الراشدة وحقبة من العصر الأموي، كما أنّ للزهري اسمٌ لامع في علم الرواية والحديث، وقد لقيَ الزهري 10 من الصحابة وروى عن ابن عمر وأنس بن مالك وغيرهم، وسيتناول هذا المقال سيرة حياة ابن شهاب الزهري.[١]
سيرة حياة ابن شهاب الزهري
ولِد ابن شهاب الزهري في المدينة النبويّة سنة 50 وقيل 51 للهجرة، وهو معدود من صغار التابعين، وكان -رحمه الله- فقير الحال إلا أنّ سيرة ابن شهاب الزهري هي سيرة مليئة بالإنجاز والعلم والعمل؛ حيث لازم -رحمه الله- بعض الصحابة كأنس بن مالك وسهل بن سعد الساعدي، وأخذَ الفقه والعلم على أيدي كبار التابعين من العلماء والفقهاء.[٢]
بدأت سيرة ابن شهاب الزهري العلمية بتعلّمه علم الأنساب على يد عبد الله بن ثعلبة العذري، ثمّ نهل من علم سعيد بن المسيّب حيث لازمه 8 سنوات، كما أخذ الفقه عن فقهاء المدينة ومنهم عروة بن الزبير، وقد اُشتُهر -رحمه الله- بقوة الذاكرة وكثرة الحفظ، كما جمع بين علوم القرآن الكريم والسنّة النبوية وأنساب العرب، وقد تميّز الزهري بجمعه بين العلم والعمل وحِرصه على الأخذ بأسباب التحصيل العلمي ومع قوّة حافظته إلا أنّه كان دؤوبًا على تدوين كل ما يسمع.[٢]
ابن شهاب الزهري هو أوّل من دوّن الحديث الشريف بأمرٍ من الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وقد تخلّلت سيرة حياة ابن شهاب الزهري علاقات عديدة مع خلفاء بني أميّة؛ حيث قرّبه عبد الملك بن مروان وغيره من الخلفاء بعد رحيله إلى الشام، كما ولّاه يزيد بن عبد الملك القضاء، أمّا هشام بن عبد الملك فقد اختاره لتعليم أبنائه العلوم الشرعية من فقهٍ وحديث، واستعان به في تربيتهم وسافر معهم للحج ولم يفارقهم -رحمه الله- حتّى مات.[٢]
ثناء العلماء على ابن شهاب الزهري
ابن شهاب الزهري -رحمه الله- هو قامة علمية مشهود لها بالفضل والعلم، وقد أخذَ عنه العلم الكثير من العلماء الأجلّاء؛ ومن أشهرهم الإمام مالك وفقيه مصر الليث بن سعد وغيرهم كثير، وهذا ما جعل ثناء العلماء على ابن شهاب الزهري غزيرًا حيث وصفوه بأجمل العبارات وأجلِّ المحامد، وفيما يأتي جملة من أقوال العلماء ومدحهم للزهري:[٢]
- قال الليث بن سعد: ما رأيت عالمًا قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علمًا منه، لو سمعت ابن شهاب يحدّث في الترغيب لقلت لا يُحسِن إلا هذا، وإن حدّث عن العرب والأنساب قلت: لا يُحسِن إلا هذا، وإن حدّث عن القرآن والسنّة كان حديثه نوعًا جامعًا.[٢]
- قال مطرّف بن عبد الله: "سمعت مالك بن أنس يقول: ما أدركت بالمدينة فقيهًا محدِّثًا غير واحد، فقلت له: من هو؟ فقال: ابن شهاب الزهري".[٣]
- قال محمد بن سعد: "كان الزهري ثقة، كثير الحديث والعلم والرواية، فقيهًا جامعًا".[٢]
المراجع
- ↑ "ابن شهاب الزهري .. الفقيه المؤرخ"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "محمد الزهري .. المحدث المُدوّن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: الطبقات الكبرى **"، www.al-eman.com. بتصرّف.