محتويات
عباس محمود العقاد
واحدٌ من أهمِّ أدباء القرن العشرين الذين تركوا في اللغة العربية ميراثًا لا ينضب، فزاد على خزينة اللغة العربية ما يُقارب المئة كتاب، استطاع أن يكون العقاد محورًا للكثير من الأدباء الآخرين فسجل المعارك الأدبية ما بينه وبين قاماتٍ أخرى في الأدب، ولربما كانت تلك السجلات هي ما أضفت على العربية عذوبتها وجمالها، فرجلٌ في مكانٍ يكتب عن الحبِّ وفي موقعٍ آخر يستل قلمه سيفًا ليزود به عن عرضه الأدبي، عباس محمود العقاد واحدٌ من أدباء مصر في زمانٍ قريب؛ لذلك كان لا بدَّ من إفراد مقالٍ يتحدث عن مولده ونشأته وما الآثار التي تركها، وفيما يأتي سيكون ذلك.[١]
مولد ونشأة عباس محمود العقاد
واحدٌ من الأطفال الذين لمست أعينهم نور الشَّمس في منطقة أسوان المصرية سنة 1889م، لم يكن له حظٌّ من التَّعليم المتقدِّم فقد شاء القدر أن يولد لعائلةٍ بسيطةٍ من أمٍّ كرديَّةٍ وأبٍ يعيل أسرته من وظيفة بسيطة وبذلك استطاع أن يحصل على التَّعليم الابتدائي فقط، لكنَّ العقاد اختطَّ لنفسه طريقًا آخر يختلف عن طريق أترابه في القرية، فعكف على القراءة حتَّى استطاع أن يجعل من نفسه موسوعةً علميَّةً لا تُضاهى، وتعلَّم اللغة الإنجليزية من السيّاح القادمين إلى محافظتي أسوان والأقصر، يُذكر أنَّ العقاد من الأشخاص ذوي الإصرار العظيم، فكما أنَّه اعتاد على التمرُّد في كلِّ نواحي حياته فقد امتدَّ تمرّده في القاهرة عندما اختطَّ مع عبد الرحمن شكري والمازني مدرسة خاصة تدعو إلى التَّجديد في الشِّعر وسُميَّت "بالديوان"، تتلمذ على يد أستاذه محمد حسين محمد، ولم يكن العقاد من الأشخاص الاتكاليين في حياتهم فقد عمل في مختلف المهن فارتاد مصنعًا للحرير في دمياط، ومن ثم التحق بالعمل في السكك الحديدية، وكان يُنفق معظم أمواله في شراء الكتب وقراءتها، حتى استطاع أن يصنع من نفسه رقمًا صعبًا يُنافس الأدباء وعلى رأسهم الأديب مصطفى صادق الرافعي وطه حسين وزكي مبارك ومصطفى جواد، وبعد أن تمَّ الوقوف على ومضاتٍ من حياة عباس محمود العقاد لا بدَّ من التطرُّق إلى أدب عباس محمود العقاد، وفيما يأتي سيكون ذلك.[٢]
أدب عباس محمود العقاد
إنَّ رجلًا استطاع أن يُدخل نور العلم إلى عقله فإنَّه لن يعدم وسيلة في إدخاله لعقول الآخرين، تفرَّد العقَّاد بذكاءٍ حادٍّ وسرعة بديهةٍ جعلت منه ذلك الرَجل الذي يُشعل قلمه في كلِّ يومٍ ليخط من المؤلفات الشيء العظيم، وأدب العقاد لم يأت من الفراغ أو الهوى إذ إنَّ رجلًا عكف على قراءة القديم والحديث من الأدب والآداب العالمية وكتب العلوم لا بدَّ ولفكره أن يتمخَّض عن الشيء الكثير، فاهتمَّ العقاد بالقضايا النَّقدية بالاشتراك مع المازني فأُخرج من يديهما كتاب الديوان في النقد والأدب الذي أصبح اسمه عنوانًا لمدرسة شعرية فيما بعد، ولم ينأ في مؤلفاته عن التاريخ وعلم الاجتماع والفنون الأخرى فكتب "مطالعات في الكتب والحياة" و "مراجعات في الأدب والفنون" وكتبٌ أخرى كثيرة، ومن ثم نحا نحو السياسية فكان له موقفه الحاد من الحزب الشيوعي وعدَّه مدمِّرًا للشعوب والمجتمعات، ودعا إلى الديمقراطية وأن يكون للفرد رأيه في تحديد المصير ومن مؤلفاته التي اختصَّها في هذا المجال "الشيوعية والإسلام" و "لا شيوعية ولا استعمار" وقد ترجم العديد من الكتب إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس، ومع ذلك فإنَّ الحداثة لم تُلهه عن القامات الإسلاميَّة العظيمة فقد تناولها بشكلٍ يختلف عن سابقيه، فاهتمَّ برسم الشَّخصيَّة ليكونها الفرد في مخيلته ولم يعتمد على ترتيب الوقائع والأحداث كغيره من الأدباء، ومن بين الكتب تلك "عبقرية محمد" و "عبقرية عمر" و "داعي السماء بلال" ومع أنَّ النَّثر قد أخذ من عباس محمود العقاد الشيء الكثير إلا أنَّ ذلك لم يأخذه من الشعر الذي ترك فيه الدواوين الكثيرة متمثلًا أسلوبه الذي اعتمد فيه على التَّجديد ومن بينها "هدية الكيروان" و "بعد الأعاصير" و "يقظة الصباح"، يُذكر أنَّ عباس محمود العقاد كان واحدًا من أعضاء مجمع اللغة العربية بمصر، وفي ذلك تفصيلٌ لحياة عباس محمود العقاد الأدبية.[٣]
أقوال عباس محمود العقاد
إنَّ رجلًا ترك من خلفه كنوزًا في الأدب وجواهرًا من الكلمات لا بدَّ لأيِّ عاقلٍ من أن يستعرضها ويقف عندها؛ ليتأمل ذلك القول العربي ويستمع إلى العقاد وكأنَّه ما زال حيًّا ينطق بكلماته لكلِّ قارئ، فيستفيد منها الباحث وكأنَّها شمعةٌ تهديه نحو بعضٍ من الخيوط الأدبية التي يبحث عنها ليتلمَّسها؛ ولذلك كان لا بدَّ من ذكرِ أهم أقوال عباس محمود العقاد:[٤]
- "ليس هناك كتاب أقرأه و لا أستفيد منه شيئًا جديدًا، فحتى الكتاب التَّافه أستفيد من قراءته أني تعلمت شيئًا جديدًا هو ما هي التفاهة؟ و كيف يكتب الكتاب التافهون؟ و فيم يفكرون؟"
- "نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل إلى نقطة العلم."
- "الوظيفةُ رِقُّ القرنِ العشرين."
- "إنَّ في الحياة ألمًا كبيرًا، و إن سرور الحياة أكبر من ألمها، ولكنَّ الحياة نفسها أكبر من كلِّ ما فيها من الألم و السرور."
- "ليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك بأن يرقى إليك، بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه."
- "الخوف من الموت غريزة حية لا معابة فيها، وإنما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليه."
وفاة عباس محمود العقاد
رجلٌ قضى عمره ما بين المحابر والأقلام، فترك في حياته ما يُقارب المئة كتابٍ موزَّعةٍ على مختلف المجالات وكأنَّه يأبى أن يرحل عن الدنيا دون أن يمرَّ عطره على أغلب الأماكن فيها، فزاد الأدب العربي رفعةً على رفعته وهيبةً على عظمته إلى أن توفَّاه الله في 12 آذار لعام 1964م، فرقد في ترابه ورحل لملاقاة ربه بعد أن قدَّم كل ما استطاعه في سبيل خدمة الأمة الإسلامية والعربية، وبذلك ينتهي مقال عباس محمود العقاد بعد أن تمَّ التَّعريف بأغلب وأهم فصول حياته.[٥]
المراجع
- ↑ "عباس محمود العقاد"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-29. بتصرّف.
- ↑ "عباس محمود العقاد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-29. بتصرّف.
- ↑ "عباس محمود العقاد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-29. بتصرّف.
- ↑ "عباس محمود العقاد"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-29.
- ↑ "عباس محمود العقاد.. عملاق الأدب العربي الذي لم يكمل تعليمه"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-29. بتصرّف.