أهمية تعلم اللغات

كتابة:
أهمية تعلم اللغات

أهمية تعلم اللغات

زيادة التواصل

تُعدّ المقدرة على التواصل البشري من أكثر الجوانب الإنسانية أهميةً، فعندما يكون الشخص قادراً على التواصل مع الآخر بلغته فإنّها تُعتبر بمثابة هدية رائعة له، حيث يتمتع ثنائيو اللغة (بالإنجليزية: Bilinguals) بفرصة مميّزة لمقدرتهم على التواصل مع مجموعة أوسع من الأشخاص سواءً في حياتهم الشخصية أو المهنية، كما أنّ إتقان الفرد للغة ما يُشعره أنّه في وطنه بغضّ النظر عن مكان وجوده ممّا يفتح له العالم على مصراعيه حرفياً ومجازياً.[١]


يُساهم إتقان اللغة في اندماج الشخص مع المجتمعات المختلفة، والتعامل مع الأشخاص بلطف، كما يُساعد أيضاً في بناء صداقات قوية، حيث لو اكتفى الشخص بهذه الفوائد فقط لأمكنه أن يرى ثمرة تعلّمه اللغات لسنوات عديدة،[١] كما أنّ تعلّم اللغات يُساهم في تغيير رؤية الشخص للعالم من حوله؛ إذ إنّ لكلّ لغة أسلوبها الخاصّ، وكذلك تعابيرها، وثقافتها، وتراثها، فمثلاً عندما يتعلّم الأطفال اللغات تصبح لديهم مفردات جديدة، وأفكار متجدّدة ومتنوعة، ممّا يُمكّنهم من فهم العالم من حولهم بطريقة مختلفة.[٢]


تعزيز الحياة المهنية

يُمكن أن تكون المهارات اللغوية مِيزةً تنافسيةً كبيرةً تُميّز الشخص عن غيره ممّن يُتقن لغةً واحدةً فقط، حيث تُعدّ اللغة واحدةً من أفضل 8 مهارات مطلوبة في جميع الوظائف بغض النظر عن القطاع أو مستوى مهارة الشخص في التخصص المطلوب، وحالياً يزداد الطلب بشكل كبير على الأشخاص الذين يُتقنون لغتين، وفي كثير من الحالات تعمل المهارات اللغوية على زيادة الراتب والحوافز للموظفين.[١]


يفتح تَعلُّم لغة أجنبية الكثير من فرص العمل، حيث يُوفّر للباحث عن عمل فرصاً أفضل، فالعديد من الشركات لها أنشطة تجارية في عشرات البلدان حول العالم، ومثل هذه الشركات لا يُمكنها توظيف أشخاص لا يمتلكون لغة أجنبية إضافةً إلى لغتهم الأمّ، حتّى الشركات المحلية الصغيرة تُفضّل تعيين موظفين لديهم القدرة على التحدث بلغة ثانية،[٣] بالإضافة إلى ذلك فإنّ تعلّم اللغات يكشف عن العديد من المهارات، فوِفقاً للدراسات يُعدّ متعددي اللغات أفضل من أحاديي اللغة في حلّ المشكلات، وأكثر إبداعاً، وأفضل في تعدّد المهام، وهذه المهارات مطلوبة في سوق العمل بكثرة.[٤]


تنمية القدرات العقلية

تتعدّد وتختلف الفوائد المعرفية لتعلّم اللغات، فالأشخاص الذين يتحدّثون أكثر من لغة يتمتّعون بالعديد من المِيزات الإدراكية والعقلية، منها ما يأتي:[١]

  • زيادة القدرة على التركيز.
  • مهارات استماع أفضل.
  • القدرة على حلّ المشكلات ومهارات التفكير الناقد.
  • القدرة على القيام بمهام عديدة في نفس الوقت.
  • التمتُّع بقدر عالٍ من الإبداع والمرونة.
  • التنقُّل بين المهام ورصد التغييرات بسهولة،[١] إذ أظهرت الأبحاث أنّ الدماغ ثنائي اللغة لديه قدرةً أكبر على الانتباه وتبديل المهام مقارنةً بالدماغ أحادي اللغة، ويعود السبب في ذلك إلى قدرة الدماغ المتطورة على التركيز على إحدى اللغات أثناء التحدّث بها وتثبيط الأخرى في نفس الوقت.[٥]
  • تنمية العقل، حيث أظهرت الدراسات أن ثنائيي اللغة يميلون إلى امتلاك ذاكرة أفضل.[٣]
  • تأخير ظهور الخَرَف، حيث يستخدم الدماغ مُستقبِلات مختلفة، ويُحاول إيجاد طرق جديدة لمعالجة المعلومات ممّا يُساعد على حماية وظائف الدماغ، ويُطلق الأكاديميون على ذلك مفهوم الاحتياط المعرفي.[٢]


تُظهر الدراسات أنّ تعلّم لغة جديدة يُؤثّر إيجابياً في زيادة درجات الاختبارات القياسية في الرياضيات، والقراءة، والفهم والاستيعاب، والتراكيب، وذلك للطلاب متعددي اللغات مقارنةً بالطلاب أحاديي اللغة،[٦] كما يُوفّر وصولاً أسرع إلى التعليم، فإذا كان الشخص يمتلك لغةً أخرى فهذا قد يُمكّنه من الحصول على شهادة جامعية من بلد آخر وبتكلفة أقل وتجربة تعليمية أكثر متعة، كما ينطبق ذلك على وسائل الإعلام أيضاً، فمن يتحدّث لغةً واحدةً فقط من المُمكن أن لا يستطيع معرفة الأخبار حول العالم ووجهات نظر الأفراد الذين لا يتحدّثون لغته.[٧]


تعميق الارتباط بالثقافات الأخرى

تُعتبر اللغة أكثر وسيلة مباشرة للتعرّف على الثقافات الأخرى، إذ إنّ القدرة على التواصل بلغة أخرى يُعزّز التقدير لعادات وتقاليد، وديانات، وفنون، وتاريخ الثقافات المختلفة، حيث أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين تعلّموا لغةً أخرى، كانوا أكثر انفتاحاً اتجاه الثقافة المرتبطة بهذه اللغة، وعبّروا عنها بشكل إيجابي،[١] كما يُساعد امتلاك أكثر من لغة على فتح باب من الترفيه والمتعة؛ فالقدرة على فهم الأدب والفن العالمي يُساعد الأشخاص على التعرّف على العالم من حولهم وتقديره.[٤]


يُعدّ تعلّم أكثر من لغة أمراً ضرورياً لمواكبة الاقتصاد العالمي، إذ إنّ تعلّم لغة أخرى يُساعد على الاندماج مع المجتمعات بمستويات عالمية،[٨] حيث بدأ كثير من الأشخاص بتعلّم اللغة الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والصينية، وغيرها، لِما له من أثر كبير وضرورة مهمّة في فهمٍ أعمق لثقافة البلدان الأخرى وتاريخها.[٩]


السفر حول العالم

يزور المسافرون أحاديو اللغة عادةً نفس الأماكن، إلّا أنّ المسافرين الذين يعرفون أكثر من لغة يكونون أكثر قدرةً على التواصل، والتفاعل مع الأماكن والأفراد، كما يفتح لهم أبواباً أخرى لفرص العمل أو الدراسة في الخارج،[١] كما يُصبح السفر أرخص وأسهل عند إتقان لغة أجنبية، فإذا كان الشخص على معرفةٍ ببعض المصطلحات للغة البلد الذاهب إليها فقد يتمكّن من العثور على أماكن تتناسب مع ميزانيته، كما يكون التنقّل أسرع وأرخص، حيث يكون لديه خيارات متعدّدة، وينطبق الشيء نفسه على اختيار مكان الإقامة، والطعام، وإمكانية التجول وحيداً دون الحاجة إلى دليل سياحي.[٣]


اكتساب العديد من المهارات

يكتسب الأفراد الذي يتحدّثون بأكثر من لغة العديد من المهارات، ومن أبرزها ما يأتي:[١]

  • تعزيز اتخاذ القرارات: نُشرت دراسة لكاثرين هاريس في 2012م تُظهر فيها الأبحاث أنّ القرارات التي يتخذّها الأشخاص بلغتهم الثانية تكون أكثر عقلانيةً، ومنطقيةً، ووضوحاً من تلك التي اتُخذت باللغة الأمّ، حيث يبتعد الأشخاص عن ردود الفعل العاطفية والتحيّزات المرتبطة باللغة الأمّ.
  • سهولة الوصول إلى المعلومات: يضمّ العالم أكثر من 6000 لغة منطوقة، ويجد الفرد حاجةً إلى ترجمة بعض المعلومات، ولهذا السبب يُعدّ التحدّث بلغة إضافية واحدة على الأقل وسيلةً للوصول إلى المعلومات بشكل أسرع، فالأشخاص الذين يُتقنون لغات أخرى قادرون على تصفُّح الإنترنت، ومواقع التواصل المختلفة، ووسائل الإعلام والترفيه الأجنبية على مستوى عالمي.
  • الرؤية بمنظور مختلف: يفتح استكشاف لغة وثقافة جديدة باباً للمقارنة مع ما هو مألوف عند الأفراد، فالتعلّم عن ثقافة أخرى يلقي الضوء على ثقافة الفرد من الناحية الإيجابية والسلبية، ممّا يزيد تقديره لما لديه من إيجابيات أو تغيير بعض الأمور والأفكار.
  • تعزيز الثقة بالنفس: عند البدء بتعلّم لغة جديدة يرتكب أيّ شخص العديد من الأخطاء أثناء تعلّمها ومحاولة الحديث بها أمام الناس، فالخطأ جزء ضروري من عملية التعلّم، ممّا يعني خروج الشخص المُتعلّم من منطقة الراحة الخاصة به، لكنّ ذلك يُصاحبه شعور بالإنجاز خاصّةً عند تَحدّثه مع شخص آخر بلغته الأمّ،[١] حيث يزيد ذلك من ثقته بنفسه نظراً لإتقانه مهارةً جديدةً، وعادةً ما يكون الأشخاص الواثقين بأنفسهم أكثر إثارةً للاهتمام وأكثر انفتاحاً من غيرهم.[٨]
  • التسامح وتقبُّل الآخرين: يميل الذين يتعلّمون العديد من اللغات إلى اتخاذ مواقف أكثر إيجابيةً اتجاه لغة وثقافة البلد الذي يتحدّثون لغته، كما ويجعلهم أكثر تسامحاً مع أفرادها.[٧]
  • تعلّم المزيد من اللغات: يُساعد تعلُّم اللغة على كسر حاجز الخجل عند المُتعلّمين والذي يكون عادةً في البداية، ممّا يُساعدهم على المضي قُدُماً في تعلّم المزيد من اللغات الجديدة،[٤] بالإضافة لجعل تعلّم أي شيء آخر أكثر سهولة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "WHY LEARN LANGUAGES", www.leadwithlanguages.org, Retrieved 2021-3-26. Edited.
  2. ^ أ ب Danny (2021-2-17), "6 reasons why language learning is important for children"، www.ef.com, Retrieved 2021-3-26. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث KENDALL DICK (2020-3-5), "Why is it Important to Learn a Foreign Language?"، www.goabroad.com, Retrieved 2021-3-26. Edited.
  4. ^ أ ب ت Dan Needham (2019-8-20), "The Importance of Language Learning"، www.educations.com, Retrieved 2021-3-26. Edited.
  5. Anthony Shook ,Viorica Marian (2012-10-31), "The Cognitive Benefits of Being Bilingual"، dana.org, Retrieved 2021-4-6. Edited.
  6. "TOP 10 BENEFITS OF LEARNING A FOREIGN LANGUAGE", etoninstitute.com، Retrieved 2021-3-26. Edited.
  7. ^ أ ب "seven reasons to learn a foreign language", theconversation.com ,2019-12-18, Retrieved 2021-3-26. Edited.
  8. ^ أ ب RACHELWAGERS, "9 Big Advantages of Learning a Foreign Language"، www.fluentu.com, Retrieved 2021-3-26. Edited.
  9. "The Importance of Foreign Languages", msmstudy.eu, Retrieved 2021-3-26. Edited.
22191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×