شاعرات عربيات

كتابة:
شاعرات عربيات

شاعرات عربيات

على مرّ عصور الأدب العربي اشتُهرت كثير من النساء الشواعر حتى نافسن الرجال، ومن هؤلاء الشّاعرات:

  • تماضر بنت الشّريد.
  • الخرنق بنت بدر.
  • الخنساء.
  • رابعة العدويّة.
  • ليلى بن طريف.
  • علية بنت المهدي.
  • ليلى العامريّة.
  • ليلى الأخيليّة.
  • ولّادة بنت المستكفي.
  • حسانة التميمية.
  • اعتماد الرميكية.
  • نزهون الغرناطيّة.
  • نازك الملائكة.
  • فدوى طوقان.


تماضر بنت الشريد

في أيّ حرب قتلت تماضر السلمية؟

تماضُر بنتُ الشّريد السّلميّة، زوجة زهير بن جذيمة ملك غطفان شاعرة جاهليّة، لم تذكر كتب التاريخ والأدب كثيرًا عن حياتها وميلادها ووفاتها، غير أنّهم ذكروا أنّها وابنها قد قضيا في حرب داحس والغبراء، ومن أشهر أشعارها ما جاء في رثائها لابنها مالك بن زهير العبسي الذي قُتل على يد حذيفة بن بدر الذي قتلها أيضًا في يوم الهباءة من أيّام داحس والغبراء، فتقول في رثائها ابنها:[١]

كأنّ العينَ خالطَها قذاها

لحزنٍ واقعٍ أفنى كراها

على ولدٍ وزينِ الناسِ طرًّا

إذا ما النارُ لم ترَ منْ صلاها

لئنْ حزنتْ بنو عبسٍ عليه

فقد فقدت به عبسٌ فتاها

أسيدَكم وحاميكم تركتُم

على الغبراء منهدمًا رحاها

حُذيفةُ لا سُقيتَ من الغوادي

ولا روتْكَ هاطلةٌ نداها

كما أفجعْتني بفتًى كريمٍ

إذا وزنتْ بنو عبسٍ وفاها

فدمعي بعدَهُ أبدًا هطولٌ

وعيني دائمٌ أبدًا بكاها


الخرنق بنت بدر

ما أبرز الأغراض التي تناولتها الخرنق؟

الخرنق بنت بدر بن هفّان بن مالك، من بني ضبيعة البكريّة العدنانيّة، ذكروا أنّها ماتت سنة 574م ولم يذكروا ولادتها، وقالوا إنّها أخت الشاعر طرفة بن العبد الذي قد قتله عمرو بن هند الملك المغرور المعروف، وتدور معظم أشعارها حول موضوع الرثاء، ولا سيّما رثاء زوجها بشر بن عمرو بن مرشد الذي قُتل في يوم كلاب المشهور في الجاهلية، وكذلك برزت في الفخر بقومها، ومما جاء في شعرها في الفخر قولها:[٢]

لا يَبعَدَن قومي الذينَ هُمُ

سُمُّ العداةِ وآفّةِ الجُزُرِ

النازلونَ بِكُلِّ مُعترَكٍ

والطّيبونَ مَعاقِدَ الأُزرِ

الضّاربونَ بِحَومَةٍ نَزَلَتْ

والطّاعنونَ بأذرُعٍ شُعرِ


الخنساء

لماذا برزت الخنساء في شعر الرثاء؟

الخنساء وهي تماضر بنت عمرو بن الحَارثْ بن الشّريد بن رياح بن يقظة بن عُصيّة بن خُفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خَصْفة بن قيس بن عيلان بن مضر، (575م - 645م) وهي شاعرة مخضرمة عاشت في الجاهلية وأدركت الإسلام فأسلمت وصارت من الصحابيات، وقد كانت الخنساء شاعرة مشهود لها بالفضل والسّبق، وذكروا أنّها أنشدت النابغة الذّبياني بعضًا من شعرها تحت قبّته المشهورة في سوق عكاظ، فقال لها لولا أنّ هذا الأعمى قد سبقك -ويقصد الأعشى- لقلتُ إنّك أشعر الإنس.[٣]


كما اشتهرت الخنساء بمراثيها التي أصبحت مضربًا للمثل، فلا تكادُ تُذكر في مكانٍ إلّا ويُذكر مع ذكرها بكاؤها ونوحها على أخويها وأبنائها الأربعة الشهداء في القادسية، أولئك الذين حزنت عليهم حزنًا شديدًا أودى ببصرها، ومن ذلك قولها في رثاء أخويها:[٤]

بكَتْ عينيْ وحقَّ لها العويلُ

وهاض جناحي الحدثُ الجليلُ

فقدت الدّهرَ كيف أكلَّ رُكنيَّ

لأقوامٍ مودّتُهم قليلُ

على نفرٍ هُم كانوا جناحِي

علَيهِم حِينَ تلقاهُم قبولُ

فذكّرني أخي قومًا تولّوا

عليّ بذكرِهِم في كلّ قيلِ

هم سادُوا معدًا في صباهم

وسادوا وهم شبابٌ أو كُهولُ



لقراءة المزيد، انظر هنا: شعر الخنساء في الإسلام.


رابعة العدوية

ما هو الاتجاه الذي كانت عليه رابعة العدوية؟

هي رابعة بنت إسماعيل العدويّة العتكيّة القيسيّة البصريّة (95هـ - 185هـ)، تُنسب إلى قبيلة "قيس" فآل عتيك بطنٌ من بطونها، ولدت في البصرة، عاشت بين العصر الأموي والعصر العباسي، وقد كانت رابعة العدوية حاضرة الذّهن متّقدة الذّكاء، وقد روي أنّها حفظت القرآن الكريم في سنٍّ مبكرةٍ، وقد تعرّضت للرقّ في شبابها، إلّا أنّ ما كان يميّزها هو تغنّيها بحبّها الكبير لله تعالى وزهدها في الدنيا، فبعد أن حرّرت من الرقّ تفرّغت للعبادة، وقد ظهرتْ النزعة الصّوفيّة في أشعارها، ومن أشهر أبياتها في الحب الإلهي قولها:[٥]

أحبُّكَ حبّين: حُبَّ الهوى

وحبًّا لأنّكَ أهلٌ لذاكَ

فأمّا الذي هوَ حُبُّ الهوى

فشغلي بذكرِكَ عمّنْ سواكَ

وأمّا الذي أنتَ أهلٌ لهُ

فكشفُكَ ليَ الحجبَ حتّى أراكَ

فلا الحمدُ في ذا ولا ذاكَ لي

ولكنْ لكَ الحمدُ في ذا وذاكَ


ليلى بنت الطريف

ما الرابط بين مراثي ليلى ومراثي الخنساء؟

ليلى بنت طريف ويقال لها أيضًا الفارعة أو فاطمة بنت طريف بن الصّلت التّغلبيّة الشّيبانيّة، ذكروا أنّها ماتت 815م، شاعرة عباسية، وهي أخت الوليد بن طريف زعيم الخوارج في عهد هارون الرشيد، كانتْ تخرج في المعارك، وتركب فرسها وتندفع للقتال ولا سيّما حينما قُتل أخوها، فقد جهّزت عدّتها وحملت على جيش يزيد بن مزيدة القائد العباسي العسكري، فلمّا خرجت ضرب فرسها فهلك، ووبّخها على هذا الفعل، فخجلتْ من فعلتها ثمّ ذهبت، وقد اشتهرت برثائها لأخيها الوليد، فكانت تتّبع أسلوب الخنساء في مراثيها كما يقول ابن خلّكان، وممّا جاء من مراثيها في أخيها قولها:[٦]

بتَل نهاكي رسمُ قبرٍ كأنّهُ

على جبلٍ فوق الجبالِ مُنيفِ

تضمّنَ مجدًا عُد مليًّا وسؤددًا

وهمّةَ مقدامٍ ورأيَ حصيفِ

فيا شجرَ الخابورِ ما لكَ مُورِقًا

كأنّكَ لمْ تجزعْ على ابن طريفِ

فتًى لا يحبُّ الزّادَ إلّا من تقًى

ولا المالَ إلّا من قنا وسيوفِ

فإنْ يكُ أوداهُ يزيدُ بن مزيد

فربّ زحوفٍ لفّها بزحوفِ

عليهُ سلامُ اللهِ وقفًا فإنّني

أرى الموتَ وقّاعًا بكلِّ شريفِ


علية بنت المهدي

كيف تجلت علاقة الأخوّة بين الرشيد وعلية؟

علية بنت المهدي بن المنصور، (777م - 825م)، شاعرة عبّاسيّة اشتهرت بالشّعر والغناء، وهي أخت الخليفة هارون الرشيد، ويُذكر أنّه كان يحبّها حبًّا جمًّا، ويمنحها ما تريد، وكان يدعوها إلى مجلسه دائمًا، ويُذكر أنّها كانت تقيّة نقيّة، فإذا طهرت لزمت الصّلاة والعبادة، وإذا لم تصلِّ ردّدت الأشعار، وقد برعتْ وأجادتْ في أشعارها أيّما إجادة، كما اتّصفتْ معظم أشعارها بالقصر؛ إذ إنّها كانت قد قيلت من أجل الغناء، ولها أشعارٌ عديدة، منها ما جاء من شعرٍ لها حينما جافاها الرشيد مدّة من الزمن فقالت:[٧]

ما لَكِ رقِّي أَنتَ مسرورُ

وبالذي تهواهُ محبورُ

أوحشْتني يا نُورَ عيني فمَنْ

يُؤنُسني غيرُكَ يا نُورُ


وقالت أيضًا حينما دعا أختيها إلى مجلسه ولم يدعُها:[٧]

ما لي نُسيتُ وقدْ نوديَ بأصحابي

وكنْتُ والذّكرُ عندي رائحٌ غادي

أنا الذي لا أُطيقُ الدّهرَ فُرْقَتَكُم

فَرِقَّ لي بأَبي مِنْ طولِ إبعادي


ليلى العامرية

لماذا لم يتكلل حب المجنون وليلى بالزواج؟

ليلى العامريّة بنت مهدي بن سعد بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعده بن كعب بن ربيعة، ذكروا أنّ ميلادها كان سنة 648م ولم يذكروا سنة وفاتها، وهي شاعرة عربيّة من قبيلة هوازن، ابنة عم قيس بن الملوّح الملقّب بالمجنون، تنتمي إلى العصر الأموي، وعاصرت حكم مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان، واشتهرت بحبِّ ابن عمها لها وهو قيس مجنون بني عامر، فأينما ذكرت ليلى قرن ذكرها بذكر المجنون والعكس كذلك، وكانت هي أيضًا تحبّه لكنّ أباها منعهما من الزّواج؛ فقد كان لدى العرب إذا اشتهر أمر اثنين في الحب منعا من الزّواج، وقد قالت حينما أشهر المجنون حبّه:[٨]

لم يكنِ المجنونُ في حالةٍ

إلّا وقدْ كُنتُ كما كانا

لكنّهُ باحَ بسرِّ الهوى

وإنّني قد ذبْتُ كتمانا


وتقول أيضًا واصفةً حالهما:[٨]

كلانا مظهرٌ للناسِ بغضًا

وكلٌّ عند صاحبِهِ مكينُ

تبلّغنا العيونُ بما أردنا

وفي القلبين ثمَّ هوًى دفينُ

وأسرارُ اللواحظِ ليس تخفى

وقد تُغري بذي الخطأ الظّنونُ

وكيف يفوتُ هذا الناس شيء

وما في الناسِ تظهرهُ العيونُ


لقراءة المزيد، انظر هنا: من هي ليلى العامرية.


ليلى الأخيلية

من الخليفة الذي رثته ليلى الأخيلية؟

ليلى بنت عبد الله بن الرحّال بن معاوية بن عبادة الأخيل، وهي من بني عامر بن صعصعة، لم يذكروا سنة ولادتها غير أنّهم قالوا إنّ وفاتها كانت 704م، وهي شاعرة مخضرمة أدركت الخلفاء الراشدين والعصر الأموي، فقد عاصرت الخلفاء الراشدين، ولم يبدُ ذلك في شيءٍ من شعرها إلّا في رثائها لعثمان بن عفّان -رضي الله عنه-، أمّا معظم أشعارها فقد قيلت في العصر الأموي، فهي أمويّة الشّعر إذًا، وقد كانت أشعارها جزلة قويّة، فشهد لها كثيرٌ من العلماء بسبقها وبمجاراتها لفحول الشّعر، تدور معظم أشعارها حول الحب والرثاء[٩]، فقد قُرن ذكر اسمها بذكر اسم توبة الذي أحبّها وأحبّته، وممّا جاء في رثائها لتوبة قولها:[١٠]

أيا عين بكّي توبةَ بن حميِّر

بسحٍّ كَفيضِ الجدولِ المتفجّرِ

لتبكِ عليه من خفاجةَ نسوةٌ

بماء شؤون العَبرة المتحدّرِ

كان فتى الفتيان توبةُ لم يسرْ

بنجد ولم يطلعْ مع المتغوّرِ


ولادة بنت المستكفي

لماذا هجت ولادة ابن زيدون؟

هي ولّادة بنت محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الناصر بن عبد الرحمن بن محمد المرواني (1001م -1091م)، شاعرة أندلسيّة اشتهرت بحبّ ابن زيدون لها، وقد عُرفت بالعفاف والصّيانة، تنوّع شعرها بين شعرٍ عفيفٍ وشعرٍ يميل إلى المجون، كما كانت تقيم مجالس الغناء واللّهو في قصرها، وفي إحدى هذه المجالس كان ابن زيدون قد التقى بها، فوقع في حبّها، برعت في أغراضٍ عديدة من الشّعر، لكن معظم أشعارها كانت تدور حول ما حدث بينها وبين ابن زيدون، وقد اشتهرت ببيتين من الشّعر كانت تكتبُ كلّ واحدٍ منهما على جهةٍ من ثوبها، وهما:[١١]

أنا والله أصلحُ للمعالي

وأمشي مشيتي وأتيهُ تيهًا

أمكّنُ عاشقي من صحنِ خدّي

وأعطي قبلتي من يشتهيها


ممّا جاء على لسانها بعد خيانة ابن زيدون لها قولها:[١١]

لو كنتَ تُنصفُ في الهوى ما بيننا

لم تهوَ جاريتي ولمْ تتخيّرِ

وتركْتَ غُصنًا مُثمرًا بجماله

وجنحتَ للغصنِ الذي لم يُثمرِ

ولقدْ علمتَ بأنّني بدرُ السّما

لكن ولعتَ -لشقوتي- بالمشتري


حسانة التميمية

عمّن أخذت حسانة التميمية قول الشّعر؟

حسانة التمّيميّة الأندلسيّة بنت الشاعر أبي الحسين الأندلسي، لم يذكروا سنة وفاتها وقالوا إنّها ولدت سنة 788هـ، وقد كانت شاعرة فصيحة، فأخذت فصاحة أبيها وتعلّمت الشعر منه، وقد كان أبوها شاعرًا في قصر الحكم بن نصار الأندلسي، وقد أوصى الحكم بها، ولمّا توفّي أبوها أرسلت إلى الحكم وكانت ما تزال بكرًا لم تتزوّج بعد فخاطبته قائلة:[١٢]

إنّي إليكَ أبا العاصي موجعةٌ

أبا الحسينِ سقتْهُ الواكفُ الدّيمُ

قدْ كنتُ أرتعُ في نعماه عاكفةً

فاليومُ آوي إلى نعماكَ يا حكمُ

أنتَ الإمامُ الذي انقاد الأنامُ لهُ

وملّكتْهُ مقاليدَ النّهى الأممُ

لا شيءَ أخشى إذا ما كنتَ لي كنفًا

آوي إليه ولا يعروني العدمُ

لا زلتَ بالعزّةِ القعساءِ مرتديًا

حتّى تذلَّ إليكَ العربُ والعجمُ


فاستحسن قولها وأحسن لها وأعطاها سؤلها، كما جاءت ابنه عبد الرحمن بعد وفاة أبيه بشكوى على عامله، فعرفها وعرف أباها، فقالت له تعرض شكواها:[١٢]

إلى ذي الندى والمجدِ سارتْ ركائبي

على شحطٍ تُصلى بنارِ الهواجرِ

ليجبرَ صدعي إنّه خيرُ جابرِ

ويمنعني من ذيْ الظّلامةِ جابرِ

فإنّي وأيتامي بقبضةِ كفِّهِ

كذي ريشٍ أضحى في مخالبِ كاسرِ

جديرٌ لمثلي أن يُقال مروعة

لموتِ أبي العاصي الذي كان ناصري


فأعطاها سُؤلها أيضًا وأنصفها.


لقراءة أشعار ولادة لابن زيدون، انظر هنا: شعر ولادة لابن زيدون.


اعتماد الرميكية

كيف تحوّلت اعتماد الرميكيّة من جارية إلى أميرة؟

اعتماد الرّميكيّة كانت جاريةً لرجل اسمه رميك بن الحجّاج فنُسبتْ إليه، لم يذكروا سنة ميلادها ولكنهم قالوا إنّ وفاتها كانت سنة 1095م، وهي شاعرة أندلسيّة برعتْ بالشّعر والحديث، كما برعت في باستخدام الفكاهة والنكت، واشتهرت بجمالها أيضًا، تزوّجها المعتمد بعد أن فُتن بجمالها وأُعجب بشعرها، تلك الأمور على قدر ما ميّزتها كانت سببًا في النظر إليها بعين التهتّك والخلع في بلاط ملوك الطّوائف.[١٣]


من أشهر ما ذكر عنها قصّة يوم الطّين، فقد كانت حزينة في أحد الأيّام، ولمّا سألها المعتمد عن سبب حزنها أجابته بأنّها تودّ أن تلعبَ بالطّين كالنساء اللواتي شاهدتْهن، فأقام لها ما أرادت لكيلا تحزن، ولكن لمّا كانت من نسوة الأمراء كان من غير الممكن أن تلعب بالطّين، فأمر بمزج الكافور والعنبر والعطور ليصبح قوامها كالطّين، وجُعلتْ في أرض القصر، ويرجع كثير من الباحثين الحال التي آل إليها المعتمد كانت بسبب ما فعلته اعتماد؛ إذ هي السّبب الذي جعل المعتمد يستهتر في كثيرٍ من الأمور، أُسرتْ في نهاية حياتها مع المعتمد إلّا أنّ هذا لم يدم طويلًا، فلم تتحمّل ذلك وتوفّيتْ في الأسر.[١٣]


صحيح أنّهم ذكروها من شاعرات الأندلس ولكنهم لم يذكروا لها أشعارًا سوى بيتها المشهور يوم لقيها المعتمد أول مرة، إذ قد قال المعتمد شطر بيت وهو:[١٣]

صنعَ الريحُ من الماءِ زرد


فطلب من صاحبه ابن عمّار أن يكمله كما جرت العادة، فعجز عن ذلك، فأجابته اعتماد بقولها:[١٣]

أيّ درعٍ لقتالٍ لو جمد


بعد هذا اللقاء تزوجها المعتمد.


نزهون الغرناطية

من الشاعر الذي تأثرت به نزهون؟

هي نزهون بن محمد بن أحمد بن خلف القليعي، لم يذكروا سنة ميلادها غير أنّهم قالوا إنّها ماتت سنة 1155م، وهي شاعرة أندلسيّة فصيحة، كانت تجادل الرجال وتحاججهم، وقد عُرفت بجمالها وذكائها وفطنتها ونبوغ قولها وبراعتها في الأدب وقدرتها على ضرب الأمثال، وقد كانت حافظةً للأشعار، أمّا أشعارها فقد كانت مكشوفة كما يقول من أرّخ لحياتها، بمعنى أنّها كانت لا تتورّع عن استخدام الألفاظ الفاحشة والخادشة للحياء، وقد تأثّرت بأسلوب أبي بكر المخزومي الأعمى في أشعاره، وقد عرفت بالفحش والتّهتّك والمجون وممّا جاء في أشعارها الماجنة قولها:[١٤]

للهِ درُّ الليالي ما أُحيسنها

وما أحيسن منها ليلةَ الأحدِ

لو كُنتَ حاضرنا فيها وقدْ غفلتْ

عينُ الرقيبِ فلم تنظرْ إلى أحد

أبصرتَ شمسَ الضّحى في ساعدَي قمرٍ

بل ريمَ خازمةٍ في ساعدَي أسد


ويُذكر أنّ الوزير أبا بكر بن سعيد قال لها:[١٥]

يا مَنْ لهُ ألفُ خلٍّ

من عاشقٍ وصديقِ

أراكِ خليتِ للنّا

سِ منزلًا في الطّريق


فأجابته بقولها:[١٥]

حللتُ أبا بكرٍ محلًّا منعتَهُ

سواكَ وهَلْ غيرُ الحبيبِ له صدري؟

وإن كانَ لي كم من حبيبٍ فإنّما

يقدّمُ أهلُ الحقِّ فضلَ أبي بكرِ


نازك الملائكة

كيف أثّر اغتراب الروح في شعر نازك الملائكة؟

نازك الملائكة هي شاعرة عربيّة من العصر الحديث (1923م - 2007م) ولدت في بغداد، لقد كانت أشعارها قائمة على اليأس والألم والغربة والحنين إلى الذّكريات والعيش معها، مع أنّها كانت في وطنها وبين أهلها إلّا أنّها كانت تشعر بذلك الشّعور الذي ظهر في جميع قصائدها، وإذا ما أرادتْ أن تهرب من تلك الآلام إلى حبٍّ يبعثُ الأمل في نفسها من جديد، زادها الحبّ ألمًا على ألم ومعاناةً فوق معاناة، فقد كانت تعكس آلامها ومعاناتها على تجارب الناس المريرة وتترجمها شعرًا.[١٦]


 من مقطوعاتها التي ظهرت فيها تلك النظرة الحزينة وتجلّى فيها الألم قولها:[١٧]

أنَا مَنْ غنَّتْ دُمُوعَ الأشقياءِ
وبَكَتْ أشْعارُها للأبرياءِ
كَمْ صريعٍ قبرُهُ ثلجُ الشّتاءِ
ويتيمٍ مهدُهُ شوكُ العراءِ
وصبايا كرَعتْ سُمَّ القَضاءِ
قبلَ أَنْ ترشُفَ كأسًا من هناءِ
صُغتُ أحزانهمْ لحنَ شَقَاءِ
هُوَ أحزاني وحُبِّي ووفائي


فدوى طوقان

كيف تجلت فلسطين في أشعار فدوى طوقان؟

فدوى طوقان (1917م - 2003م)، هي شاعرة فلسطينيّة من أشهر شواعر العصر الحديث، وهي من أسرة فلسطينيّة معروفة في نابلس، لقّبتْ بشاعرة فلسطين، وكانت أشعارها تمثيلًا حقيقيًّا لموقف المرأة في المجتمع في وقتها، وقد ذخرت حياتها بالنكبات ابتداءً من وفاة أبيها ثمّ احتلال فلسطين، فكان لتلك النكبات التي عانتها أثرٌ واضحٌ في أشعارها، ومن الموضوعات التي دارت حولها أشعارها وكتاباتها حزنها على فقدان أخيها إبراهيم طوقان، وتناولت أيضًا القضيّة الفلسطينيّة، كما عبّرت عن تجربتها الأنثويّة من خلال ما كابدته في المجتمع من تجاربٍ كونها امرأةً، وممّا جاء من أشعارها:[١٨]

يا وطني ما لكَ يفنى على

روحِ معنى الموتِ معنى العدم

أمضّكَ الجرُّ الذي خانه

أساتُهُ في المأزقِ المحتدم

جُرحكَ ما أعمقَ أغوارهُ

كم يتنزّى تحتَ نابِ الألم

أينَ الأُلى استصرختهم ضارعًا

تحسبهم ذراك والمعتصم

ما بالُهمْ قد حلّ دونَهم

ودونَ مأساتِكَ حسٌّ أصم


لقراءة المزيد، انظر هنا: نبذة عن حياة فدوى طوقان.

المراجع

  1. بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، بيروت:المكتبة الأهلية، صفحة 44. بتصرّف.
  2. أبو عمرو بن العلاء، ديوان الخرنق بنت بدر بن هفان، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 8. بتصرّف.
  3. لويس شيخو اليسوعي، أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء، بيروت:المطبعة الكاثوليكية، صفحة 23. بتصرّف.
  4. لويسْ شيخو اليَسوعي، أنيسُ الجُلساء في شرح ديوان الخنساء، بيروت:المطبعة الكاثوليكية، صفحة 221. بتصرّف.
  5. مأمون غريب، رابعة العدوية في محراب الحب الإلهي، القاهرة:دار غريب، صفحة 25. بتصرّف.
  6. بَشير يموت، شاعراتُ العرب في الجاهليّة والإسلام، بيروت:المكتبة الأهلية، صفحة 159. بتصرّف.
  7. ^ أ ب بشيْر يَموت، شاعِرات العَرب في الجاهلية والإسلام، بيروت:المكتبة الأهلية، صفحة 231. بتصرّف.
  8. ^ أ ب بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية، بيروت:المكتبة الأهلية، صفحة 158. بتصرّف.
  9. خليل إبراهيم العطية، جليل العطية، ديوان ليلى الأخيلية، بغداد:دار الجمهورية، صفحة 9. بتصرّف.
  10. خليْل إبراهيم العطية، جَليل العطية، ديوان ليلى الأخيليّة، بغداد:دار الجمهورية، صفحة 71. بتصرّف.
  11. ^ أ ب السيوطي، نزهة الجلساء في أشعار النساء، القاهرة:مكتبة القرآن، صفحة 87. بتصرّف.
  12. ^ أ ب إحسان عباس، نفح الطّيب من غصن الأندلس الرطيب، بيروت:دار صادر، صفحة 167، جزء 4. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث محمد عبد الله عنان، دولة الإسلام في الأندلس، القاهرة:مكتبة الخانجي، صفحة 67، جزء 2. بتصرّف.
  14. بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، بيروت:المكتبة الأهلية، صفحة 222. بتصرّف.
  15. ^ أ ب السيوطي، نزهة الجلساء في أشعار النساء، القاهرة:مكتبة القرآن، صفحة 84. بتصرّف.
  16. حسين شمس آبادي، مهدي ممتحن، نازك الملائكة وإبداعاتها الشعرية، صفحة 3. بتصرّف.
  17. شارف فاطمة الزهراء، إشكالية الحداثة لدى نازك الملائكة، الجزائر:منشورات جامعة وهران، صفحة 115. بتصرّف.
  18. سيدة رقية مهرى نراد، فلسطين وتجلياتها في شعر فدوى طوقان، الجمهورية الإسلامية الإيرانية:منشورات جامعة آزاد الإسلامية، صفحة 2. بتصرّف.
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×