شرح (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) للأطفال

متن حديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)

لقد دعا الإسلام إلى الأخلاق الفاضلة والعادات الحسن، وعزّز ما كان عند العرب من عادات صحيحة وقيّمة لا تخالف تعاليم الإسلام، ومن جملة ما دعا إليه الإسلام وحرص عليه وحثّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-إكرام الجار، وقد تعددت الأحاديث التي تأمر بإكرام الجار.

ومن الأحاديث التي ثبتت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تحثّ على إكرام الجار قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).^[١]

شرح الحديث للأطفال

هذا الحديث من الأحاديث التي جاءت تدعو إلى مكارم الأخلاق، وقد جاء الحديث يحثّ ويذكّر بحق الجار على الجار، وأنّ حق الجار على جاره واجب كبير، وقد قرن الله -سبحانه وتعالى- الإيمان به والإيمان باليوم الآخر بالإحسان إلى الجار، وذلك لأهمية هذا الأمر وعِظَمه، ويجب على المسلم أن يُحسن لجاره، وأن يتفقّده بالخير، وألّا يكون سبباً في إيذائه بالفعل أو القول، حتى ينعما بالراحة والطمأنينة ويعيشان بخير وسلام.^[٢]

وإكرام الجار والضّيف يمثّل خصلةً جميلةً وعظيمةً من خصال الإنسان المسلم، والتحلّي بهذا الخلق الكريم يعدّ دليلاً على زيادة الإيمان، ولا يُفهم من الحديث سلب الإيمان ممن لا يتحلى بهذا الخلق، وإنما جاء ربط الإيمان بالله واليوم الآخر بإكرام الجار لأهمية الأمر وحتى يُسرع الإنسان لامتثال هذا الخلق الكريم.^[٣]

صور إكرام الجار

إن صور إكرام الجار كثيرة، ونذكر منها ما يأتي:^[٤]

• دعوته للمنزل وحسن ضيافته.
• زيارته باستمرار وتفقّد أحواله وعيادته إذا مرض.
• تقديم هدية له.
• عدم الإساءة إليه وأذيته، وعدم مقبالته بالإساءة إذا أساء.
• مشاركته أفراحه وأحزانه.

أقسام الجيران

"الجيران ثلاثة: جارٌ مسلم ذو قربى له ثلاثة حقوق: حق الجوار، وحق القرابة، وحق الإسلام، وجارٌ مسلم ليس بذي قُربى له حق الإسلام والجوار، وجار ليس بمسلم ولا ذي قُربى له حقُّ الجوار فقط"،^[٥] وأَوْلى الجيران بالإحسان مَن يكون أقربَهم باباً؛ لمشاهدته ما يدخل في بيت جاره، فيتطلَّع إلى إحسانه إليه.

التحذير من إيذاء الجار

لقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من إيذاء الجار، وثبتت أحاديث عديدة تحذّر وتنبه من إيذاء الجار منها، وذلك فيما يأتي:

• (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ).^[٦]
• (فلانةٌ تصومُ النَّهارَ وتقومُ اللَّيلَ وتُؤذي جيرانَها قالَ: هيَ في النَّارِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ فلانةُ تصلِّي المَكْتوباتِ وتصدَّقُ بالأثوارِ ولا تؤذي جيرانَها قالَ هيَ في الجنَّةِ).^[٧]

أحاديث عن الإحسان إلى الجار

ثبتت أحاديث كثيرة عن الإحسان إلى الجار، ومنها ما يأتي:

• (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ).^[٨]
• (خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عند اللهِ خيرُهم لجارِه).^[٩]
• (لا يمنع أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً في جِدَارِهِ. قالَ: ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: ما لي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بيْنَ أَكْتَافِكُمْ).^[١٠]
• (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ).^[١١]
• (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي جَارَيْنِ فَإِلَى أيِّهِما أُهْدِي؟ قَالَ: إلى أقْرَبِهِما مِنْكِ بَابًا).^[١٢]

المراجع

1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:47، صحيح.
2. ↑ عبد المحسن البدر، شرح الأربعين النووية، صفحة 5. بتصرّف.
3. ↑ إسلام ويب (19/9/2005)، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
4. ↑ إسلام ويب (29/7/2008)، "الترغيب في إكرام الجار والإحسان إليه"، إسلام ويب. بتصرّف.
5. ↑ عبد المحسن البدر، فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب، صفحة 63.
6. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:46، صحيح.
7. ↑ رواه الهيتمي المكي ، في الزواجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1/255، صحيح.
8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6015، صحيح.
9. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:103، صحيح.
10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1609، صحيح.
11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2595، صحيح.