محتويات
آية الحجاب
قال الله -تعالى- في سورة النور: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١]
شرح آية الحجاب
في هذا المقال استعراضٌ لأهمّ الأفكار التي تضمّنتها الآية الكريمة، وهي الأمر بستر منطقة العنق والصّدر، وعدم إظهار الزّينة أمام غير المحارم، والنهي عن لبس ما يجذب الانتباه؛ كالخلخال.
تفسير (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
تعد الآية الكريمة السابقة دليلاً على فرضيّة الحجاب على المرأة،[٢] وقد ورد في تفسير أبي السعود أنّ المقصود في قوله -تعالى-: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)،[١] إرشادٌ إلى كيفيَّة إخفاءِ بعضِ مواضع الزِّينة، وقد كانت النِّساءُ على عادةِ الجاهلية يسدِلْن خُمرهنَّ من خلفهنَّ فتبدُو نحورُهنَّ وقلائدهُنَّ من جيوبِهنَّ.[٣]
ثمّ أُمرن بإرسالِ خمرهن على جيوبهنَّ ستراً لما يبدُو منها، وقد ضُمِّن الضَّربُ معنى الإلقاء فعُدِّي بعَلَى، وقُرئ بكسرِ الجيمِ كما تقدَّم، ففي الآية الكريمة أمر من الله -تعالى- وإرشاد للمرأة المسلمة في كيفية ستر زينتها من خلال إسدال القماش على منطقة الشعر، والصدر، والنحر.[٣]
وقد صحّ عن عائشة أم المؤمنين -رضيَ الله عنها- أنّها قالت: (يَرحَمُ اللَّهُ نساءَ المُهاجراتِ الأُوَلَ، لمَّا أنزلَ اللَّهُ: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ، شقَّقنَ أكنف مروطَهُنَّ فاختمرنَ بِها)،[٤] وقد جاء في زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي أنّ المقصود "بخمرهنّ" هو ما تغطي به المرأة رأسها، ثم جاء الأمر بأن يكون هذا الخمار ساتراً لمنطقة الشعر والصدر والنحر -كما ذُكر سابقاً-.[٣]
تفسير (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)
فسّر بعض أهل العلم (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) بإظهار الوجه والكفين فقط، ثم جاء الاستثناء بالآية الكريمة لمحارم المرأة وذلك بإظهار أكثر من الوجه والكفين أمامهم وكلٌ بحسب مرتبته،[٥] كما جاء النّهي بعد ذلك عن لبس ما يُظهر صوت كالخلخال؛ حتى لا تلفت نظر الرجل الغريب.[٦]
تفسير (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ)
فسرَّ عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: (ولا يضربن بأرجلهن)،[١] "وهو أن تَقْرَع الخلخالَ بالآخر عند الرجال، أو يكون على رجليها خلاخل فتُحَرِّكهن عند الرجال، فنهى الله عن ذلك؛ لأنه مِن عمل الشيطان".[٦]
فوائد الحجاب
إنّ للحجاب الذي فرضه الله -تعالى- فوائد كثيرة تعود على المرأة والمجتمع المسلم، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الفوائد:[٧]
- الحجاب للمرأة وقار وهيبة أمام الرجال.
- الحجاب وسيلة لحفظ أعراض المسلمين.
- الفوز برضا الله -تعالى- باتّباع ما أمر به.
- منع إيذاء المرأة المسلمة وتعرّضها لما تكرهه.
- طهارة لقلب المؤمن والمؤمنة، وفيه عفّة للنفس.
المراجع
- ^ أ ب ت سورة النور، آية:31
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 840. بتصرّف.
- ^ أ ب ت تركي بلحمر، كتاب كشف الأسرار عن القول التليد فيما لحق مسألة الحجاب من تحريف وتبديل وتصحيف، صفحة 334.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4102، صحيح.
- ↑ تركي بلحمر، كتاب كشف الأسرار عن القول التليد فيما لحق مسألة الحجاب من تحريف وتبديل وتصحيف، صفحة 301-302 . بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة التفسير المأثور، صفحة 585.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1528. بتصرّف.