محتويات
شرح أدعية الركوع والرفع منه
أفضل ما يدعو به المسلم في ركوعه وسجوده هي الأدعية التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وواظب عليها ومنها ما كانت في الصلاة؛ فالصلاة عبادة يتقرب بها العبد إلى الله -تعالى- ويطلب منه توفيقه ورضاه ونصليها بحسب ما علمنا إياها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والركوع أحد أركان الصلاة وورد عنه -عليه السلام- أدعية كثيرة للركوع والرفع منه.[١]
أدعية الركوع وشرحها
سأذكر أدعية الركوع وشرحها فيما يأتي:
- عَن حذيفة بن اليمان، أَنه سمعَ رسولَ اللَّه -صلَّى اللَّه عَلَيه وَسَلَّمَ- (يَقول إِذَا رَكَعَ سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ ثَلاثَ مرَّات)،[٢]فيدل قول سبحان ربي العظيم على التنزيه والتقديس لله -تعالى- من كل النقائص بتكرارها ثلاث مرات دون نقصان.[٣]
- عن عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِه: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ)،[٤]فمعنى سبُّوح: المُبرّأ من النقائص والشريك، ويدل على تنزيه الذات، وكل ما لا يليق بالإله، ومعنى قدوس: المُطهر من كل ما لا يليق بالخالق ويدل على تنزيه الصفات، وهو ربّ الملائكة والروح، والروح قيل هي ملائكة معينة.[٥]
- عَنْ عَائشةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)،[٦]أي بهدايتك وفضلك علي لا بقوتي سبحتك أنت الموصوف بصفات الكمال والعظمة، فسبحانك تعني براءةً لك من كل نقص وهنا مبالغة وتعجب من العظمة والبعد عن كل نقص
أدعية الرفع من الركوع وشرحها
سأذكر أدعية الرفع من الركوع وشرحها، وذلك فيما يأتي:
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كان يرفعُ يديْهِ حَذْوَ مِنْكَبَيْهِ، إذا افتتحَ الصلاةَ، وإذا كَبَّرَ للركوعِ، وإذا رفعَ رأسَهُ من الركوعِ رفعهما كذلكَ أيضاً، وقال: سمعَ اللهُ لمن حمدَهُ، ربنا ولكَ الحمدُ، وكان لا يفعلُ ذلكَ في السجودِ)،[٧]وهنا معنى الدعاء "سمع الله لمن حمده" أي استجاب الله له حمده وتقبل منه، والحمد هي صفة لكمال الله مع المحبة والتعظيم.[٨]
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ كَانَ َإِذَا رَفَعَ، قَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ)،[٩]يعني أَتوجه إليك يا الله بالحمدِ الكاملِ الذي يكون مكافئاً لنِعَمِك وأفضالك، كما تشاءُ يا رب مِن العدد.[١٠]
- عَنْ رفاعة بْن رَافِعٍ الزُّرَقِي، قَالَ: (كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يتدبرونها أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ).[١١]
يقول ابن حجر في فتح الباري: يستدل بهذا الحديث على أنّ بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة، والحكمة في سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عمن قال، أن يتعلم السامعون كلامه فيقولوا مثله.[١٢]
المراجع
- ↑ "أدعية مأثورة تقال في الركوع والسجود"، اسلام ويب، 22/12/2000، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجة، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:733، حديث صحيح.
- ↑ "شرح أدعية الركوع والرفع منه"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عاشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، حديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث سبوح قدوس"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4293، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:735، حديث صحيح.
- ↑ "دعاء الرفع من الركوع"، الكلم الطيب ، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2/162.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2022.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن رفاعة بن رافع، الصفحة أو الرقم:799، حديث صحيح.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، صفحة 333. بتصرّف.