محتويات
شرح أسباب نزول سورة الحديد للأطفال
فيما يأتي بيان أهم المحاور ومنها أسباب نزول سورة الحديد التي يُمكن للمربّي شرحها للأطفال بأسلوب سهل وميسّر يُراعي أفهامهم:
أسباب نزول سورة الحديد
لم يثبت حديثٌ واحدٌ صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أثر صحيح عن أي صحابي عن سبب نزول سورة الحديد كاملةً، بل وردت أحاديث وآثار عن سبب نزول بعض الآيات فيها على النحو الآتي:
- سبب نزول قوله -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).[١]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "بينا النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- جَالِسٌ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّلَهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلَالٍ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَأَقْرَأَهُ مِنَ اللَّهِ السَّلَامَ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا لِي أَرَى أَبَا بَكْرٍ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّلَهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلَالٍ؟ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، أَنْفَقَ مَالَهُ قَبْلَ الْفَتْحِ عَلَيَّ".[٢]
"قَالَ: فَأَقْرِئْهُ مِنَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ: أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ فالتفت النبي إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ السَّلَامَ، ويقول لَكَ: أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ:عَلَى رَبِّي أَغْضَبُ؟ أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ".[٢]
- سبب نزول قَوْله -تَعَالَى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).[٣]
عن مصعب بن سعد -رحمه الله- قال: (عن سعدٍ في قولِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ، قال: أنزلَ اللهُ -تعالى- على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتَلاهُ عليهم زمانًا، فَقَالوا: يا رسولَ اللهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنا، فأنزلَ اللهُ -تعالى- الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِهِ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ).
(فَتَلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زمانًا، فَقَالوا: يا رسولَ اللهِ، لَوْ حَدَّثْتَنا، فأنزلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كتابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ، كلُّ ذلكَ يُؤْمَرُونَ بِالقرآنِ، قال خَلادٌ: وزادَ فيهِ آخرُ قال: قالوا: يا رسولَ اللهِ، وْذَكَّرْتَنا، فأنزلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ).[٤]
تعريف عام بسورة الحديد
سورة الحديد هيسورة مدنية، وقيل إنها مكية لكنه قول مرجوح،[٥] وعدد آياتها تسع وعشرون آية، وعدد كلماتها خمسمئة وأربع وأربعون كلمة، وعدد حروفها ألفان وأربعمئة وستة وسبعون حرفًا،[٦] وهي السورة السابعة والخمسون بحسب الرسم القرآني، وهي السورة الأولى من المجموعة الأولى من قسم المفصل، وهي تسع وعشرون آية.[٧]
وهي آخر سورة في الجزء السابع والعشرين، وهي من السور المُسبِّحات التي تبدأ بتسبيح الله، قال -تعالى-: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[٨] وقد نزلت بعد سورة الزلزلة، وتتضمن السورة درجات المؤمنين بين الإيمان والتصدق والجهاد.
سبب تسمية سورة الحديد بهذا الاسم
سُمّيت سورة الحديد بهذا الاسم بسببذكر الحديد فيها، قال الله -تعالى-: (لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)،[٩] وهو قوة الإنسان في السلم والحرب.[٦]
وهو كذلك عدّته في البنيان والعمران، فمنه تُبنى الجسور الضخمة، وبه تعمر العمائر، ومنه تُصنع آلات الحرب القديمة من الدروع والسيوف والرماح، وغيرها، والحديثة كذلك مثل: الدبابات، والغواصات، والسيارات، والطائرات، والمدافع الثقيلة، وغيرها.[٦]
المراجع
- ↑ سورة الفتح، آية:10
- ^ أ ب أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي ، أسباب نزول القرآن، صفحة 426.
- ↑ سورة الحديد، آية:16
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في المطالب العالية، عن مصعب بن سعد، الصفحة أو الرقم:126، حسن.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، صفحة 287. بتصرّف.
- ^ أ ب ت الشيخ العلامة محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي الهرري الشافعي، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 428. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 731. بتصرّف.
- ↑ سورة الحديد، آية:1
- ↑ سورة الحديد، آية:25