محتويات
شرح الآية (إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا)
التعريف بسورة الفرقان التي تحوي الآية الكريمة
سورة الفرقان سورة مكية وقيل أنَّ فيها ثلاث آيات مدنية، وعدد آياتها سبع وسبعون آية، وكان نزولها بعد سورة "يس"، وهي السورة الخامسة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف، تحمل في طياتها الثناء على الله -سبحانه وتعالى-.[١]
تردُّ السورة على الشبهات التي أثارها الكفار على رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعض قصص الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وتعرض شيئاً من قدرته -سبحانه وتعالى-، وتنتهي بصفات مضيئة للمؤمنين.[١]
تفسير الآية الكريمة
تفسير قوله -تعالى-: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[٢] ما يأتي:[٣]
- تأتي الآية الكريمة في ثنايا الحديث عن أوصاف عباد الرحمن، حيث ذكرت لهم مجموعة من الصفات الجميلة من الطمأنينة في المشي، والتهجد في الليل، والاعتدال في الإنفاق وغيرها، كما بينت أنَّهم يجتنبون الصفات السلبية كالقتل والزنا وغيرها.
- جاءت هذه الآية بعد ذلك لتبين للمؤمنين الحل لمن أخطأ ووقع في إحدى تلك المعاصي والذنوب، والحل هو التوبة النصوح.
- بينت الآية المباركة أنَّ المؤمن إذا سقط في تلك الآثام أو بعضها، فعليه التوبة بالإقلاع عن تلك الآثام والإيمان بالله -سبحانه وتعالى- وبرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
- بينت الآية المباركة أنَّ على المؤمن عمل الأعمال الصالحة، فإن فعل ذلك فله عدة أجور من ربه -عز وجل- وهي محو السيئات وانقلاب السيئات لحسنات، بمعنى أنَّ الأعمال السيئة تنقلب لأعمال صالحة.
- هناك رأي يُفسر تبديل السيئات إلى حسنات عندما يتذكر المؤمن سيئاته؛ فيأخذ بالاستغفار على ذلك فينقلب الذنب طاعة، أو أنَّ السيئات التي أحصيت عليه تتحول إلى حسنات، وتختتم الآية الكريمة بتعقيب يُبين أنَّ الله -سبحانه وتعالى- واسع المغفرة والرحمة.[٤]
شروط التوبة الصادقة
التوبة الصادقة لها عدد من الشروط التي يجب أن ينتبه لها العبد عند توبته، وبيان هذه الشروط ما يأتي:[٥]
- أن تكون التوبة خالصة لله -عز وجل-
لأنَّه -سبحانه وتعالى- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا له وحده؛ يبتغى به وجهه الكريم، فيكون الباعث للتوبة حُبُّ الله -سبحانه وتعالى- وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه والخوف من عقابه، لا تجملاً لمخلوق أو طلباً لشيء من متاع الدنيا الزائل.
- الإقلاع عن المعصية
ترك الذنب والعزم على عدم العودة إليه وإن ضعف العبد وعاد للذنب عليه تجديد التوبة كلما سقط؛ مصداقاً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يرويه عن ربه -سبحانه وتعالى-.
والذي يبين أنَّ العبد أذنب ثم استغفر لمعرفة أنَّ الله -عز وجل- يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم إن وقع مجدداً عاد للتوبة وإن حدث ذلك مراراً، لينتهي الحديث بأنَّ الله الكريم -سبحانه وتعالى- سيغفر له ما دام يفعل ذلك.
- الندم على ما سلف منه في الماضي؛ من اقتراف المعاصي والذنوب.
- أن يعيد الحق إلى صاحبه، إذا كان ذلك الذنب في حق الناس كمن سرق مالاً من شخص، فتوبته إضافة إلى ما سلف من شروط إعادة الحق إلى صاحبه أو طلب السماح إذا لم يتمكن من إعادته إليه.[٦]
المراجع
- ^ أ ب محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 165، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:70
- ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 109-110، جزء 19. بتصرّف.
- ↑ الصابوني (1997)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة: دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ، صفحة 340، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ صالح السدلان (1416)، التوبة إلى الله معناها حقيقتها فضلها شروطها (الطبعة 4)، الرياض:دار بلنسية للنشر والتوزيع ، صفحة 21-25. بتصرّف.
- ↑ محمد المقدم، سلسلة الإيمان والكفر، صفحة 11، جزء 12. بتصرّف.