محتويات
شرح كيفية خلق الإنسان للأطفال
آدم -عليه السلام- هو أول من خلقه الله -تعالى- من البشرية، ليكون الأب الأول للأمّة، ومن الجدير بالذّكر أنّ المكوّن الرّئيس لخلق الإنسان هو التّراب، وقد تعدّدت الآيات الكريمة التي تدلّ على أنّ الإنسان خُلق من تراب؛ فتارّة جاءت الآيات بلفظ التّراب وأخرى جاءت بلفظ الصّلصال أو الطّين.[١]
وفيما يأتي بيان أهم المحاور في كيفية خلق آدم -عليه السّلام- كونه أوّل إنسان خُلق على وجه الأرض مع الإشارة إلى أهمية شرحها للأطفال بطريقةٍ تُناسب أفهامهم وأعمارهم:[٢]
- المرحلة الترابية
هي خلق الإنسان من التّراب أولاً، ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ).[٣]
- مرحلة تشكّل الطين
هي مرحلة إضافة الماء إلى التراب فيصبح طينًا، ودليل ذلك قوله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ).[٤]
- مرحلة الطّين اللازب
والمقصود بلفظ لازب: أي الجامد، لقوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ).[٥]
- مرحلة الحمأ المسنون
أي مرحلة تغيّر شكل الطّين، وهي المرحلة الفخارية، حيث يقول -تعالى- في محكم تنزيله: (وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ).[٦]
- مرحلة نفخ الروح
وهي المرحلة الأخيرة لتشكّل الإنسان وتكوينه على هيئة إنسان، حيث يقول تعالى: (وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي خالِقٌ بَشَرًا مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ* فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ).[٧]
وذكر الله تعالى في مواضع أخرى كيفية خلق الإنسان، فكما جاء في سورة الحج في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلً).[٨][٩]
شرح الحكمة من خلق الإنسان للأطفال
فيما يأتي بيان الحكمة من خلق الإنسان:
- إدراك قدرة الله -تعالى- وعظمة خلقه، فمن المعلوم أنّ تحويل التراب والطّين إلى بشرٍ وجسدٍ يتحرّك ويسير ويسمع ويرى ليس بالأمر الهيّن؛ فهذا الإدراك يتوجّب الإيمان بالله تعالى.[١٠]
- البشر سواسية في خلقهم كونهم من طين، ممّا يدلّ على وحدانيّة الله -تعالى- بالرّغم من اختلاف أوصافهم.[١١]
- الإنسان خُلق من طين ومن ثمّ نطفة صغيرة جدًا؛ ممّا يعني عدم التّعالي على الغير والتكبُّر.[١٢]
- خلق الإنسان دلالة على التدبّر والتأمّل، حيث يقول الله -تعالى- في محكم تنزيله: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).[١٣][١٤]
شرح الهدف من خلق الإنسان للأطفال
فيما يأتي بيان الهدف من خلق الإنسان:[١٥]
- عبادة الله -تعالى- وحده دون الإشراك به، لقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).[١٦]
- إعمار الأرض والمساهمة في بنائها ونشر الدّين الإسلامي على أوسع صورة، وممّا يدلّ على ذلك خلق آدم -عليه السّلام- وزوجته حوّاء، ليكونا من أول خلفاء الأرض.
- توحيد الله -تعالى- في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث يقول تعالى: (فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ).[١٧][١٨]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 1218. بتصرّف.
- ↑ محمد عمارة، شبهات حول القرآن، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:59
- ↑ سورة السجدة، آية:7
- ↑ سورة الصافات، آية:11
- ↑ سورة الحجر، آية:26
- ↑ سورة الحجر، آية:28-29
- ↑ سورة الحج، آية:5
- ↑ محمد محمود حجازي، التفسير الواضح، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ عمر عودة الخطيب، لمحات في الثقافة الإسلامية، صفحة 70. بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات، آية:20-21
- ↑ محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 572. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عبد الله بن صالح السحيم، الإسلام أصوله ومبادئه، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات، آية:56
- ↑ سورة الحجر، آية:29
- ↑ مصطفى مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي، صفحة 126. بتصرّف.