محتويات
تعريف الفعل المضارع
إن العلماء يعرِّفون الفعل المضارع بقولهم: هو كلّ فعل دلَّ على حَدَثٍ في الحاضر أو المستقبل، كقولنا: "يلعبُ الطالبُ" فإنه يدلُّ على وقوع حدث اللعب في الحاضر، وقولنا: "سيلعبُ الطالب" فإنه يدلُّ على وقوع حدث اللعب في المستقبل.[١]
والفعل المضارع يتميز بأن أول حرف فيه لا يخرج عن أربعة حروف: الألف كما في "أدرسُ"، والنون كما في "ندرسُ"، والياء كما في "يدرس"، والتاء كما في "تدرس"، وهذه الأحرف الأربعة معروفة مشهورة باسم "أحرف المضارَعة"، وهي مجموعة في كلمة "نأتي"، فليس ثمة فعل مضارع يخلو من أحد هذه الأحرف الأربعة.[١]
الفعل المضارع إمّا يدل على الحاضر وإمّا يدل على المستقبل، والعلامة الفارقة التي من خلالها نميز إن كان يدل على الحاضر أو المستقبل هي دخول أحد حرفين عليه، الحرف الأول هو السين كما في قولنا: "سيكتبُ التلميذ"، فحرف السين دخل على الفعل المضارع فصار الحدث في المستقبل القريب، وأما الحرف الثاني فهو "سوف"، كقولنا: "سوف يقدمُ المسافرُ" فحرف "سوف" دخل على الفعل المضارع فصار الحدث في المستقبل البعيد، وهذان الحرفان اسمهما "حرفا الاستقبال".[٢]
هما من علامات الفعل المضارع، ومن علامات الفعل المضارع -أيضًا- صحة دخول حرف "لم" عليه، كقولنا: لم يشربْ، ولم أشربْ، ولم تشربْ، ولم نشربْ، ولم أشربْ، فكل فعل يقبل دخول حرف الجزم "لم" فهو فعل مضارع.[٢]
حالات إعراب الفعل المضارع
إنّ الفعل المضارع قد يكون مرفوعًا وقد يكون منصوبًا وقد يكون مجزومًا، وهي حالات إعراب كما هو معلوم، وإنما يكون الفعل المضارع مُعْربًا إذا لم يتصل به نون النِّسوة أو نون التوكيد، وسيأتي بيان هذه الحالات الإعرابية فيما يأتي.[٣]
الرفع
إن الفعل المضارع يكون مرفوعًا إذا لم يتّصل به أيّة أداة من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد، كقولنا: "محمد يضربُ أخاه" فليس فيه أيّة أداة من أدوات النصب أو الجزم فهو إذًا مرفوع، وعلامة الرفع الأصلية في الفعل المضارع هي الضمة، وقد يكون له علامة رفع فرعية وهي ثبوت النون كما في الأفعال الخمسة، كقولنا: الأطفال يلعبون، ومن أمثلة ذلك كله:[٣]
- المدرِّسُ الصارم يضبطُ الحصة: الفعل "يضبطُ" فعل مضارع مرفوع بالضمة؛ لأنه لم يتصل به شيء من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد.
- يأكلُ سالم كثيرًا: الفعل "يأكل" فعل مضارع مرفوع بالضمة؛ لأنه لم يتصل به أية أداة من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد.
- سوف تمرُّ هذه الأيام الصعبة: الفعل "تمرُّ" فعل مضارع مرفوع بالضمة؛ لأنه لم يتصل به أية أداة من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد.
النصب
إن الفعل المضارع يكون منصوبًا إذا اتصلت به أداة من أدوات النصب المشهورة، ومنها: "أنْ، لنْ، كيْ، لام التعليل" وعلامة النصب الأصلية للفعل المضارع هي الفتحة، كقولنا: لن أمشيَ في هذا المكان، وقد يكون له علامة نصب فرعية وهي حذف النون كما في الأفعال الخمسة، كقولنا: أصدقائي لن يأتوا إلى هنا، ومن أمثلة ذلك كله:[٤]
- جئت للمدرسة لأتعلمَ العلم النافع: الفعل "أتعلمَ" فعل مضارع، وهو منصوب بالفتحة؛ لدخول حرف النصب "لام التعليل" عليه.
- قل لأخيك لن أقبلَ بهذا الظلم: الفعل "أقبلَ" فعل مضارع، وهو منصوب بالفتحة؛ لدخول حرف النصب "لن" عليه.
- يعجبني أنْ تجتهدَ في سعيك: الفعل "تجتهدَ" فعل مضارع، وهو منصوب بالفتحة؛ لدخول حرف النصب "أنْ" عليه.
الجزم
إن الفعل المضارع يكون مجزومًا إذا اتصلت به أداة من أدوات الجزم المشهورة، ومنها: "لمْ، ولام الأمر، ولا الناهية" وعلامة الجزم الأصلية للفعل المضارع هي السكون، كقولنا: "لا تحملْ شيئًا ثقيلًا" وقد يكون له علامة جزم فرعية وهي حذف النون كما في الأفعال الخمسة، كقولنا: "لا تدرسوا ليلًا" ومن أمثلة ذلك كله:[٥]
- لم يكنْ هذا الأمر سهلًا: الفعل "يكنْ" فعل مضارع، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لم" عليه.
- فلتشربْ هذا الدواء: الفعل "تشربْ" فعل مضارع، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لام الأمر" عليه.
- لا تبدأْ يومك إلا بذكر الله: الفعل "تبدأ" فعل مضارع، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لا الناهية" عليه.
حالات بناء الفعل المضارع
إن الفعل المضارع في أصله مبني، وهذا البناء يكون إما على السكون وإما على الفتحة، كما سيأتي بيانه.[٦]
بناؤه على السكون
إنّ الفعل المضارع يكون مبنيًا على السكون إذا اتصل به نون النِّسوة كقولنا: النساء يطبخْنَ الطعام، ونون النسوة تكون مفتوحة، ومن أمثلة ذلك كله:[٦]
- رأيت الطالبات يكتبْنَ الدرس.
- كانت الصديقات ينصحْنَ بعضهنَّ.
- يجلسْنَ الفتيات الصالحات على استحياء.
بناؤه على الفتح
إن الفعل المضارع يكون مبنيًا على الفتحة إذا اتصل به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة، كقولنا: لَنُخرِجَنَّ الظالمَ من القرية، ولَيَذهَبَنْ أهل الفواحش إلى السجن، وهذه النون الخفيفة تكون ساكنة، ونون التوكيد الثقيلة تكون مشددة، ومن أمثلة ذلك كله:[٦]
- لَتَكتبَنَّ القصيدة عقابًا لك.
- لأجلسَنْ في مكانه.
- الرجل الحقيقي ليكونَنْ كالشمس لزوجته.
تدريبات على الفعل المضارع
استخرج الفعل المضارع من الجمل الآتية مع بيان حاله إن كان مرفوعًا أو مجزومًا أو منصوبًا أو مبنيًا، مبيِّنًا السبب:
- يكونُ الخير حيث العمل الصالح: الفعل "يكونُ"، وهو مرفوع بالضمة؛ لأنه لم يتصل به شيء من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد.
- لا تركضْ في الطريق المنحدر: الفعل "تركض"، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لا" عليه.
- لن تجدَ خيرًا في عمل محرم: الفعل "تجدَ"، وهو منصوب بالفتحة؛ لدخول حرف النصب"لن" عليه.
- لم ينكسرْ زجاج السيارة: الفعل "ينكسرْ "، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لم" عليه.
- نمت باكرًا لأستيقظَ نشيطًا: الفعل "أستيقظَ"، وهو منصوب بالفتحة؛ لدخول حرف النصب"لام التعليل" عليه.
- لا تأكلْ من الخبز إلا الشيء اليسير: الفعل "تأكل"، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لا" عليه.
- ذهب النساء يقطفْنَ الثمار: الفعل "يقطفنَ"، وهو مبني على السكون؛ لدخول نون النسوة عليه.
- قال الشرطي للمتهم: لأضعَنَّك في السجن عقابًا لك: الفعل "لأضعَنَّك"، وهو مبني على الفتحة؛ لدخول نون التوكيد الثقيلة عليه.
- ليسجدَنْ عباد الله خاشعين لله: الفعل "ليسجدَنْ"، وهو مبني على الفتحة؛ لدخول نون التوكيد الخفيفة عليه.
- فلْتسافرْ بحفظ الله ورعايته: الفعل "فلْتسافرْ"، وهو مجزوم بالسكون؛ لدخول حرف الجزم "لام الأمر" عليه.
- يقومُ الرجل الصالح على خدمة زوجه: الفعل "يقومُ"، وهو مرفوع بالضمة؛ لأنه لم يتصل به شيء من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد.
- يزيلُ المسلم الأذى عن الطريق: الفعل "يزيلُ"، وهو مرفوع بالضمة؛ لأنه لم يتصل به شيء من أدوات النصب أو الجزم أو نون النسوة أو نونا التوكيد.
صغ جملًا من إنشائك تجعل فيها الفعل المضارع "يقطف" تارة مرفوعًا وتارة منصوبًا وتارة مجزومًا وتارة مبنيًّا.
- أمي تقطفُ الزهر من الحديقة.
- لن نقطفَ الزيتون هذا اليوم بسبب الحر.
- لم تقطفْ زينب البرتقال أمس.
- لَيقطفَنَّ المزارع ثمره.
- اجتمعت النسوة لعلهنَّ يقطفْنَ ثمر التفاح.
المراجع
- ^ أ ب محمود مغالسة، النحو الشافي، صفحة 17. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، صفحة 35. بتصرّف.
- ^ أ ب عبده الراجحي، كتاب في التطبيق النحوي و الصرفي، صفحة 17-18. بتصرّف.
- ↑ ابن هشام الأنصاري، شرح شذور الذهب عن معرفة كلام العرب، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم البيجوري، فتح رب البرية على الدرة البهية نظم الآجرومية، صفحة 61-66. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 332-333. بتصرّف.