شرح المدرسة الكلاسيكية في العمارة

كتابة:
شرح المدرسة الكلاسيكية في العمارة

المدرسة الكلاسيكية في العمارة

العمارة الكلاسيكية؛ نوع من المباني التي بناها الإغريق والرومان الأوائل، تحديدًا بين القرنين الخامس قبل الميلاد (في اليونان) والقرن الثالث الميلادي (في روما)، ومنذ ذلك الوقت استعمل المعماريون العمارة الكلاسيكية أساسًا لأعمالهم كلّما أرادوا الحصول على الإلهام، أو عندما يُريدون ابتكار شيء جديد.[١]

إنّ العمارة خلال عصر النهضة مثال واضح على العمارة الكلاسيكية، بالإضافة إلى العمارة في النهضة اليونانية في القرن التاسع عشر، وفي بريطانيا الفيكتورية وغيرها من أوروبا، حاول معماريو العصر الفيكتوري إنشاء نسخ دقيقة عن الأشكال الكلاسيكية، لكنهم اعتمدوا نهجًا انتقائيًا يدمج الأشكال مع الزخارف الكلاسيكية لإنشاء نمط جديد عند بناء الكنائس ومراكز البلدية.[١]

يُعد النمط الكلاسيكي في العمارة الجديدة (1895-1950) في الولايات المتحدة، أحد أكثر الأساليب المعمارية شيوعًا؛ لأنّه كان مُستخدمًا لتصميم المحاكم والبنوك والكنائس والمدارس والقصور، بينما في ألمانيا صمم المهندس المعماري ألبرت سبير لهتلر رؤية برلين الجديدة بعد الحرب بأسلوب كلاسيكي تمامًا (من دون أيَ زخارف).[١]

تاريخ المدرسة الكلاسيكية في العمارة

انطلقت العمارة الكلاسيكية من اليونان القديمة وروما، وانتشر منها إلى العالم واستمر حتى العصر الحديث، ومختصر لأبرز المراحل التي مرّت بها فيما يأتي:[٢]

  • اليونان القديمة (700-480 قبل الميلاد)

عندما بدأ اليونانيون بناء المعابد اختاروا الأعمدة الخالية من أيّة زينة، ثم أدخلوا عليها الإفريز (شريط أفقي منحوت بزخارف فوق الأعمدة).

  • الفترة الهلنستية (323-31 قبل الميلاد)

اعتمد المعماريون في هذه الفترة الطراز الكلاسيكي لبناء المعابد والمباني العامة والمنازل وكانت الأعمدة أكثر رشاقةً، كما أنّ في بعضها مزيدًا من الزخارف.

  • الإمبراطورية الرومانية (27 قبل الميلاد- 476م)

استنبط الرومان زخارف من الطراز المعماري اليوناني وأضافوا إليه مزيدًا منها، كما أنّهم اخترعوا الخرسانة (أخف من الحجر)؛ ممّا ساعدهم في بناء السقوف المقببة والأقواس.

  • الفترة البيزنطية (330- 476م)

أصبحت بيزنطة العاصمة الرومانية، كما أنّ القباب والفسيفساء أصبحت أساسيةً في البناء، ودخلت مواد جديدة، مثل: الطوب والحجر.

  • الفترة الرومانية (1000- 1150م)

انتشرت العمارة الكلاسيكية في جميع أنحاء أوروبا، مع نمو الإمبراطورية الرومانية، ودخلت عليها عناصر جديدة، مثل: الجدران السميكة، والأقواس الدائرية، والأبراج، والأرصفة الطويلة.

  • الفترة القوطية (1100- 1450م)

استعملت مواد بناء أكثر فاعليةً للمباني العالية، مثل: الأقواس المضلعة والمدببة، والزجاج الملون، والمنحوتات.

  • النهضة الإيطالية (1400- 1600م)

بعد عصر النهضة بدأ الإحياء الكلاسيكي للعمارة في إيطاليا، ومن أبرز طرقه إعادة اكتشاف مبادئ العمارة الكلاسيكية الأساسية، وتطبيقها على المباني العامة والمنازل.

  • فترتا الباروك والروكوكو (1600- 1830م)

أسلوب العمارة الباروكي خليط بين العناصر الكلاسيكية والتصميمات الباذخة والأشكال الدرامية وغير المنتظمة، بعد ذلك أضاف أسلوب الروكوكو لوحات وألوان بيضاء، وهندسة بسيطة، وزخارف ومخطوطات.

  • الفترة الكلاسيكية الجديدة (1730-1925)

في هذه الفترة عادت المباني إلى الأشكال الكلاسيكية البسيطة من دون تعقيدات، والمبادئ الهندسية التي كانت سائدةً في العصور القديمة.

  • العصر الحديث (من القرن العشرين إلى الوقت الحاضر)

شهد العصر الحديث تركيزًا على المنفعة والتصميمات الرشيقة، ثم قدّمت ما بعد الحداثة مباني بأشكال غير متوقعة، ومع ذلك لا تزال العمارة الحديثة مرتبطةً بعمق مع مبادئ العمارة الكلاسيكية، برغم كل ما يُدخلها من تحديثات يومية.

إحياء المدرسة الكلاسيكية في العمارة

ظهرت المدرسة الكلاسيكية في العمارة بين القرنين الخامس قبل الميلاد والثالث الميلادي، وبين هذه السنوات أعاد المعماريون تصميم الشكل الكلاسيكي إمّا مثلما هو، أو مع إضافات جديدة، وبعد قرون من النهضة الأوروبية (بعد حفريات مدينة بومبي) نهضت الهندسة المعمارية اليونانية القديمة، كما أصبح نمط العمارة الموازي للكلاسيكية يُعرف باسم (الإحياء اليوناني).[٣]

ركزّت حركة (الإحياء اليوناني) كثيرًا على المثل العليا اليونانية تحديدًا على التناسب والتكامل الهيكلي، بينما في الولايات المتحدة عُرف هذا النوع باسمِ (النيوكلاسيكي)، الذي جاء استجابةً لعمارة الباروك، واعتمد كثيرًا على المثل العليا للعمارة القديمة في روما، لكنّ هذا النمط كان منتشرًا في البداية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، بعد ذلك أصبح نمطًا أيقونيًّا للكثير من المباني الحكومية في العاصمة واشنطن.[٣]

أيقونات من العمارة الكلاسيكية

اتبعت العمارة اليونانية نظامًا عاليًا من تنظيم النسب يربط المكونات المعمارية الفردية بالمبنى بأكمله، وما زالت إلى اليوم قلب العمارة الكلاسيكية، ومن الأمثلة الباقية إلى اليوم منها ما يأتي:[٤]

  • البارثينون

بُني بين العامين 447- 432 قبل الميلاد، وهو محور مجمع الأكروبوليس، ومعبد من رتبة دوريك، له ثمانية أعمدة في الواجهة وسبعة عشر عمودًا في الأجنحة.

  • معبد ارخيثون

مبنى للطقوس الدينية التي كان يؤويها المعبد القديم، انتهى بناؤه عام 406 قبل الميلاد، مدخله محاط بستة أعمدة أيونية طويلة، ثم ينخفض جداره من الجهة الشمالية والغربية كثيرًا، يضم المعبد رواقين، الأول مدعوم بأعمدة أيونية طويلة، والآخر في الزاوية الجنوبية الغربية مدعوم بستة تماثيل ضخمة للإناث.

  • معبد هيفايستيون

كان مخصصًا للإله هيفايستوس، والإلهة أثينا، امتد بناؤه بين العامين (460- 450 قبل الميلاد)، وهو مصنوع بالكامل من رخام بنتلي، وقاعدته مصنوعة من الحجر الجيري، فيه 34 عمودًا، ستة من الأمام والخلف، وثلاثة عشر في كل جانب، وفي القرن السابع أصبح كنيسة القديس جورجيوس.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Classical architecture", designingbuildings, Retrieved 11/3/2022. Edited.
  2. "A Brief History of Classical Architecture", masterclass, Retrieved 11/3/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Classical Architecture?", thespruce, Retrieved 11/3/2022. Edited.
  4. "10 Iconic structures of Classical Architecture", re-thinkingthefuture, Retrieved 11/3/2022. Edited.
8409 مشاهدة
للأعلى للسفل
×