شرح المضاف والمضاف إليه

كتابة:
شرح المضاف والمضاف إليه


تعريف المضاف والمضاف إليه

تركيب الإضافة هو ما تكوّن من كلمتين أولاهما تسمى (مضافًا)، وثانيهما تسمّى (مضافًا إليه)، فهو نسبةٌ بين اسمين على تقدير حرف جرّ بينهما.[١] ويكون تركيب الإضافة في الجملة الاسميّة والجملة الفعليّة على حد سواء، كما يمكن تمييز هذا التركيب ومعرفة المضاف والمضاف إليه من خلال المعنى، فكلا الاسمين متعلقان ببعضهما من حيث المعنى لا يمكن قطع أحدهما على الآخر، وكأنّ هناك رابطٌ بينهما خفيّ لا يبرز، لذا لا يجوز دخول شيء بين المضاف والمضاف إليه حتى لا ينفكّ هذا المعنى عنهما.[٢]




كيفية إعراب المضاف والمضاف إليه

يُعرب المضاف بحسب موقعه في الجملة؛ فقد يكون فاعلًا أو مفعولًا به أو مبتدأ أو خبرًا أو اسمًا لإنّ أو خبرًا لها وغير ذلك، وعند إعرابه نزيد على الإعراب جملة (وهو مضاف)، أمّا المضاف إليه فإنّه يكون مجرورًا دائمًا مهما كان موقع المضاف في الجملة، فالمضاف إليه ليس له إلا موقع واحدٌ في الجملة مهما كان نوعه كذلك.


فلو قلنا مثلًا: جاء طالبُ علمٍ، فإنَّ (طالبُ) فاعلٌ مرفوع بالضمة وهو مضاف، و(علم) مضاف إليه مجرور بالكسرة، ولو قلنا: غابَ معلمُ المادّة، فكلمة (معلّم) فاعلٌ مرفوع بالضمة وهو مضاف، وكلمة (المادّة) مضاف إليه مجرور بالكسرة، ولو قلنا أيضًا: سمعتُ محاضرةَ المدربين، فكلمة (محاضرة) مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، وكلمة (المدربين) مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنّه جمع مذكر سالم.


أسباب الإضافة وأمثلتها

لتركيب الإضافة أسباب يلجأ إليها المتكلم، وتختلف باختلاف مقصده من الإضافة، وهي على النحو الآتي:


  • الإضافة اللاميّة: وضابطها أن تكون الإضافة على تقدير اللام، وتفيد المِلك أو الاختصاص، والفرق بين المِلك والاختصاص فرق في المعنى بأنّ الملكيّة تدل على امتلاك المضاف ما أضيف إليه، أمّا الاختصاصيّة فتدلّ على اختصاص المضاف إليه بالمضاف لا ملكيّته له،[٣] ومن الأمثلة عليها:


  • هذا كتاب أحمد: فـ (كتاب) في هذه الجملة مبتدأ وهو مضاف، وعليّ مضاف إليه، وتقدير الإضافة هنا (هذا كتاب لعليّ)، فهي إضافة للمِلك.
  • أخذتُ قلمَ اللوح: فـ (قلم) في هذا الجملة مفعول به مضاف، و(اللوح) مضاف إليه، وتقدير الإضافة هنا (أخذت قلمًا للوح)، فهي إضافة للاختصاص.


  • الإضافة البيانيّة: وضابطها أن تكون على تقدير (مِن)، وتميّز بأنّ المضاف إليه يكون من جنس المضاف بحيث يكون المضاف بعضًا من المضاف إليه[٣]، ومن الأمثلة على ذلك:


  • لبستُ ثوبَ قطنٍ: فكلمة (ثوب) في هذه الجملة مفعول به مضاف، وكلمة (قطن) مضاف إليه مجرور بالكسرة، وتقدير الإضافة: لبستُ ثوبًا من قطن، فقدرنا مِن في تركيب الإضافة، كما أنّ القطن من جنس الثوب وجزء منه.
  • هذا بابُ خشبٍ: فكلمة (باب) في هذه الجملة خبر وهو مضاف، وكلمة (خشب) مضاف إليه مجرور بالكسرة، وتقدير الإضافة: هذا باب من خشب، فقدّنا مِن في الجملة، كما أن الخشب من جنس الباب.


  • الإضافة الظرفيّة: وضابطها أن تكون على تقدير (في)، ويكون المضاف إليه ظرفا للمضاف، ويفيد المضاف إليه زمن المضاف أو مكانه[٣]، ومن الأمثلة على ذلك:
  • زيدٌ صديقُ الجامعة: فكلمة (صديق) في هذه الجملة خبر مرفوع وهو مضاف، وكلمة (الجامعة) مضاف إليه مجرور بالكسرة، والتقدير في هذه الجملة (زيد صديق في الجامعة).
  • راسلتُ أستاذ الجامعة: فكلمة (أستاذ) في هذه الجملة مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، وكلمة (الجامعة) مضاف إليه مجرور بالكسرة، والتقدير في هذه الجملة (راسلتُ أستاذًا في الجامعة).


  • الإضافة التشبيهيّة: وضابطها أن تكون على تقدير كاف التشبيه، وفي هذا النوع من الإضافة يضاف المشبه إلى المشبه به[٣]، ومن الأمثلة على ذلك:


  • غسلتُ أسنانَ اللؤلؤ: فكلمة (أسنان) في هذه الجملة مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، وكلمة (اللؤلؤ) مضاف إليه مجرور بالكسرة، وتقدير الإضافة هو (غسلتُ أسنانًا كاللؤلؤ)، فأضفنا المشبه إلى المشبه به.
  • شربتُ ماء اللّجيْن: فكلمة (ماء) في هذه الجملة فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف، وكلمة (اللجين) مضاف إليه مجرور بالكسرة، وتقدير الإضافة هو: شربت ماءً كاللّجين، فأضفنا المشبّه إلى المشبّه به.


أنواع الإضافة وأمثلتها

تنقسم الإضافة إلى قسمين،[٤] وهما:


الإضافة المعنويّة

وهي الإضافة التي تفيد تخصيص المضاف أو تعريفه، وسمّيت بالمعنوية لأنّ تقدّم فائدة في المعنى، ويميّز بينهما بأنّ الإضافة إلى اسم نكرة تفيد التخصيص، والإضافة إلى اسم معرفة تفيد التعريف، وتمسّى هذه الإضافة أيضًا بالإضافة الحقيقيّة؛ لأنّ الغرض منها نسبة المضاف إلى المضاف إليه، وتسمّى كذلك بالإضافة المحضة؛ لأنّها خالصة من تقدير الانفصال بين المضاف والمضاف إليه خلافًا لما هو في الإضافة اللفظية، ومن الأمثلة على ذلك:[٥]


  • حضرَ رجل علمٍ: فأفادت المضاف إليه (علم) في هذه الجملة تخصيص المضاف (رجل)، ولم يعرّفه، فالجملة قد أفادت بأنّ من حضر رجل علم لا رجل دنيا مثلا فخصصته دون أن تعرّفه.
  • أحترمُ علماء الشريعة: أفاد المضاف إليه (الشريعة) في هذه الجملة تعريف المضاف (علماء)، فالمقصد من هذه الإضافة هو تعريف الاسم النكرة (علماء).
  • قرأتُ كتابَ الأدبِ: أفاد المضاف إليه (الأدب) في هذه الجملة تعريف المضاف (كتاب)، وكان المقصد من هذا التركيب تعريف المضاف النكرة (كتاب).
  • رافقتُ صديقَ خيرٍ: أفاد المضاف إليه (خير) في هذه الجملة تخصيص المضاف (صديق)، فكان المقصد من هذا التركيب هو تخصيص المضاف لا تعريفه.


الإضافة اللفظيّة

وهي الإضافة التي لا تفيد التعريف أو التخصيص، وإنما تفيد التخفيف في اللفظ، ويكون التخفيف بحذف التنوين أو بحذف نون المثنى أو بحذف نون جمع المذكر السالم، وضابطها أن يكون المضاف اسم فاعلٍ أو اسم مفعول أو صفة مشبهة أو صيغة مبالغة بشرط إضافتها إلى الفاعل أو إلى مفعوله في المعنى، ومن الأمثلة على ذلك:[٦]


  • هذا طالب علم: فالمضاف في هذه الجملة (طالب) هو اسم فاعلٍ، وهذه الجملة بمنزلة قولنا (هذا طالبٌ علمًا) بنصب (علمًا) على أنّه مفعول به لاسم الفاعل العامل (طالب)
  • انصر مظلوم الحقّ: المضاف في هذه الجملة (مظلوم) هو اسم مفعول، وهذه الجملة بمنزلة قولنا: (هذا مظلومٌ حقُّهُ) برفع (حقّ) على أنّه فاعل لاسم المفعول العامل (مظلوم).
  • رأيتُ قاضيًا سمّاع الحق: المضاف في هذه الجملة هو صيغة المبالغة (سمّاع)، وهذه الجملة بمثابة قولنا: (رأيتُ قاضيًا سمّاعًا الحقَّ) بنصب (الحقّ) على أنّه مفعول به لصيغة المبالغة العاملة (سمّاع).
  • محمّدٌ طويلُ القامةِ: المضاف في هذه الجملة هو الصفة المشبهة (طويل)، وهذه الجملة مثل قولنا: (محمدٌ طويلةٌ قامتُه) برفع (قامة) على أنها فاعل للصفة المشبّهة العاملة (طويلةٌ).


أمثلة على إعراب المضاف والمضاف إليه

  • نام حارسُ المدرسةِ:
    • حارس: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.
    • المدرسة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.


  • كنت في صف المتفوقين:
    • صفّ: اسم مجرور بالكسرة وهو مضاف.
    • المتفوقين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه جمع مذكر سالم.


  • هرب سارق أوطاننا:
    • سارق: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.
    • أوطان: مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف.
    • نا: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.


  • جامعو الكنوز أغنياء:
    • جامعو: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف.
    • الكنوز: مضاف إليه مجرور بالكسرة.


  • سافر أبي إلى القاهرة:
    • أب: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة المناسبة، وهو مضاف.
    • حرف الياء: ضمير متّصل مبني في محل جر مضاف إليه.


  • كتب القصيدة شاعرها:
    • شاعر: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.
    • ها: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.


تركيب الإضافة يتكون من ركنين: المضاف والمضاف إليه، وتكون الإضافة إما من أجل البيان أو التشبيه أو الظرفيّة أو الملكية والاختصاص، ويعرب المضاف بحسب موقعه من الجملة، أمّا المضاف إليه فإنّه يكون مجرورًا دائما، مع ملاحظة أن نون المثنى أو جمع المذكر السالم تحذف عند الإضافة.[٧]




المراجع

  1. الزمخشري (1993)، المفصل في صنعة الإعراب (الطبعة 1)، بيروت :مكتبة الهلال ، صفحة 113. بتصرّف.
  2. ابن يعيش (2001)، شرح المفصّل (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية ، صفحة 125-126، جزء 2. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث الغلاييني (1993)، جامع الدروس العربية (الطبعة 28)، بيروت :المكتبة العصرية ، صفحة 206-207، جزء 3. بتصرّف.
  4. عباس حسن (1431)، النحو الوافي (الطبعة 15)، القاهرة :دار المعارف ، صفحة 1-3، جزء 3. بتصرّف.
  5. المرادي (2008)، توضيح المقاصد (الطبعة 1)، بيروت :دار الفكر العربي ، صفحة 783-787، جزء 2. بتصرّف.
  6. ابن الوردي (2008)، تحرير الخصاصة (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة الرشد ، صفحة 380، جزء 2. بتصرّف.
  7. مصطفى أمين وعلي الجارم (1983)، النحو الواضح، صفحة 181. بتصرّف.
7893 مشاهدة
للأعلى للسفل
×