محتويات
شرح بيعة العقبة الأولى والثانية للأطفال
أسباب البيعتين ومقدمتيهما
حاول النبي -صلى الله عليه وسلم- بكل طاقته أن ينشر دعوته في مكة، فاستجاب له عدد من أبنائها، ولكن حجم الصد عن الدعوة من حملات تكذيب وتشكيك وتشويه له -صلى الله عليه وسلم- وتعذيب لأصحابه كان فظيعا للغاية، وعندما تأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الدعوة لا يمكنها الاستمرار في مكة أخذ يبحث عن موطن آمن لها ولأتباعها، ويمكن أن تشكل فيها دولتها الحامية.
وحاول ذلك عندما زار الطائف، ولكن قومها ردوه أسوأ رد، كما حاول أيضا مع القادمين لمكة المكرمة في مواسم الحج، وكان من تقدير الله -عز وجل- أن لقيه ستة شباب من الخزرج سكان يثرب، فاستمعوا له -صلى الله عليه وسلم-، وعلموا أنه النبي المنتظر لِما كانوا يسمعونه من جيرانهم اليهود، وأرادوا أن يسلموا معه حتى لا تسبقهم اليهود عليه، فأسلم هؤلاء الشباب -رضوان الله عليهم-.[١]
بيعة العقبة الأولى
بعد إسلام هؤلاء الشباب وعودتهم إلى يثرب عرضوا أفكارهم على بعض أصدقائهم فاقتنع بذلك مجموعة من الأوس والخزرج، وجاء منهم إلى مكة المكرمة في العام التالي لتلك الحادثة في موسم الحج اثنا عشر شابا من القبيلتين، والتقوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبايعوه على أن لا يشركوا بالله -سبحانه وتعالى- شيئا، ولا يسرقون، ولا يزنون، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتون ببهتان يفترونه بين أيدينه وأرجلنم، ولا يعصونه في معروف.[٢]
ووعدهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إن وفّوا فلهم الجنة، وإن غشوا من ذلك شيئاً، فيقام عليهم الحد في الدنيا فهو كفارة له، وإن أسرّوا ذلك إلى يوم القيامة فأمْرُهم إلى الله -عز وجل-؛ إن شاء عذّبهم، وإن شاء غفر لهم،[٢]وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معهم سيدنا مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم القرآن والدين،[٢] فلم يبق بيت من يثرب إلا ودخله الإسلام، وتواعدوا في الموسم القادم.
بيعة العقبة الثانية
في الموسم التالي وكان ذلك في السنة الثالثة عشرة من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاء مجموعة من مسلمي يثرب مع قومهم المشركين، ولكنهم في اليوم المتفق عليه انسلوا من فراشهم أثناء نوم أقوامهم، وتوجّهوا ليبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الثانية، وكان عددهم ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتين.[٣]
جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه عمه العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وكان ما زال مشركاً، ولكنه جاء ليستوثق من صدق المبايعين، فتكلم بما يبين خطورة الأمر وأنهم إذا لم يستطيعوا حماية النبي -صلى الله عليه وسلم- فقومه يحمونه ولا داعي للبيعة، فردوا عليه أنهم سيكونون أهلا لهذا الأمر، ثم طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتكلم، فتكلم وتمت البعة،[٣] وكان من بنود البيعة:[٣]
- السمع والطاعة في النشاط والكسل.
- النفقة في العسر واليسر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ألا تأخذهم في الله لومة لائم.
- أن تنصروه -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم إليهم، ويمنعونه مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم، ولهم الجنة.
المراجع
- ↑ الغزالي (1427)، فقه السيرة (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم ، صفحة 155-156. بتصرّف.
- ^ أ ب ت البوطي (1426)، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة (الطبعة 25)، دمشق:دار الفكر، صفحة 116-117. بتصرّف.
- ^ أ ب ت المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت:دار الهلال ، صفحة 134-135. بتصرّف.