محتويات
نص الحديث الشريف
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).[١]
شرح الحديث ومناسبته
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السوق، فنادى رجلٌ: يا أبا القاسم، فالتفت إليه -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره الرجل أنه يقصد أحداً آخر، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي)،[١]ويقول أحد الأنصار إنّه قد وُلد له ولدٌ.
وأسماه القاسم رغبة أن يكنى بأبي القاسم، فقالت الأنصار: والله لا نُكنّيك مثل كناية رسول الله، ولن ندعك تفرح وتقر عينك بأن تكنى بكنية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فذهب الرجل إلى رسول الله وأخبره بما حدث، فقال رسول الله أنْ أحْسَنَت الأنصار، أي في إفراد كنية أبي القاسم بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.[٢]
سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
يُخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس بزمانه أن يسموا أبناءهم باسمه (محمد)، ولكن لا يكنّوا بكنيته، فيصبح الاسم محمد أبا القاسم كاسم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكنيته، والكنية هي كل اسم علم أضيف إلى أب أو أم؛ كأبي بكر وأم سلمة.[٣]
وذُكر أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كني بأبي القاسم، لأنه يقسم الجنة بين الخلق يوم القيامة، ولأن اسم ابنه الأكبر القاسم الذي توفي قبل البعثة، ولأنه قاسم بين الناس بأمر الله -تعالى-، فمن أعطاه الكثير فهذا بقدر الله، ومن أعطاه القليل فهذا بقدر الله.[٤]
ومن خصائص النبي -صلى الله عليه وسلم- تحريم تسمية أحد باسمه وتكنيه بكنيته، إذ لم يثبت ذلك لأحد من الأنبياء، بمعنى أن من كان اسمه محمد فلا يتكنى أبا القاسم، ومن كانت كنيته أبا القاسم فلا يُسمى محمد، فهذا اسم خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ومن الكراهة أن يشاركه فيه أحد.[٥]
وقيل إنّ هذا مختص بزمانه -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بدليل أن رسول الله قد رخّص لعلي بن أبي طالب أن يسمي إذا جاءه ولد باسم محمد ويكنيه بأبي القاسم.[٦]
ومن رآني في المنام فقد رآني
يذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث أن الشيطان لا يتمثل بصورته -عليه الصلاة والسلام-، وأن من يراه في منامه على هيئته وصفاته المذكورة في كتب السيرة فيكون قد رأى النبي حقاً.[٧]
ومن رأى النبي على غير هيئته التي وردت في الكتب، فقد تكون هذه الرؤيا لما يتخيله الرائي عن شكل النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قد تكون رؤيا من الله، ويجب أن ينتبه الرائي فقد يكون في هذه الرؤيا خير يُراد له، أو صرف شر عنه، أو تنبيهاً له على أمر في الدين أو الدنيا.[٧]
ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار
في ختام الحديث ينهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الكذب عليه، ويدخل في هذا الكذب كل ما ينسب إلى النبي من فعل لم يفعله، أو قول لم يقله، أو تقرير لم يقر به -صلى الله عليه وسلم-، فلينظر هذا الكاذب منزله يوم القيامة من النار.
والكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هو كذب على الله -تعالى-؛ لأنّ رسول الله وحي لا ينطق بالهوى، وقد كان المحدثون من الصحابة والتابعين خوفاً من أن يزيدوا على حديث أو ينقصوا منه سهواً أو نسياناً فيقولون: نحو هذا، قريباً من هذا.[٨]
المراجع
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6197، صحيح.
- ↑ أحمد الساعاتي، كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، صفحة 141. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين الفاكهي، شرح كتاب الحدود في النحو، صفحة 151. بتصرّف.
- ↑ ابن الملقن، كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ محمد المقدم، كتاب تفسير القرآن الكريم المقدم، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الارناؤوط، في شرح السنة، عن علي بن ابي طالب، الصفحة أو الرقم:332، صحيح.
- ^ أ ب حمود التويجري، كتاب الرؤيا، صفحة 45. بتصرّف.
- ↑ الملا القاري، كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، صفحة 43. بتصرّف.