محتويات
شرح حديث (من أحق الناس بحسن صحابتي)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ).[١]
أمر الله -سبحانه وتعالى- وأوجب على المسلم برّ والدَيه وعدم عقوقهما، وفي هذا الحديث جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفسر عمن يستحق إحسانه، فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- بمن هو أحق بالفضل والإحسان، فذكر برّ الأم ثلاث مرات متتالية ثم ذكر الأب، ومعنى هذا أن الإحسان للأم يكون ضِعف الإحسان للأب؛ وذلك لما تلقاه الأم وتنفرد به من صعاب في الحمل والرّضاع والفطام.[٢]
معنى بر الوالدين
برّ الوالدان أي السمع والطاعة لهما، وعدم رفض أوامرهما، وتقديم المعروف والإحسان لهما، مع تحرّي إرضائهما بما يريدانه في غير إثم ولا معصية،[٣]وقد سُئل الإمام الحسن البصري -رحمه الله- عن معنى بر الوالدين فقال: "أن تبذل لهما ما ملكت، وأن تطيعهما فيما أمراك به، إلا أن يكون معصية".[٤]
من صور بر الوالدين
صور برّ الوالدين كثيرة جداً، ومنها:[٥]
- أن يردّ الابن عليهما ويفعل ما يأمرانه به.
- الكلام معهما بصوتٍ هادئٍ وعدم التأفّف أو رفع الصوت عليهما.
- طلب الإذن منهما عند الذهاب وخاصة إذا أراد الابن السفر بعيداً.
- تخصيص مبلغ من المال وإنفاقه عليهما حتى لا يحتاجا إلى الغير.
- تخصيص جزء كبير من الدعاء للوالدين.
آيات وأحاديث عن بر الوالدين
آيات عن بر الوالدين
جاء ذكر بر الوالدين وأهمية الإحسان إليهما في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ومنها:
- قوله -تعالى-: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا* وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا).[٦]
- قوله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).[٧]
أحاديث عن بر الوالدين
ثبت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة عن بر الوالدين، منها ما يأتي:
- (رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).[٨]
- (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي).[٩]
- (الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فأضع ذلِكَ البابَ أوِ احفظْهُ).[١٠]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5971، صحيح.
- ↑ موسى لاشين، المنهل الحديث في شرح الحديث، صفحة 157-158. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 61. بتصرّف.
- ↑ أزهري محمود، بر الوالدين، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ أزهري محمود، بر الوالدين، صفحة 7-10. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:23-24
- ↑ سورة لقمان، آية:14
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2551.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5970.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:1900، صحيح.