محتويات
حديث (من أطاعني دخل الجنة)
أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيحه أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى).[١]
شرح حديث (من أطاعني دخل الجنة)
مفردات الحديث
في الحديث مفردات آتيًا بيان معانيها:
المعنى الإجماليّ للحديث
أمر الله تعالى بطاعة أمر نبيّه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}،[٤] وفي الحديث يخبرنا النّبي -عليه الصلاة والسلام- بأنّ النّاس من أمته ستدخل الجنّة، والمقصود بأمته؛ أي أمّة الدّعوة وهي كل النّاس؛ وعلى هذا فيكون من أبى هم الكفّار الذين امتنعوا عن الإيمان بدعوة النّبي -عليه الصلاة والسلام-، وقيل إن المراد بأمّته هي أمّة الإجابة، أي ممن أطاعه والتزم أمره، فإنّ الجزاء الجنّة إلا من عصى أمره وعانده من العصاة وهذا زجرٌ لهم.[٥]
ما يُستفاد من الحديث
في الحديث جملةٌ من المعاني والفوائد، نذكر منها ما يلي:[٥]
- وجوب طاعة النّبي -عليه الصلاة والسلام-.
- أنّه من أطاع النّبي -صلى الله عليه وسلم- فله الجنّة ومن عصاه فله النار.
آيات في وجوب طاعة النّبي
ورد في القرآن الكريم آيات دالة على وجوب طاعة النّبي -صلى الله عليه وسلم- نستعرض بعضها تاليًا:[٦]
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.[٧]
- قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}.[٨]
- قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[٩]
- قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.[١٠]
- قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}.[١١]
- قال تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.[١٢]
أحاديث في وجوب طاعة النّبي
ونذكر تاليًا بعض الأحاديث الدّالة على وجوب طاعة النّبي -صلى الله عليه وسلم-:[٦]
- ما رواه أبو سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعانِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ؟، ثُمَّ قالَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ).[١٣]
- ما روته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قد قالت: (قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِن ذِي الحِجَّةِ، أَوْ خَمْسٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهو غَضْبَانُ فَقُلتُ: مَن أَغْضَبَكَ، يا رَسولَ اللهِ؟ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ، قالَ: أَوَما شَعَرْتِ أَنِّي أَمَرْتُ النَّاسَ بأَمْرٍ، فَإِذَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ؟ قالَ الحَكَمُ: كَأنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ أَحْسِبُ، ولو أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ، ما سُقْتُ الهَدْيَ مَعِي حتَّى أَشْتَرِيَهُ، ثُمَّ أَحِلُّ كما حَلُّوا).[١٤]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7280، حديث صحيح.
- ↑ "معنى أبى"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022.
- ↑ "معنى عصى"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:59
- ^ أ ب "شرح حديث من أطاعني دخل الجنة"، الدرر الينية، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022.
- ↑ سورة الأنفال، آية:20
- ↑ سورة آل عمران، آية:32
- ↑ سورة آل عمران، آية:132
- ↑ سورة النساء، آية:80
- ↑ سورة النور، آية:54
- ↑ سورة الحشر، آية:7
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد بن المعلى، الصفحة أو الرقم:5006، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عأئشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1211، حديث صحيح.