شرح حديث العيوب التي لا تجزئ في الأضحية

كتابة:
شرح حديث العيوب التي لا تجزئ في الأضحية


حديث: (العيوب التي لا تجزئ في الأضحية)

نصّ الحديث

روى البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ في الحديث الذي صحّحه الألباني، فقال: (أربعٌ لا تُجزئُ في الأضاحيِّ: العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعَرجاءُ البيِّنُ ظَلعُها، والكسيرةُ الَّتي لا تُنقي قالَ: فإنِّي أَكْرَهُ أن يَكونَ نقصاً في الأذنِ، قالَ: فما كرِهْتَ منهُ، فدعهُ، ولا تحرِّمهُ على أحدٍ).[١][٢]


شرح الحديث

يُشترط في الأضحية لتكون مجزئة عن صاحبها؛ أن تكون خالية من العيوب التي ذكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث، فإن كان في الأضحية عيب مما ذكره رسول الله في الحديث كانت الأضحية غير صحيحة،[٣] وفيما يلي عيوب الأضحية:

  • العوراء البيّن عورها

والعور هو ما يصيب العين من الانفساخ أو الخروج من مكانها؛ وكان ذلك واضحاً فيها،[٤] وقد اشترط رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يكون العور واضحاً في عينها بأن تكون داخلة أو خارجة من محلها، أمّا لو كانت في مكانها، لكنها لا ترى فيها فإنّ الأضحية فيها صحيحة.[٣]


  • المريضة البيّن مرضها

وهي التي ظهرت عليها أعراض المرض حتى تسببت في ضعفها وهزلها،[٤] والمرض البيّن في الأضحية هو المرض الذي يمنعها من القيام والرعي والمشي والأكل، أمّا إن كان مرضها قليلاً بحيث أنّها ضعفت قليلاً لكنها ما زالت تأكل وتقوم وترعى مع الأغنام، فهذه الأضحية فيها صحيحة.[٣]


  • العرجاء البيّن ظَلعها

وهي ما أصابها في يدها أو قدمها العرج، مما أدّى ذلك إلى تخلّفها عن قطيع الغنم بحيث أنّها تصل إلى المرعى متأخرة، فلا تلحق غذاءً تأكلها مما يؤدي إلى ضعف ونحل في جسدها،[٤] أمّا إن كان بيدها أو رجلها عرجاً خفيفاً لا يؤثر على مشيها ووصولها إلى المرعى فلا بأس بالتضحية فيها.[٣]


  • الكسيرة التي لا تنقي

وقد جاءت بلفظ الترمذي؛ العجفاء، وهي الهزيلة الضعيفة، والكسيرة هي التي يمنعها ضعفها من القيام،[٤] وهي التي لا مخّ فيها، فهذه الأضحية تكون ضعيفة إضافة إلى أنّ طعمها غير لذيذ.[٣]


عيوب أخرى تقاس على الحديث

وتشمل هذه العيوب ما يكون مقدّراً بقدرها أو أشدّ منه؛ مثل العمياء، أو الشاة التي فقدت إحدى يديها أو قديمها أو كلاهما، أو المريضة مرضاً خطيرة قد يؤدي إلى مرتها، وغيرها مما هو في مثل الأربعة التي ذكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أو أشدّ منها.[٥]


أمّا ما كان أخفّ من هذه العيوب فإنّه يجزئ في الأضحية لكنه من المكروه؛ كالشاة مقطوعة الأذن أو مكسورة القرن، لما روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (مرنا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، أن نَسْتَشْرِفَ العينَ والْأُذُنَ وأن لا نُضَحِّيَ بمُقابَلَةٍ ولا مُدَابَرَةٍ ولا شَرْقَاءَ ولا خَرْقَاءَ).[٦][٥]

المراجع

  1. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم:2562، صحيح .
  2. عبد الله الفوزان (1435)، منحة العلام في شرح بلوغ المرام (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :دار ابن الجوزي، صفحة 286، جزء 9. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج محمد بن عثيمين ، اللقاء الشهري، صفحة 10، جزء 43. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث عبد الله الفوزان (1435)، منحة العلام في شرح بلوغ المرام (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :دار ابن الجوزي ، صفحة 287، جزء 9. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد بن عثيمين (1988)، الضياء اللامع من الخطب الجوامع (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 489، جزء 7. بتصرّف.
  6. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:1498، حسن صحيح .
8047 مشاهدة
للأعلى للسفل
×