محتويات
شرح حديث بر الوالدين
أوصّانا الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالوالدين وأنّهم أحق النّاس بحسن الصحبة كما ثبت في الحديث النبوي الشريف، عندما جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: (يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ).[١]
ويُقصد بحسن الصحبة جميع أعمال بر الوالدين، ويكون ببرهمّا بالإحسان إليهما بالقول والفعل، ومعاشرتهما بالمعروف، فللوالدين فضلُ كبيرُ علينا، فقد تعبوا في تربيتنا وتنشئتنا تنشئة صالحة، وتوفير احتياجاتنا وكسوتنا، والسهر علينا في المرض، فالأب والأم مجبولان على حب أبنائهما، وحب الخير والسعادة لهم.
وقد خصّ رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- الأم لفضلها وعظيم منزلتها، وأرشدنا إلى أنّ حقّ الأم أعظم من حقّ الأب؛ لأنّها حملت الطفل ببطنها تسعة أشهر وتحملت المشقة والآلام والأوجاع عند ولادته، وأرضعته حتى كبر،[٢]وبعد معرفتنا بأهمية بر الوالدين يجب علينا أن نسعى لبرهما ورضاهما في كل الأوقات.
أهمية بر الوالدين
أوصانا الله -تعالى- في القرآن الكريم في الكثير من الآيات ببر الوالدين والإحسان لهما، وقد قرنّ الله الإحسان للوالدين بعبادته، وهذا دليل عل أهميته وعلى مكانتهما العظيمة، فهما سبب لوجودنا في هذه الدنيا، قال -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).[٣]
كيفية بر الوالدين
بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله -تعالى- وأفضلها، ويكون بر الوالدين بأمور كثيرة منها ما يأتي:[٤]
- احترامهما ومحبتهما.
- إدخال السرور عليهما.
- تجنب أيّ قول أو فعل يحزنهما.
- الدعاء للوالدين والتصدق عنهما.
- حسن الاستماع لأحاديثهما وعدم إظهار الملل.
- طاعتهما بالمعروف وفعل ما يرضيهما.
- عدم رفع صوتك أمامها.
- مساعدتهما في الأعمال التي تستطيع القيام بها.
- عدم إفشاء أسرار البيت أمام الآخرين وإغضابهما.
- الأخذ بمشورتهما من أمورك وقرارتك.
- إظهار حسن تربيتهما لك بحسن تعاملك مع الآخرين.
- التسليم عليهما عند دخول المنزل وعند الخروج منه وتقبيل يدهما ورأسهما.
ثمرات بر الوالدين
بر الوالدين من الأمور التي يلتمس الإنسان ثمرته في الدنيا والآخرة، فمن ثمرات برهما ما يأتي:[٥]
- بر الوالدين سبب في طول عمر الإنسان، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن أَحَبَّ أنْ يُمَدَّ له في عُمُرِه، وأنْ يُزادَ له في رزقِه، فلْيَبَرَّ والِدَيهِ، ولْيَصِلْ رَحِمَه).[٦].
- بر الوالدين سبب من أسباب البركة وسعة الرزق.
- بر الوالدين سبب من أسباب استجابة الدعاء.
- بر الوالدين سبب من أسباب إزالة الهموم وتفريج الكروب.
- وهو سبب للتوفيق والنجاح في الأمور الدنيوية.
- وهو سبب أن يكون للإنسان أولاد باريّن به في المستقبل.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5971.
- ↑ احمد حطيبة، كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:23-24
- ↑ سامي المسيطير، "مقترحات وأفكار في "بر الوالدين""، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل بر الوالدين "، طريق الإسلام، 21-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد، في مسند أحمد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13401، صحيح.