محتويات
مفهوم البدعة في الإسلام
تعاليم الدين الإسلامي مُستقاةٌ من منابعِها الثابتة هما القرآن الكريم والسنة النبوية، ويليهما إجماعُ علماء أهل السنّة والجماعة ثمّ القياس عدا ذلك لا يُعتدُّ به ولا يُعترف به إنما يُعدُّ من الابتداع في الدِّين، فمفهوم الابتداع مأخوذٌ من لفظِ البدعة، وهي من الفعل ابتدع أي اخترع وأحدث شيئًا غير مسبوقٍ، أما البدعة في الاصطلاح الشرعيّ فهو كلّ فعلٍ أو قولٍ أو اعتقادٍ مخالفٍ لما جاء في كتاب الله وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم أو مخالفًا لِفعل الصحابة أو لإجماع علماء المسلمين أو للقياس الفقهيّ الصحيح، وهذا المقال يسلط الضوء على حديث من أحدث في أمرنا.
حديث من أحدث في أمرنا
أجمعَ علماء المسلمين على أنّ الابتداعَ في الدين قولًا أو فعلًا من الأمور المحرّمة، والتي يجبُ على المسلم الحذر من الوقوع ابتداعًا للأمر أو اتباعًا له، وذلك استنادًا إلى ما جاء في حديث من أحدث في أمرنا إذ قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن أحدَث في أمرِنا ما ليسَ فيهِ فهوَ ردٌّ. وفي لفظٍ: قال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-: من صَنع أمرًا على غيرِ أمرِنا فهوَ ردٌّ" [١][٢]
مناسبة حديث من أحدث في أمرنا
أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث الصحيح المروي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ترسيخ قاعدةٍ من أهمّ قواعد الإسلام ألا وهي اتباع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية وعدم الابتداع في الدين سواءً كان من باب الجهل أو المغالاة في المحبّة أو الفسق والضلال إذ إن هذا الابتداع الذي حصل في الأقوام السابقة كان السبب وراء غيهم وضلالهم وتحريف كتبهم السماوية وتقديس أناسٍ صالحين والتبرك بهم دون الله.
شرح حديث من أحدث في أمرنا
يعدُّ هذا الحديث واحدًا من جوامعِ الكلم التي أوتيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذ عَرَضَ المسألة والجواب في بضع كلماتٍ واضحةٍ لا غبار عليها، فقد أخبر النبيّ الكريم أنّ من اخترع وابتدع وأحدث في الدِّين أمرًا مخالفًا لثوابت الإسلام في العبادات القولية أو الفعلية، واتبعه هو أو دعا الناس إلى اتباعه، فهو عملٌ باطلٌ مردودٌ على صاحبه أي لا يُبقل منه ويستحق العقوبة في الدنيا والآخرة لكونه سببًا في إضلال الناس ووقوعهم في المكروهات أو المحظورات أو المحرمات.
أنواع البدعة
البدعة التي يقترفُها المسلم أو مجموعةٌ من المسلمين على أنواعٍ قوليةٍ أو فعليةٍ ومنها: البدعة في الدعوة إلى الله أي اتخاذ طرق مخالفة لما جاء في الشرع من أجل نشر الإسلام بين غير المسلمين أو تعليم المسلمين تعاليم دينهم، والبدعة في السلوك أي في سلوك المسلم وأسلوب حياته اليومي من خلال مخالفة ما جاء به الشرع كتحريم لبس ناعم الثياب أو الزواج أو التقرُّب إلى الله بالدعاء عن طريق الغناء وعزف الموشحات الدينية، والبدعة في العبادة كابتداع عباداتٍ ليست من أصل الدين وإقامة طقوس الصلاة والذِّكر فيها كيوم ميلاد النبي الكريم أو ذكرى الإسراء والمعراج والذبح للقبور والمزارات الدينية والحلف بغير الله والحلف بالأرحام والوالديْن وغيرها، والبدعة في الاعتقاد كاعتقاد معرفة المنجمين أو العرَّافين للغيب ومستقبل العباد والبلاد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الابتداع في الدِّين ينجم عن العالم والجاهِل، فأمّا ابتداع العالم إمّا أن يكون خاطئًا بعد اجتهادٍ ومحاولةٍ لمقاربة الصواب لكنّه لا يُوفق إليه أيْ المجتهد المخطئ دون قصد التضليل فلا شيء عليه وله أجر الاجتهاد، أمّا العالم المتعمِّد فإغواء وتضليل الأُمة فله العقاب من الله بحسب ضلالته، أمّا الجاهل الذي ابتدع في الدِّين ما ليس منه فذلك أمره إلى الله وتسمى فعلته بدعةٌ أما هو فليس بمبتدعٍ لجهله بالأمر ابتداءً.
وهيئة علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة ممّن فهموا نصوص القرآن الكريم فَهمًا صحيحًا تامًّا وافيًا، وفهموا ما جاء به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هم من يحكمون على الأفعال والأقوال من حيث مطابقتها أو مخالفتها لما جاء به الشرع الحنيف. [٣][٤]
المراجع
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4606، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ شرح حديث: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-02-2019، بتصرف
- ↑ مفهوم البدعة في ضوء الإسلام،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-02-2019، بتصرف
- ↑ شرح حديث (من أحدث في أمرنا)،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-02-2019، بتصرف