شرح دعاء الإفطار للأطفال
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ: ذَهبَ الظَّمأُ، وابتلَّتِ العروقُ، وثبتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ)،[١] وهذا حديث يُخبر فيه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن الدعاء الذي كان يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- عند إفطاره سواء في شهر رمضان أو غيره.
وفي الحديث إظهار فرح الصائم واستبشاره بعبادة الصيام التي جعل الله -تعالى- أجرها عظيماً، وشرح هذا الحديث على النحو الآتي:[٢]
- معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ذهب الظمأ)
أي ذهب العطش بشرب الماء ونحوه، لأن الصائم يمتنع عن الطعام مدة من الزمن، فقد يحصل فيه نوع تيبس في الكبد، فإذا شرب الماء عند فطره حصل للكبد انتعاشاً وانتفاعاً عظيماً،[٣] وفي هذا دليل على أن حاجة الجسم للماء أعظم من حاجته للطعام، وخاصة في البلاد التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وابتلت العروق)
العروق هي أوردة الجسم التي يحصل لها نوع تيبّس وجفاف بسبب قلة الماء، والمعنى: وابتلت أوردة الجسم التي يبست من شدّة العطش.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وثبت الأجر إن شاء الله)
أي أدعو الله -تعالى- وأرجوه أن أنال بصومي هذا الذي حصل معه العطش والجوع والتعب الأجر والمثوبة من الله -سبحانه وتعالى-، وفي هذا ترغيب بالعبادة والطاعة، فقد ذهب العطش والجوع والتعب وثبت الأجر الذي يبقى للعبد ذخراً بعد موته.
التعريف براوي الحديث
هو "الإِمَامُ وشَيْخُ الإِسْلاَمِ، وكنيته أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، واسمه عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بن عَديِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ".
وقد أسلم وهو صغير، وهاجر مع أبيه قبل الاحتلام، وأُرجع يوم أحد لصغر سنه، وكانت أول غزوة يحضرها غزوة الأحزاب، ويعد -رضي الله عنه- ممن بايع تحت الشجرة، ودعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبركة في العلم، فكان عالماً حافظاً لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان فقهياً ومفسراً لكتاب الله -تعالى-، وتُوفّي في مكة المكرمة سنة 73 هجرية.[٤]
أدعية تقال عند الإفطار
رُويت أدعية أخرى تقال عند الإفطار، وقد ورد بعضها بأحاديث ضعيفة ولكن يؤخذ بها في فضائل الأعمال كما قال العلماء، ومن ذلك ما رُوي عن معاذ بن زهرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ إذا أفطرَ قالَ: اللَّهمَّ لَكَ صُمتُ، وعلَى رزقِكَ أفطَرتُ).[٥]
ويحرص المسلم على الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الإفطار، كما يحرص على الدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين؛ لأن للصائم دعوة لا ترد وتكون مستجابة بإذن الله -تعالى-، وعلى المسلم احتساب تعبه في صومه لله -تعالى- لينال الأجر العظيم والمثوبة من الله -تعالى-.
المراجع
- ↑ رواه ابو داود، في السنن، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 12/2، صحيح.
- ↑ "شرح حديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "دعاء الصائم عند الإفطار"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 203-223. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن معاذ بن زهرة، الصفحة أو الرقم:4349، ضعيف.