شرح دعاء الخروج من الحمام للأطفال

كتابة:
شرح دعاء الخروج من الحمام للأطفال

شرح دعاء الخروج من الحمام للأطفال

يتم الشرح العلمي لدعاء الخروج من الحمام للأطفال من خلال عدة صور، ويمكن تخيّر أحد هذه الصور أو الجمع بينهم، وتفصيلها فيما يأتي:

أولاً: الشرح النظري

يعتمد هذا النوع من الشرح على التلقين والتوضيح في ذات الوقت؛ وهذا الأسلوب مهمٌّ جداً وتأسيسي، وهو أوّل أنواع الشّرح المستخدمة، وعلى المربّي المبادرة إلى التلفّظ بدعاء الدخول إلى الحمام والخروج منه أمام الطفل، مع توضيح مدلولات الكلمات التي جاءت في الدعاء؛ ليتسنى للطفل فهمها وحفظها.

ودعاء دخول الخلاء ثابت في السنة النبوية، ففي الحديث: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ -وفي حَديثِ هُشيمٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا دَخَلَ الكَنِيفَ- قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبْثِ والْخَبَائِثِ. وفي رواية: وقالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الخُبْثِ والْخَبَائِثِ). [١]

ثانياً: الشرح البصري

هذه المرحلة مرحلةٌ متطوّرة أكثر من سابقتها؛ حيث يتمّ في خضمّها تقديم العروض البصرية المشاهدة أمام الطفل؛ والتي ترسّخ دعاء الدخول إلى الحمام والخروج منه، ولعل هذا النوع من الشرح يحفّز الذكاء البصري لدى الطفل.

حيث إنّ الكثير من الأطفال ينجذب إلى المحتوى المصوّر أكثر من انجذابه إلى المحتوى المكتوب أو المقروء؛ نظراً لأن المحتوى المصوّر فيه نوع من المتعة؛ كما يتخلّله الألوان والأشكال، والتي بدورها تؤثّر بشكلٍ كبير وإيجابيّ في استيعاب الطفل، وتلفت انتباهه وإدراكه بصورةٍ أكبر. [٢]

ثالثاً: الشرح التطبيقي

يتوجب الانتقال بعد ذلك بالطفل إلى مستوى العمل والتطبيق؛ وهذا يعني أنّ الخبرة التي تقدّم للطفل هي خبرة نظرية عملية في ذات الوقت، مما يعني إزالة أيّ فجوةٍ من يمكن وجودها بين التنظير والتطبيق. [٣]

ويكتسب هذا النوع من الشرح أصالته مما جاء في البخاري، ففي الحديث: (أَتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أنَّا اشْتَقْنَا أهْلَنَا، وسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا في أهْلِنَا، فأخْبَرْنَاهُ، وكانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ، وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ). [٤]

وعليه فيقوم المربي بالتطبيق العملي أمام الطفل لكيفية الدخول إلى الحمام، ثم يُتبع ذلك بتوجيه الطفل للدخول إلى الحمام مع التلفّظ بالدعاء؛ ثم الخروج من الحمام والتلفّظ بالدعاء، وهذا يجسّد أهم المبادئ التربوية، وهي التربية بالممارسة والتطبيق. [٥]

رابعاً: الشرح النقدي

يُقصد بهذا النوع من الشرح أن يتمّ تعريض الطفل لبعض المشاهد المغلوطة، والتي تجسّد دخول الأطفال إلى الحمام وخروجهم منه دون تلفظهم بالدعاء، ومن ثم يتم محاولة المناقشة مع الطفل في الأخطاء التي وقع فيها الأطفال في المقاطع المشاهدة، وهذا يعني تحقيق التعليم بالخطأ؛ حيث يتعلم الطفل من أخطاء سواه من الأطفال عن طريق عرض التجربة أمامه، فضلاً عن أهمية التجربة في تحريك ملكة النقد لديه.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:375، صحيح.
  2. جابر عبدالحميد، الذكاءات المتعددة والفهم، صفحة 11. بتصرّف.
  3. عبدالرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، صفحة 211. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  5. عاطف السيد، التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها، صفحة 67. بتصرّف.
3570 مشاهدة
للأعلى للسفل
×