شرح سبب نزول سورة الإخلاص للأطفال
يعود سبب نزول سورة الإخلاص؛ إلى طلب قريش من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُبين لهم صفات ربه، فقد قالوا له: صف لنا ربك، والمشركون كانوا يأتون للنبي فيسألونه لغاية تعجيزه وكيده، فأجابهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالحجة والدليل القاطع، وأنزل الله -تعالى- عليه سورة الإخلاص.[١]
ونص الحديث الذي يُبين سبب نزول سورة الإخلاص هو: (أنَّ المشركينَ قالوا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: انسُبْ لَنَا ربَّكَ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ"، قال: ولمْ يكنْ لهُ شبيهٌ، ولاَ عِدْلٌ، وليسَ كمثلهِ شيءٌ).[٢]
التعريف بالسورة
تُعد سورة الإخلاص من قِصار السور والتي تُعرِّف بالله -عز وجل- تعريفاً مختصراً، ويغلب القول بأنَّها من السور المكية التي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، ويرجع السبب في ذلك إلى كون آياتها تتحدث عن توحيد الله وتفرده بصفات الكمال والألوهية، وهذا كان محور ومرتكز دعوته -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة.
ولسورة الإخلاص العديد من الفضائل منها ما يأتي:[٣]
- تعدل ثلث القرآن الكريم
- أشار إلى ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (احْشُدُوا؛ فإنِّي سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، فَحَشَدَ مَن حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقَرَأَ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، ثُمَّ دَخَلَ، فقالَ بَعْضُنا لِبَعْضٍ: إنِّي أُرَى هذا خَبَرٌ جاءَهُ مِنَ السَّماءِ، فَذاكَ الذي أدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي قُلتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، ألَا إنَّها تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).[٤]
- فضائل مشتركة مع سورة الناس والفلق
- منها ما رواه عقبة بن عامر -رضي الله عنه-: (لقِيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال لي: يا عُقْبةُ بنَ عامِرٍ، ألَا أُعَلِّمُك خَيرَ ثلاثِ سوَرٍ أُنزِلَتْ في التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ والفُرقانِ العظيمِ؟ قال: قلْتُ: بلى، جَعَلَني اللهُ فِداكَ).[٥]
- (قال: فأَقرأَني: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، و"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" و"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ثمَّ قال: يا عُقْبةُ، لا تَنْساهُنَّ، ولا تَبِتْ لَيلةً حتى تَقرأَهُنَّ. قال: فما نَسِيتُهُنَّ قَطُّ مُنذُ قال: لا تَنساهُنَّ، وما بِتُّ لَيلةً قَطُّ حتى أَقرأَهُنَّ).[٥]
تفسير سورة الإخلاص
تفسير سورة الإخلاص التي تجيب عن تساؤلات المشركين حول صفات الله -تعالى- ما يأتي:[٦]
- (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد)،[٧]أي قل قولاً جازماً أنّ الله واحد لا مثيل له.
- (اللَّـهُ الصَّمَدُ)،[٨]أي الذي نلجأ إليه في جميع حوائجنا.
- (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)،[٩]أي ليس لله -تعالى- ولد ولا والد ولا صاحبه وهذا من كماله.[١٠]
- (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد)،[١١]أي ليس له مثيل لا في أسمائه الحسنى، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.[١٠]
المراجع
- ↑ محمد بن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 611. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن خزيمة، في التوحيد، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:95، صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح.
- ↑ محمد نصيف، بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف، صفحة 379. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:812، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب رواه أحمد، في تخريح المسند، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:17334، خلاصة حكم المحدث حسن.
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، صفحة 937.
- ↑ سورة الإخلاص، آية:1
- ↑ سورة الإخلاص، آية:2
- ↑ سورة الإخلاص، آية:3
- ^ أ ب ناصر الدين البيضاوي، كتاب تفسير البيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل، صفحة 347. بتصرّف.
- ↑ سورة الإخلاص، آية:4