محتويات
تعريف السورة
سورة النصر سورة مدنية رقمها في المصحف الكريم مئة وعشرة، وعدد آياتها ثلاث آيات، وقيل أنها نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحجة التي حجها وسميت حجة الوداع،[١] كما ويطلق على سورة النصر سورة التوديع لأنها جاءت تشعر بقرب وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٢]
مقصد السورة
جاءت السورة تنعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتذكر كمال نعمة الله -سبحانه وتعالى- بالفوز والنصر للإسلام والمسلمين ومحبة الناس وتسابقهم للدخول في دين الإسلام.[١]
سبب نزول السورة
مما جاء في سبب نزول سورة النصر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها جاءت تخبر بقرب وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومما جاء أيضاً أنها آخر سورة نزلت من القرآن الكريم.[٣]
وجاء في الحديث الشريف: (لمَّا نزلتْ "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والْفَتْحُ" إلى آخرِ السورةِ قال نُعِيَتْ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- نفسُهُ حينَ أُنزِلَتْ؛ فأخذَ في أشَدِّ ما كان قطُّ اجتهادًا في أمرِ الآخرةِ، وقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بعدَ ذلكَ: جاءَ فتحُ اللهِ وجاءَ نصرُ اللهِ، وجاءَ أهلُ اليمنِ، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ وما أهلُ اليمنِ؟ قال قومٌ رقيقَةٌ قلوبُهم لَيِّنَةٌ، قلوبُهم الإيمانُ يمانٍ، والحكمةُ يمانيةٌ، والفقهُ يمانٍ).[٤]
التفسير
قال -تعالى-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)،[٥] هذه الآية الأولى تخاطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أي يا محمد إذا حصل لك الإعانة والنصرة من الله -سبحانه وتعالى- على الكافرين من قريش في فتح مكة المكرمة، نظرت للناس فوجدتهم يقبلون على الإسلام بأعداد كثيرة.[٦]
وفي الآية الأخيرة أمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يتوجه إلى الله -سبحانه وتعالى- بالذكر؛ حتى يكون آخر عبادة يقوم بها النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته، والله -سبحانه وتعالى- يغفر ويعفو من يقبل عليه ويرجع إليه.[٧]
معاني المفردات
سأذكر معاني مفردات الآية فيما يأتي:[٨]
- نصر الله: مساعدته.
- الفتح: فتح البلاد.
- أفواجاً: مجموعات.
- سبح: من التسبيح؛ بمعنى التنزيه.
- الحمد: شكر الله بما يستحق.
فوائد من سورة النصر
لسورة النصر دروس عظيمة وكثيرة نذكر منها ما يأتي:[٩]
- أكبر نصر للإنسان هو انتصاره على نفسه.
- النصر الحاصل من الله، كما ويكون نصره لعباده المخلصين على أعدائهم.
- قد يكون أفضل فتح يفتحه الله على من أراد به خيراً من عباده أن ييسر له التوبة.
- من المستحب أن يختم الإنسان ما يقوم به من عمل بالذكر والاستغفار.
- على الإنسان أن يحرص على أن يكون مقبلاً على الله بالذكر فلا يعلم متى يموت.
- هناك فرق بين من صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الفتح وبعده.
- لا ينبغي على المسلم أن يأخذه الغرور بعمله.
المراجع
- ^ أ ب مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 903. بتصرّف.
- ↑ علي الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 399. بتصرّف.
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ رواه النسائي، في السنن الكبرى، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:11712، إسناده حسن.
- ↑ سورة النصر، آية:1-3
- ↑ علي الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 399-400. بتصرّف.
- ↑ علي الواحدي، كتاب التفسير البسيط، صفحة 402-403. بتصرّف.
- ↑ محمد حجازي، التفسير الواضح، صفحة 914. بتصرّف.
- ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 16. بتصرّف.