شرح سورة النجم للأطفال

كتابة:
شرح سورة النجم للأطفال

القَسم على صدق الوحي

ابتَدأت السورة بالقسم بالنجم على صدق الوحي، وعصمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيما يلي بيان هذه الآيات:[١]

  • ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)[٢]

يقسم خالقنا -سبحانه- بما شاء من مخلوقاته؛ ليبين لنا بديع خلقِها وقدرة خالقها، والعباد لا يقسمون إلا بالله.

  • وقوله -تعالى-: (ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[٣]

جاء القسم في هذه السورة بالنجم المضيء لحظة هَويه على صحة الوحي الذي تزينت به الأرض، وعلى صِدقِ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- الذي شهد له بذلك أصحابُه وقومه قبل البعثة، حتى لُقِّب بالصادق الأمين، وهو المنزّه عن الغواية في دعوته، وعن الضلال في مقصدِه، والمُبلِِّغ للقرآن والسنة كما أوحاهما الله -عزوجل عليه.

معجزة المعراج

اشتملت معجزة المعراج على آيات جليلة تبينها الآيات التالية:[٤]

  • (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)[٥]

لقد وكَّل الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- بتبليغ وحي السماء، ونقْلِه إلى الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وهو القوي الأمين على هذه المهمة السماوية، فالملك جبريل ذو حصافة في عقله، وقوة في جسمه، أعطاه الله -تعالى- القدرة على الاستقرار مستوياً في أفق السماء باسطاً ستّمئة جناح، كل واحد منها يسد ما بين المشرق والمغرب، وهي هيئته الحقيقية التي رآها عليها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- مرة في الأرض، ومرة في السماء.

  • (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى*  فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)[٦]

ثم اقترب جبريلُ من محمد -صلى الله عليه وسلم- وزاد في القرب منه، حتى صار على قدْر قوسين.

  • (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)[٧]
قال ابن كثير: "فأوحى جبريل إلى عبد الله ورسوله محمد -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- ما أوحى إليه".[٨]
  • (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)[٩]

أي ما كذب قلب محمد -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- ما رآه ببصره من صورة جبريل الحقيقية.

  • (أَفَتُمَارُونَهُ على مَا يرى)[١٠]

أي: أفتجادلونه يا معشر المشركين على ما رأى ليلة الإِسراء والمعراج؟ وجمهور المفسرين على أن المرئي مرتين هو جبريل؛ لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أخرى)،[١١] فإنه يقتضي مرة متقدمة، أي: رأى الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- جبريلَ في صورته الملكية مرةً أُخرى.

  • (عِندَ سِدْرَةِ المنتهى)

أي عند سدرة المنتهى التي هي في السماء السابعة قرب العرش، قال المفسرون: والسدرة شجرة النَّبق، تنبع من أصلها الأنهار، وسميت سدرة المنتهى؛ لأنه ينتهي إليها علم الخلائق، ولا يعلم أحدٌ ما وراءها إلا الله -جل وعلا-، وفي الحديث: (..ثم رفعت إلي سدرة المنتهى، ‌فإذا ‌نبقها مثلُ قِلال هَجَر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى..)[١٢]

  • (عِندَهَا جَنَّةُ المأوى)[١٣]

أي عند سدرة المنتهى الجنة التي تأوي إليها الملائكة وأرواحُ الشهداء والمتقين.

  • (إِذْ يغشى السدرة مَا يغشى)[١٤]

قال المفسرون: رأى -صلى الله عليه وسلم- شجرة سدرة المنتهى وقد غشيتها سُبحات أنوار الله -عَزَّ وَجَلَّ- حتى ما يستطيع أحد أن ينظر إليها، وغشيتها الملائكة أمثال الطيور يعبدون الله عندها، ويجتمعون حولها مسبِّحين وزائرين كما يزور الناس الكعبة.

  • (مَا زَاغَ البصروَمَا طغى)

أي ما جاوز -صلى الله عليه وسلم- الحدَّ الذي رأى، فلم يمدَّ بصره إلى غير ما رأى من الآيات، وهذا وصف أدب النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك المقام إذ لم يلتفت يميناً ولا شمالاً.

  • (لَقَدْ رأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكبرى)[١٥]

أي: والله لقد رأى محمد -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج عجائب ملكوت الله، فرأى سدرة المنتهى، والبيتَ المعمور، والجنة والنار، ورأى جبريلَ في صورته التي يكون عليها في السماوات له ستمئة جناحٍ، ورأى رفرفاً أخضرَ من الجنة قد سدَّ الأفق، وغير ذلك من الآيات العظام التي رآها ليلة المعراج.[١٦]

بطلان عقيدة المشركين

ينكر الخالق -سبحانه- على عبدة الأصنام سفاهة عقولهم، وخيبة ظنونهم، مخاطباً لهم في هذه الآيات التي نبيّن تفسيرها فيما يأتي:[١٧]

  • (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى)[١٨]

أي أرأيتم هذه الأوثان وحقارتها، وعجزَها عن النفع والضر؟ أنظرتم إلى اللات؟ صنم ثقيف في الطائف، والعزى: وهي شجرة بين مكة والطائف تعظّمها قريش، ومناة: صخرة هذيل وخزاعة، وغيرها من الأصنام، إنها حجارة صماء، أو أشجار مستنبتة، فكيف تشركونها بالله، وهي مخلوقة مسخرة لكم؟

  • (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى* تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)[١٩]

كيف تجعلون لله الولد، وتقولون إن الملائكة بنات الله، وتختارون الذكور لأنفسكم؟ إن هذه قِسمة جائرة بعيدة عن الحق.

  • (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى)[٢٠]

إنَّ هذه الأصنام مجرد أسماء سمّيتموها آلهة من تلقاء أنفسكم، واتّخذتموها آلهة أنتم وآباؤكم، ليس لكم عليها برهان من الله تعتمدون به على أنها آلهة، إنما تتّبعون ظنونكم وأهواءكم وميولكم المنحرفة، من غير نظر إلى الحق الواجب اتباعه، ولقد جاءكم قرآن من ربكم فيه هدايتكم وصلاح دينكم ودنياكم.

  • (أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى* فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى)[٢١]

إن أمر العبادة واتخاذ الآلهة لا يمكن أن يتبع أهواء البشر، ولكنه عائد لله -عزوجل خالق الدنيا والآخرة، ومختص به وحده لا ينبغي أن يكون لغيره.

  • (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى)[٢٢]

حتى إن الملائكة الكرام في السماء مع كثرة عبادتها وكرامتها على الله لا تشفع لأحد إلا لمن أذن ورضي الله أن تشفع له، فكيف بهذه الجمادات؟

  • (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى* وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)[٢٣]

إن المنكرين لوجود الآخرة والحساب والعقاب لا يتورّعون عن وصف الملائكة بأنهم إناث، وأنهم بنات الله، وليس لهؤلاء المنكرين دليل يشهد لهم على دعواهم، ولا علم ولا معرفة، فهم لم يعرفوا الملائكة ولا شاهدوهم، إنما يتبعون الوهم والظن الكاذب الذي لا يجدي شيئا، ولا يقوم مقام الحق أبداً.

  • (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى

أي فلا تسأل -أيها الرسول المبلِّغ- عمّن أنكر نبوّتَك وأعرض عن تذكير الله وهدايته، ولم يكن همّه إلا الدنيا، ولا تهتم بشأنهم فقد بلّغت ما أُمرت به؛ لأن غاية مطلب هؤلاء القوم ومنتهى أملهم أن يكونوا على هذه الحال من طلب الدنيا ومفاتنها.[٢٤]

ولا يلتفتون إلى ما سواها من أمر الدين، ومعرفة الخالق المستحق للعبادة، فالله -سبحانه- هو المطلع على من ترك سبيل الحق والهدى، وهو العالم أيضاً بمن اهتدى إلى الدين الصحيح؛ لأنه الخالق الخبير ومَردُّ جميع الخلق إليه، وسيجازي كل فريق منهم على عمله.[٢٤]

جزاء كل نفس بما كسبت

إن الجزاء يكون من جنس العمل، وإلى الله مصير الخلق أجمعين وحسابهم، وتتبين هذه المعاني في قوله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى* الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).[٢٥]

وفيما يأتي بيان معنى الآية:[٢٦]

  • إن الله -عزوجل المالك للدنيا والآخرة، هو مالك أمر السماوات والأرض ومن فيهما، يَقْدِر على مُجازاة الفريقين محسنهم ومسيئهم، وقال المفسرون: (أساؤوا) بمعنى أشركوا، و(أحسنوا) بمعنى وحَّدوا، و"الحُسنى": الجنَّة، و(كبائر الإثم): كُلُّ ذَنْب توعد الله فاعله بالنّار، و(الفواحش): كُلُّ ذَنْب فيه الحدّ، و(اللَّمم): صِغار الذُّنوب.
  • (إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ)؛ قال ابن عباس، أي: "لِمَن فعل ذلك ثم تاب".
  • (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ) يعني: قبْل خَلْقكم.
  • (إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)؛ أي: خلَق آدم -عليه السلام- من طينة الأرض.
  • (وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ) جمع: جَنِين، والمعنى: أنه عَلِم ما تفعلون وإلى ماذا تصيرون.
  • (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) أي: لا تَشهدوا لها أنَّها زكيَّة بريئة من المعاصي، وقيل: لا تمدحوها بحُسن أعمالها.
  • (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) أي: اتّقى الشّرك فأخلص العمل لله، وتجنب معصيته وما يغضبه.

ذم المشركين

تنبه الآيات التالية المشركين كي يتعظوا، ويعلموا أن عاقبتهم خاسرة، ولا أحد سيتحمل عنهم جزاءهم على أعمالهم، ونبين فيما يأتي ما يقوله -تعالى-:[٢٧]

  • (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى)[٢٨]

أي: أفرأيت الذي أدبر عن الحق والإسلام، وهو الوليد بن المغيرة، كان قد آمن، ثم عيَّره بعض المشركين بترك دينه، فقال: إني خشيت عذاب الله، فقال أحدهم: أنا أتحمل عنك العذاب، إن أعطيتني من مالك كذا وكذا، فرجع إلى الشرك، وأعطى الذي عيره بعض ذلك المال دون أن يوفي بكامل ما وعد، وذلك معنى قوله -تعالى-: (وَأَعْطَى قَلِيلا ‌وَأَكْدَى).[٢٩]

  • (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ)[٣٠]

ما غاب عنه من أمر العذاب، (فَهُوَ يَرَى) أي: يعلم أن صاحبه يتحمل عنه عذابه.

  • (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى*  وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)[٣١]

ألم يُخبر، ويُحدَّث بما في أسفار التوراة، وفي صحف إبراهيم، الذي تمم تبليغ قومه، وأكمل ما أمره به ربه.

  • (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[٣٢]

ثم بين -عز وجل- ما في هذه الصحف أنه: لا تؤاخذ نفسٌ بإثم غيرها، وفي هذا إبطال لقول مَن ضَمِنَ للوليد أن يحمل عنه الإثم.

  • (وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى)[٣٣]

وهذا أيضًا مما في صحف إبراهيم وموسى، ومعناه: ليس له جزاء إلا جزاء سعيه، إن عمل خيرًا جُزي خيرًا، وإن عمل شرًا جزي شرًا.

بيان آثار قدرة الله

جميع ما في هذا الكون من مخلوقات الله في حركاتهم وسكناتهم، لا يخرج شيء منها عن أمره وقدرته فهي نافذة فيهم جميعاً، وهذا ما نقرؤه فيما سنبينه في قوله -تعالى-:[٣٤]

  • (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى)[٣٥]

أي معاد الخلق يوم القيامة.

  • (وَأَنَّهُ هُوَ ‌أَضْحَكَ وَأَبْكى)[٣٦]

قال ابن كثير: أي: "خلَق في عباده الضحكَ والبكاء، وسببيهما، وهما مختلفان".

  • وقوله -تعالى-: (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا)[٣٧]

أي الذي يميت ويحيي.

  • (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى* مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى)[٣٨]

أي إذا اتجهت إلى مستقرها في الرحم.

  • (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى)[٣٩]

أي كما خلقَنا أول مرة، فهو قادر على إعادتنا للحياة في النشأة الآخرة.

  • (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى)[٤٠]

أي وأعطى القُنية، وهي المال الذي حصَّلتَه وعزمتَ على ألا تخرجه من يدك.

  • (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى)[٤١]

وهو نجم يقال له: مرزم الجوزاء، كانت طائفة من العرب يعبدونه، فأخبرهم -تعالى- أنه رب ذلك النجم وخالقه.

  • (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى)[٤٢]

وهم قوم هود، وعاد الأخرى هم إرم.

  • (وَثَمُودَ فَما أَبْقى)[٤٣]

أي وأهلك ثمود فلم يبق منهم أحدا.

  • (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى)[٤٤]

أي إن قوم نوح كانوا أشد تمردا من الذين من بعدهم من هؤلاء الأقوام المذكورين في السورة.

  • (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى)[٤٥]

أي والقرى التي ائتفكت بأهلها، وهي حدائق لوط رفعها إلى السماء، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها.

  • (فَغَشَّاها ما غَشَّى)[٤٦]

تهويل وتعظيم لما صُبَّ عليها من العذاب، وأُمطِر عليها من الصخر المنضود.

  • (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى)[٤٧]

الآلاء: النعم، والامتراء والتماري: الشك، أي: بعد كل هذا البيان، كيف تتشكك بنعم خالقك أيها الإنسان؟

التذكير بما حل بالأمم السابقة

ينبغي على البشر أن يتعظوا بمن سبقهم من الأمم المعاندة، فالسعيد من اتعظ بغيره، يقول -تعالى- محذرا مشركي قريش فيما سنبينه فيما يأتي:[٤٨]

  • (هَـذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى)[٤٩]

هو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله نذيراً كما أرسل الرّسل الآخرين على غيركم من الأقوام.

  • (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ* لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ كَاشِفَةٌ)[٥٠]

أي قربت القيامة والساعة، وقرب عقاب الظالمين وحسابهم، ولا يستطيع ردها أو كشفها وتبيين وقت وقوعها أحد إلا الله.

  • (أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ* وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ)[٥١]

المعنى: أفمن هذا القرآن تتعجبون شاكّين، وتضحكون مستهزئين؟

  • (وَأَنتُمْ سَامِدُونَ)[٥٢]

أي لاهون، غافلون، لاعبون.

  • (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا)[٥٣]

فاسجدوا لله، ولا تعبدوا سواه.

الدروس المستفادة من سورة النجم للأطفال

يُستفاد من السورة الكريمة العديد من الفوائد والعبر، أهمّها:

  • على الناس أن يتفكروا في عظمة هذا الكون، ويعلموا أن هذه السماوات والأرض لم تكن لتخلق من غير خالق عظيم مستحق للعبادة والتوحيد.
  • إن نبينا محمد هو الصادق الأمين الذي هدانا الله به إلى الإيمان، واحتمل أذى المشركين والمكذبين حتى يبلغنا ما أمره به ربه -عزوجل من الكتاب والسنة التي أوحى الله بهما إليه.
  • إن حادثة الإسراء والمعراج هي إكرام من الله -سبحانه- لنبيه الكريم، أطلعه فيها على ما لم يطلع عليه غيره من النبيّين -عليهم الصلاة والسلام-.
  • لقد خلق الله -تعالى- السماوات والأرض، وبث فيهما ما يشاء من أصناف خلقه، وهو القادر على إماتتهم، وبعثهم مرة أخرى ليجزي المحسنين والمسيئين من جنس عملهم.
  • قص علينا خالقنا قصص الأقوام السابقة التي تحدَّت خالقها فأصابها من العذاب ما كان به هلاكها، حتى نتعظ بها وتكون لنا العبرة من أن نقع فيما وقعوا به من العناد والجحود.

المراجع

  1. عبد الرحمن السعدي (1420)، تفسير السعدي (الطبعة 1)، صفحة 818. بتصرّف.
  2. سورة النجم، آية:1
  3. سورة النجم، آية:1- 3
  4. الصابوني (1417)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:الصابوني، صفحة 255، جزء 3. بتصرّف.
  5. سورة النجم، آية:5- 6
  6. سورة النجم، آية:8- 9
  7. سورة النجم، آية:10
  8. ابن كثير (1402)، مختصر تفسير ابن كثير (الطبعة 7)، لبنان بيروت:القران الكريم، صفحة 398، جزء 2.
  9. سورة النجم، آية:11
  10. سورة النجم، آية:12
  11. سورة النجم، آية:13
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة، الصفحة أو الرقم:3887.
  13. سورة النجم، آية:15
  14. سورة النجم، آية:16
  15. سورة النجم، آية:18
  16. علي الصابوني (1417)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:الصابوني، صفحة 256، جزء 3. بتصرّف.
  17. وهبة الزحيلي (1422)، تفسير الوسيط، دمشق:الفكر، صفحة 528، جزء 3. بتصرّف.
  18. سورة النجم، آية:19- 20
  19. سورة النجم، آية:21 -22
  20. سورة النجم، آية:23
  21. سورة النجم، آية:24- 25
  22. سورة النجم، آية:26
  23. سورة النجم، آية:27- 28
  24. ^ أ ب وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:الفكر، صفحة 529، جزء 3. بتصرّف.
  25. سورة النجم، آية:31 -32
  26. ابن الجوزي (1422)، زاد المسير (الطبعة 1)، بيروت:الكتاب العربي، صفحة 189، جزء 4. بتصرّف.
  27. الواحدي (1415)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، بيروت:الكتب العلمية، صفحة 203، جزء 4. بتصرّف.
  28. سورة النجم، آية:33
  29. سورة النجم، آية:34
  30. سورة النجم، آية:35
  31. سورة النجم، آية:36- 37
  32. سورة النجم، آية:38
  33. سورة النجم، آية:39
  34. سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:السلام، صفحة 5580، جزء 10. بتصرّف.
  35. سورة النجم، آية:42
  36. سورة النجم، آية:43
  37. سورة النجم، آية:44
  38. سورة النجم، آية:45- 46
  39. سورة النجم، آية:47
  40. سورة النجم، آية:48
  41. سورة النجم، آية:49
  42. سورة النجم، آية:50
  43. سورة النجم، آية:51
  44. سورة النجم، آية:52
  45. سورة النجم، آية:53
  46. سورة النجم، آية:54
  47. سورة النجم، آية:55
  48. جار الله الزمخشري (1407)، الكشاف (الطبعة 3)، بيروت:الكتاب العربي، صفحة 429، جزء 4. بتصرّف.
  49. سورة النجم، آية:56
  50. سورة النجم، آية:57- 58
  51. سورة النجم، آية:59- 60
  52. سورة النجم، آية:61
  53. سورة النجم، آية:62
7647 مشاهدة
للأعلى للسفل
×