شرح عن أنْ المُضمرة
أنْ المضمرة هي حرف من حروف النصب التي تنصب الفعل المضارع وهي عاملة؛ بمعنى تغيّر الحكم الإعرابي عندما تدخل على الفعل المضارع من الرفع إلى النصب.[١]
حكم عمل أنْ المضمرة
تعمل أنْ المضمرة جوازًا ووجوبا، وفيما يأتي توضيح ذلك مع ذكر الأمثلة:[١]
عملها جوازًا
وفيما يأتي حالات عمل (أنْ) مضمرة جوازًا مع ذكر الأمثلة:
- بعد لام التعليل نحو قوله تعالى:
- {وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ}.[٢]فالفعل (تُبيّن): فعل مضارع منصوب بأن المُضمرة جوازًا فالتقدير: لأن تُبيّن.
- بعد حروف العطف (أو) و (الواو) و (ثم) إذا سُبِقوا باسم صريح، نحو قوله تعالى:
- { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }.[٣]فالفعل (يُرسلَ): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازًا بعد (أو) الأولى، وقبلها (وحيًا) وهو اسم صريح.
- وقوله الشاعر مصطفى وهبي التل[٤]:
ولُبسُ عباءة وتقرّ عيني ::: لعمر أبيك خير من مدير فالفعل (تقرّ): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازًا بعد (و) وقبلها (لُبسُ) وهو اسم صريح.
- وقول الشاعر[٥]:
إني وقتلي سليكا ثم أعقله
- كالثور يضرب لما عافت البقر
فالفعل (أعقل): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازًا بعد (و) وقبلها (قتلي) وهو اسم صريح.
عملها وجوبًا
وفيما يأتي حالات عمل (أنْ) مضمرة وجوبًا مع ذكر الأمثلة:
- بعد لام الجحود المسبوقة بنفي.
- نحو قوله تعالى: { وَما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ }[٦]؛فالفعل ( يعذّب ) : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد لام الجحود.
- بعد حتى (وتأتي بمعنى: إلى أن).
- نحو قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ }[٧]؛ فالفعل (يقولَ): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد حتى.
- بعد (أو) حين تأتي بمعنى (حتى) وقبلها فعل يدل على انقضاء الحدث شيئًا فشيئًا.
- نحو قول الشاعر: [٨]
لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى
- فما انقادت الآمال إلا لصابر
- بعد واو المعية والفعل بعدها مضارع في الغالب.
- نحو قول الشاعر[٩]:
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ :::عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ فالفعل (تأتي): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد واو المعية.
- بعد فاء السببية، وتأتي بعد النهي أو النفي أو الاستفهام أو الترجي أو الدعاء وغيرها.
- نحو قوله تعالى: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ }[١٠]فالفعل (يموتوا): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا فاء السببية وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وما قبل الفاء نفي.
- وقوله تعالى: { فَهَل لَنا مِن شُفَعاءَ فَيَشفَعوا لَنا أَو نُرَدُّ فَنَعمَلَ غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ }[١١]فالفعل (يشفعوا): فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وما قبل الفاء استفهام.
المراجع
- ^ أ ب محمود حسني مغالسه، النحو الشافي، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:44
- ↑ سورة الشورى، آية:51
- ↑ "ولبس عباءة وتقر عيني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022.
- ↑ محمد حسن شُرَّاب، شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية، صفحة 420.
- ↑ سورة الأنفال، آية:33
- ↑ سورة البقرة، آية:214
- ↑ بدر الدين العيني، المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، صفحة 1865.
- ↑ "حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022.
- ↑ سورة فاطر، آية:36
- ↑ سورة الأعراف، آية:53