أصل الحرف لولا
لولا هو أحد حروف الشّرط غير الجازمة التي تدخل على الجملة الاسميّة، ويُفيد هذا الحرف امتناع شيء لوجود آخر، مثل: لولا العقاب لسادتِ الجريمة.[١] ويرى أهل الّلغة أنّ (لولا) هي أداة مُركّبة من أداة الشّرط غير الجازمة (لو) مع (لا) النّافية، وفي هذا التّركيب تتغيّر دلالة (لو) إلى دلالة أخرى، وذلك رأي سيبويه، بينما يرى الزّركشيّ أنّ (لولا) هي أداة بسيطة بنفسها غير مركبة.[٢]
شرح قاعدة لولا
إنّ لدخول لولا على الجملة أثر في التّركيب الّلغويّ الواقعة فيه، وفيما يلي بيان هذا الأثر:[٢]
- حذف الخبر: إذا دخلت لولا على الجملة الاسميّة فإنّ خبر هذه الجملة يُحذف على وجه الوُجوب، وهذا رأي كثير من أهل النّحو، ومِثال ذلك قول: (لولا أنتم لكنّا خسرنا)، وفي هذه الجملة الخبر محذوف وُجوبًا، وتقدير الجملة هُنا (لولا أنتم موجودون لكنّا خسرنا)، بينما يرى آخرون من علماء النّحو أنّ الخبر لا يُحذف إلّا إذا أمكن الاستغناء عنه؛ وهذا ما يجعل قاعدة "وجوب حذف الخبر عند دخول لولا على الجملة الاسميّة" قاعدة غير عامّة، وأنّ تركيب الجملة في السّياق هي معيار الحُكم على الحذف هُنا.
- دلالة التّحضيض (الطّلب بشدّة): تُسمّى لولا بِـ "لولا التّحضيضيّة"؛ لأنّ الكلام بعدها يدلّ على الطّلب الشّديد، ويأتي هذا واضحًا عند دخولها على الجملة الفعليّة، فيأتي الفعل المُضارع بعدها بدلالة الطّلب، مِثل قوله تعالى: (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).[٣]
- الدّلالة العرضيّة: تُسمّى لولا بـ"لولا العرضيّة"؛ لأنّ الفعل الذي يأتي بعدها يكون فعلًا كلاميًّا ليّنًا، ويكون هذا الفِعل فعلًا ماضيًا يحمل معنى المستقبل، نحو قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ).[٤]
- دلالة التّنديم والتّوبيخ: يأتي بعد لولا الدّالة على التّوبيخ والتّنديم فعل ماضٍ يدلّ على المُستقبل، نحو قوله تعالى: (لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ).[٥]
أحكام الحرف لولا
هناك بعض الأحكام المُتعلّقة بـ "لولا" تعتمد على الفعل الذي يكون جواب الشّرط لها، وهي كالتّالي:[٦]
الحالة | الحُكم | المِثال |
يقترن الفعل بلام على الأغلب. | لولا مساعدة صديقي لهلكت. | |
إذا كان فعل الشّرط ماضيًا منفيًّا | يتجرّد الفعل من الّلام على الأغلب. | لولا حبّ العِلم ما هاجرت. |
إذا كان فعل الشّرط مُضارعًا منفيًّا بحرف الجزم (لم) | يتجرّد الفعل من الّلام. | لولا الحاسوب لم يكن عملي سريعًا. |
إعراب لولا
تُعرب لولا حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع للوجود مبنيّ على السّكون لا محلّ له من الإعراب، وما بعدها يكون مُبتدأ، والخبر يغلب عليه أن يكون محذوفًا وإلّا تمّ إعرابه، وتكون الجملة الاسميّة هي فعل الشّرط، أمّا جوابه فيكون فعلًا، وفيما يلي نموذج إعرابيّ:[٦]
الجملة | الإعراب |
لولا الله ما اهتدينا. | لولا: حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع للوجود مبنيّ على السّكون لا محلّ له من الإعراب. اللهُ: لفظ الجلالة، مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره. والخبر محذوف وُجوبًا تقديره "موجودٌ". والجملة الاسميّة في محل فعل الشّرط. ما: ما النّافية مبنيّة على السّكون لا محلّ لها من الإعراب. اهتدينا: فعل ماضٍ مبنيّ على السّكون؛ لاتّصاله بـ"نا"، ونا: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة في محل جواب الشّرط. |
المراجع
- ↑ عزيزة فوال بابت، المعجم المفصل في النحو العربي، صفحة 70. بتصرّف.
- ^ أ ب الحبيب دحماني، التعدد الوظيفي لاداوات النحوية وتطبيقات من القرآن الكريم، صفحة 149-150. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية:46
- ↑ سورة العنكبوت، آية:50
- ↑ سورة المنافقون، آية:10
- ^ أ ب محمد محمود عوض الله، اللمع البهية في قواعد اللغة العربية، صفحة 282-283. بتصرّف.
