شرح قصيدة أبو تمام السيف أَصدَقُ إنبـاءً مِـنَ الكتب

كتابة:
شرح قصيدة أبو تمام السيف أَصدَقُ إنبـاءً مِـنَ الكتب


شرح قصيدة أبي تمام السيف أصدق أنباءً من الكتب

فيما يأتي شرح قصيدة الشاعر أبي تمام السيف أصدق أنباءً من الكتب:


شرح مقدمة القصيدة

السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ

:::في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ

بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في

:::مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ

وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً

:::بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ

أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما

:::صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ

تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً

:::لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ

عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً

:::عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ

وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ

:::إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ

وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً

:::ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ

يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ

:::ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ

لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ

:::لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ[١]


يفتتح الشاعر قصيدته ببيت حماسي، ويتغنى بالسيف لكونه أداة النصر وآلة الحرب، فقد كان وسيلتهم لهزيمة الأعداء ودحرهم، فليس السيف كالكتاب، بل هو أصدق منه فمن خلاله قُطع الشك باليقين، وتمّ للمسلمين النصر على الروم، مما جعل صحائف أعمال الخليفة وقادته بيضاء ناصعة لفضلهم في الجهاد، وفتحهم لبلاد الروم.[٢]


نجد الشاعر يسخر من المنجمين وقرّاء الطالع، الذين يدّعون معرفتهم بالغيب والذين أخبروا الخليفة أنّ النصر ليكون حليف المسلمين في المعركة، فنرى الشاعر يناديهم بسخرية، ويستهزئ بعلم وكلامهم ويصفه بأنه كلام عجيب، حتى أن النجوم في تقلبها وتغير مواقع بريئةٌ من كلامهم فهي لم توحي لهم بشيء، وإنما هم تكهنوا وظنوا أنها تزودهم بمعلومات غيبية، ولو كانوا صادقين لأخبروا الخليفة عن حتمية نصره لا العكس.[٢]


شرح لوحة الفتح

فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ

:::نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ

فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ

:::وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ

يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت

:::مِنكَ المُنى حُفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ

أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ

:::وَالمُشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ

أُمٌّ لَهُم لَو رَجَوا أَن تُفتَدى جَعَلوا

:::فِداءَها كُلَّ أُمٍّ مِنهُمُ وَأَبِ

وَبَرزَةِ الوَجهِ قَد أَعيَت رِياضَتُها

:::كِسرى وَصَدَّت صُدوداً عَن أَبي كَرِبِ

بِكرٌ فَما اِفتَرَعتَها كَفُّ حادِثَةٍ

:::وَلا تَرَقَّت إِلَيها هِمَّةُ النُوَبِ

مِن عَهدِ إِسكَندَرٍ أَو قَبلَ ذَلِكَ قَد

:::شابَت نَواصي اللَيالي وَهيَ لَم تَشِبِ

حَتّى إِذا مَخَّضَ اللَهُ السِنينَ لَها

:::مَخضَ البَخيلَةِ كانَت زُبدَةَ الحِقَبِ

أَتَتهُمُ الكُربَةُ السَوداءُ سادِرَةً

:::مِنها وَكانَ اِسمُها فَرّاجَةَ الكُرَبِ

جَرى لَها الفَألُ بَرحاً يَومَ أَنقَرَةٍ

:::إِذ غودِرَت وَحشَةَ الساحاتِ وَالرُحَبِ

لَمّا رَأَت أُختَها بِالأَمسِ قَد خَرِبَت

:::كانَ الخَرابُ لَها أَعدى مِنَ الجَرَبِ

كَم بَينَ حيطانِها مِن فارِسٍ بَطَلٍ

:::قاني الذَوائِبِ مِن آني دَمٍ سَرَبِ

بِسُنَّةِ السَيفِ وَالخَطِيِّ مِن دَمِهِ

:::لا سُنَّةِ الدينِ وَالإِسلامِ مُختَضِبِ[١]


في هذه اللوحة نجد أنّ الشاعر يتحدث عن فتح عمورية وغزو أنقرة من قبل جيش المسلمين، فيصف ذلك الفتح بأنه فتح عظيم، كيف لا وعمورية وأنقرة من كبرى مدائن الروم وأعظمها، ولا يفوقها قوة وتحصينًا إلا مدينة القسطنطينية، فهذا الفتح سيجعل الشعراء زمنًا يضمون قصائد تتغنى به، وسيجعل أبواب السماء تتفتح لعظمته.[٣]


نرى الشاعر يقارن بين حال المسلمين وحال الروم، فقد ارتقى الإسلام مكانة عالية بعد هذا الفتح، وأصبح الروم في ذُلٍّ ومهانة بعد أن هُزموا في وقعة عمورية، وخسروا هذه المدينة، وتم تدميرها وحرقها، فالشاعر يصف حال المدينة، وقد خلت ساحاتها من البشر والأحياء بعد أن كانت عامرةً بالناس، لكنها الآن لا تحتوي إلا جثث أبطال الروم وهم مضمخون بدمهم قتلى وصرعى بسيوف المسلمين.[٣]


شرح لوحة الخراب

لَقَد تَرَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ بِها

:::لِلنارِ يَوماً ذَليلَ الصَخرِ وَالخَشَبِ

غادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضُحىً

:::يَشُلُّهُ وَسطَها صُبحٌ مِنَ اللَهَبِ

حَتّى كَأَنَّ جَلابيبَ الدُجى رَغِبَت

:::عَن لَونِها وَكَأَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ

ضَوءٌ مِنَ النارِ وَالظَلماءِ عاكِفَةٌ

:::وَظُلمَةٌ مِن دُخانٍ في ضُحىً شَحِبِ

فَالشَمسُ طالِعَةٌ مِن ذا وَقَد أَفَلَت

:::وَالشَمسُ واجِبَةٌ مِن ذا وَلَم تَجِبِ

تَصَرَّحَ الدَهرُ تَصريحَ الغَمامِ لَها

:::عَن يَومِ هَيجاءَ مِنها طاهِرٍ جُنُبِ

لَم تَطلُعِ الشَمسُ فيهِ يَومَ ذاكَ عَلى

:::بانٍ بِأَهلٍ وَلَم تَغرُب عَلى عَزَبِ

ما رَبعُ مَيَّةَ مَعموراً يُطيفُ بِهِ

:::غَيلانُ أَبهى رُبىً مِن رَبعِها الخَرِبِ

وَلا الخُدودُ وَقَد أُدمينَ مِن خَجَلٍ

:::أَشهى إِلى ناظِري مِن خَدِّها التَرِبِ

سَماجَةً غَنِيَت مِنّا العُيونُ بِها

:::عَن كُلِّ حُسنٍ بَدا أَو مَنظَرٍ عَجَبِ

وَحُسنُ مُنقَلَبٍ تَبقى عَواقِبُهُ

:::جاءَت بَشاشَتُهُ مِن سوءِ مُنقَلَبِ

لَو يَعلَمُ الكُفرُ كَم مِن أَعصُرٍ كَمَنَت

:::لَهُ العَواقِبُ بَينَ السُمرِ وَالقُضُبِ[١]


في هذه اللوحة نجد الشاعر يصف الخراب الذي حلّ على عمورية، وما آل حالها بعد أن كانت عامرةً بالعمران والسكان، لكنها بعد غزو المسلمين لها، وتعرضها لغضب المعتصم تدمرت بالكامل، وأحرقت ولم تعد صالحةً للعيش فيها، فالنار كانت مستعرة لدرجة أنّ الصخر لم يسلم منها، فكانت شدتها أن فتته وخربته.[٢]


يصف الشاعر هذه المدينة وقد اكتست بالسواد الناتج عن الحرق، فيقول كأنها حلّ عليها ليل مظلم أسود قاتم، مع أنها في وضح النهر، لكن النار حولتها لركام أسود، وجعلت الدخان القاتم يتصاعد ليظللها من فوق، ويصف لنا الشاعر حال اللهب وهو يستعر فيها، فقد استمر زمنًا طويلا جعل الليل مضيئًا لشدته.[٢]


لكن الشاعر معجب بمنظر المدينة الخرب، فمنظرها وهي محترقة مدمرة أجمل عنده من الروابي والبساتين، لأنها كانت معقل الروم الذين تحدوا المسلمين، وأهانوا أعراضهم، فجاء غضب الخليفة وجيشه فدكّ هذه المدينة، وكسر هيبة الروم وشتت شملهم.[٢]


شرح لوحة المديح

تَدبيرُ مُعتَصِمٍ بِاللَهِ مُنتَقِمٍ

:::لِلَّهِ مُرتَقِبٍ في اللَهِ مُرتَغِبِ

وَمُطعَمِ النَصرِ لَم تَكهَم أَسِنَّتُهُ

:::يَوماً وَلا حُجِبَت عَن رَوحِ مُحتَجِبِ

لَم يَغزُ قَوماً وَلَم يَنهَض إِلى بَلَدٍ

:::إِلّا تَقَدَّمَهُ جَيشٌ مِنَ الرَعَبِ

لَو لَم يَقُد جَحفَلاً يَومَ الوَغى لَغَدا

:::مِن نَفسِهِ وَحدَها في جَحفَلٍ لَجِبِ

رَمى بِكَ اللَهُ بُرجَيها فَهَدَّمَها

:::وَلَو رَمى بِكَ غَيرُ اللَهِ لَم يُصِبِ

مِن بَعدِ ما أَشَّبوها واثِقينَ بِها

:::وَاللَهُ مِفتاحُ بابِ المَعقِلِ الأَشِبِ

وَقالَ ذو أَمرِهِم لا مَرتَعٌ صَدَدٌ

:::لِلسارِحينَ وَلَيسَ الوِردُ مِن كَثَبِ

أَمانِياً سَلَبَتهُم نُجحَ هاجِسِها

:::ظُبى السُيوفِ وَأَطرافُ القَنا السُلُبِ

إِنَّ الحِمامَينِ مِن بيضٍ وَمِن سُمُرٍ

:::دَلوا الحَياتَينِ مِن ماءٍ وَمِن عُشُبِ

لَبَّيتَ صَوتاً زِبَطرِيّاً هَرَقتَ لَهُ

:::كَأسَ الكَرى وَرُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

عَداكَ حَرُّ الثُغورِ المُستَضامَةِ عَن

:::بَردِ الثُغورِ وَعَن سَلسالِها الحَصِبِ

أَجَبتَهُ مُعلِناً بِالسَيفِ مُنصَلِتاً

:::وَلَو أَجَبتَ بِغَيرِ السَيفِ لَم تُجِبِ

حَتّى تَرَكتَ عَمودَ الشِركِ مُنعَفِراً

:::وَلَم تُعَرِّج عَلى الأَوتادِ وَالطُنُبِ[١]


في هذه اللوحة نجد أنّ الشاعر يحكي لنا عن مآثر الخليفة المعتصم في هذا الفتح العظيم، فالمعتصم كان قائدًا ذكيًا محنكًا، كان تخطيطه وتجهيزه للمعركة سبب للنصر بعد إرادة الله ومشيئته، بالإضافة إلى أنه قائد عظيم قوي، له هيبته ومكانته، فإذا تقدم للحرب سار معه جيش مخيف وصفه الشاعر بأنه جيش الرعب، فقد فعل الفعائل بعمورية ودمرها كاملةً.[٣]


يتكئ الشاعر على الاستعارة، فيشبه سيف الدولة بمقذوف قذفه الله عز وجل على برجي المدينة العظيمين، فهدمها من قوة الرمية، وصلابة المقذوف، فالشاعر يريد أن يمتدح الممدوح بصفتين الأولى أنه مختار من الله، والثانية أنه صلب شديد.[٣]


كان نتيجة توجيه الله عز وجل للمعتصم بفتح المدينة بأن سلط السيف على الأعداء ومزقهم فيه، وجعلهم بين قتلى وجرحى وفارين في البلاد من شدة الخوف، فوصف الشرك بعمود البيت الذي احترق وتدمر، ولم يعد له قدرة على حمل شيء.[٣]


شرح لوحة وصف حال الروم

لَمّا رَأى الحَربَ رَأيَ العَينِ توفِلِسٌ

:::وَالحَربُ مُشتَقَّةُ المَعنى مِنَ الحَرَبِ

غَدا يُصَرِّفُ بِالأَموالِ جِريَتَها

:::فَعَزَّهُ البَحرُ ذو التَيّارِ وَالحَدَبِ

هَيهاتَ زُعزِعَتِ الأَرضُ الوَقورُ بِهِ

:::عَن غَزوِ مُحتَسِبٍ لا غَزوِ مُكتَسِبِ

لَم يُنفِقِ الذَهَبَ المُربي بِكَثرَتِهِ

:::عَلى الحَصى وَبِهِ فَقرٌ إِلى الذَهَبِ

إِنَّ الأُسودَ أُسودَ الغيلِ هِمَّتُها

:::يَومَ الكَريهَةِ في المَسلوبِ لا السَلَبِ

وَلّى وَقَد أَلجَمَ الخَطِّيُّ مَنطِقَهُ

:::بِسَكتَةٍ تَحتَها الأَحشاءُ في صَخَبِ

أَحذى قَرابينُهُ صَرفَ الرَدى وَمَضى

:::يَحتَثُّ أَنجى مَطاياهُ مِنَ الهَرَبِ

مُوَكِّلاً بِيَفاعِ الأَرضِ يُشرِفُهُ

:::مِن خِفَّةِ الخَوفِ لا مِن خِفَّةِ الطَرَبِ

إِن يَعدُ مِن حَرِّها عَدوَ الظَليمِ فَقَد

:::أَوسَعتَ جاحِمَها مِن كَثرَةِ الحَطَبِ[١]


في هذه اللوحة نجد أن الشاعر يسخر من الروم وحالتهم التي يرثى لها، فقد غُلبوا في المعركة، بعد أن كان قائدهم تهتز الأرض لهيبته وثرائه وقوته، لكن كل هذا لم يصمد أمام غضب المسلمين، فترك هذا القائد المعركة والمدينة، وهرب لا يلوي على شيء في الأرض إلا النجاة بحياته.[٣]


لوحة وصف جيش المسلمين وأفعالهم

تِسعونَ أَلفاً كَآسادِ الشَرى نَضِجَت

:::جُلودُهُم قَبلَ نُضجِ التينِ وَالعِنَبِ

يا رُبَّ حَوباءَ حينَ اِجتُثَّ دابِرُهُم

:::طابَت وَلَو ضُمِّخَت بِالمِسكِ لَم تَطِبِ

وَمُغضَبٍ رَجَعَت بيضُ السُيوفِ بِهِ

:::حَيَّ الرِضا مِن رَداهُم مَيِّتَ الغَضَبِ

وَالحَربُ قائِمَةٌ في مَأزِقٍ لَجِجٍ

:::تَجثو القِيامُ بِهِ صُغراً عَلى الرُكَبِ

كَم نيلَ تَحتَ سَناها مِن سَنا قَمَرٍ

:::وَتَحتَ عارِضِها مِن عارِضٍ شَنِبِ

كَم كانَ في قَطعِ أَسبابِ الرِقابِ بِها

:::إِلى المُخَدَّرَةِ العَذراءِ مِن سَبَبِ

كَم أَحرَزَت قُضُبُ الهِندِيِّ مُصلَتَةً

:::تَهتَزُّ مِن قُضُبٍ تَهتَزُّ في كُثُبِ

بيضٌ إِذا اِنتُضِيَت مِن حُجبِها رَجَعَت

:::أَحَقَّ بِالبيضِ أَتراباً مِنَ الحُجُبِ

خَليفَةَ اللَهِ جازى اللَهُ سَعيَكَ عَن

:::جُرثومَةِ الدِينِ وَالإِسلامِ وَالحَسَبِ

بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها

:::تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ

إِن كانَ بَينَ صُروفِ الدَهرِ مِن رَحِمٍ

:::مَوصولَةٍ أَو ذِمامٍ غَيرِ مُنقَضِبِ

فَبَينَ أَيّامِكَ اللاتي نُصِرتَ بِها

:::وَبَينَ أَيّامِ بَدرٍ أَقرَبُ النَسَبِ

أَبقَت بَني الأَصفَرِ المِمراضِ كَاِسمِهِمُ

:::صُفرَ الوُجوهِ وَجَلَّت أَوجُهَ العَرَبِ[١]


في هذه اللوحة يصف الشاعر جيش المسلمين وتعدادهم الذي بلغ تسعين ألف مقاتل، يقاتلون بعزيمة وقوة الأسود، فجيش المسلمين جيش قوي، لا يستطيع أحد الوقوف أمامه، لكن مسعاهم طيب كطيب العطور، فهم جاؤوا للجهاد في سبيل الله، ولرد اعتبار المسلمين.[٢]


من ثم نجد أنّ الشاعر يتحدث عن الحرب ومعاناتها وكيف خاضها جيش الخليفة، فهي حرب قاسية دامية، فكان تلاطم الجنود وتدافعهم كتلاطم أمواج البحر العاتية، وكانت كثرة السيوف المرفوعة تغطي السماء لكثرتها، لكنها أدميت وتضمخت بدم الروم.[٢]


نرى الشاعر يختتم قصيدته بالدعاء للخليفة على نصره للإسلام وحماية أهله، ونجدة المظلوم في أي مكان في الأرض، فكانت فعائله محطمة لآمال الروم الرامية لتحقيق مجد على حساب المسلمين لكنه هدم إرادتهم وحطم وعزيمتهم وجعلهم مدحورين مكسورين.[٢]


الأفكار الرئيسة في قصيدة السيف أصدق أنباءً من الكتب

الأفكار الرئيسة في قصيدة السيف أصدق أنباءً من الكتب فيما يأتي:[٤]

  • مدح الخليفة المعتصم وذكر صفاته.
  • وصف مدينة عمورية وما حل بها من دمار.
  • وصف حال الروم وما لحق بهم من هزيمة نكراء.
  • ذم المنجمين وتفنيد كلامهم ورؤاهم.


معاني المفردات في قصيدة السيف أصدق أنباءً من الكتب

معاني المفردات في قصيدة السيف أصدق أنباءً من الكتب فيما يأتي:
المفردة
المعنى
المتون
محتوى الكتب ومادتها.[٥]
المنى
جمع منية وهي الموت.[٦]
صبب
ما انحدر من الأرض والجمع أصباب.[٧]
النوب
السير لمدة يوم وليلة.[٨]
الذوائب
الجدائل.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "السيف أصدق أنباء من الكتب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د سماح حنقوف، بنية قصيدة المدح عند أبي تمام فتح عمورية أنموذجًا، صفحة 80. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح سعيد العنبكي، قصيدة فتح عمورية لأبي تمام قراءة أخرى في بنائها الفني، صفحة 153. بتصرّف.
  4. خالد عبد الرؤوف الجبر، بلاغة بنية قصيدة أبي تمام في فتح عمورية، صفحة 1. بتصرّف.
  5. "تعريف و معنى المتن في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  6. "تعريف و معنى المنى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  7. "تعريف و معنى صبب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  8. "تعريف و معنى النوب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  9. "تعريف و معنى الذوائب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
6656 مشاهدة
للأعلى للسفل
×