شرح قصيدة التغريبة الفلسطينية لإبراهيم طوقان

كتابة:
شرح قصيدة التغريبة الفلسطينية لإبراهيم طوقان


نبذة عن الشاعر

إبراهيم طوقان هو شاعر فلسطيني ولد في نابلس عام 1905م، وكان من أبرز الشعراء الذين لهم دور في المقاومة الشعبية العربية من خلال أشعاره ؛ فقد كان في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وهو أخ الشاعرة فدوى طوقان الغنية عن التعريف، [١] جُمعت قصائده في ديوان بعد وفاته تحت اسم ديوان إبراهيم طوقان بأول إصدار له عام 1955.

من أشهر قصائده قصيدة التغريبة الفلسطينية التي سيأتي شرح أبياتها.


معاني المفردات في قصيدة التغريبة الفلسطينية

فيما يلي معاني بعض المفردات التي جاءت في القصيدة:[٢]
الكلمة
معناها
سل
اسأل[٣]
هول
فزع وخوف وشدة[٤]
هامته
أعلى الرأس أو وسطه[٥]
يتلظى
اشتد حراً والتهاباً[٦]
الدُجى
ظلمة الليل[٧]
فحمة
السواد الشديد[٨]
أُضرمت
التهبت واشتعلت[٩]
الردى
الموت[١٠]
ببغيهم
شدة ظلمهم[١١]


شرح قصيدة التغريبة الفلسطينية

 تعد قصيدة التغريبة الفلسطينية من أشهر قصائد الشاعر إبراهيم طوقان. وسميت بهذا الاسم لأنها تحدثت عن معناه أهل فلسطين التي شهدوها في مراحل الاحتلال العديدة، بدءً من الانتداب البريطاني وانتهاءً بالاحتلال الصيهوني ، وسُميت أيضاً قصيدة الفدائي لأنها تتحدث عن الفدائيين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أرضهم التي يعشقون ترابها.  


أبيات القصيدة

لا تَسلْ عن سلامتِهْ

روحه فوق راحتِهْ

بدَّلَتْهُ همومُهُ

كفناً من وسادِتهْ

يَرقبُ الساعةَ التي

بعدَها هولُ ساعتِهْ

شاغلٌ فكرَ مَنْ يراهُ

بإطراقِ هامتِهْ

بيْنَ جنبيْهِ خافقٌ

يتلظَّى بغايتهْ

من رأى فَحْمةَ الدُّجى

أُضْرِمَتْ من شرارتِهْ

حَمَّلَتْهُ جهنَّمٌ

طَرفَاً من رسالتِه

هو بالباب واقفُ

والرًّدى منه خائفُ

فاهدأي يا عواصفُ

خجلاً من جراءتِهْ

صامتٌ لوْ تكلَّما

لَفَظَ النَّارَ والدِّما

قُلْ لمن عاب صمتَهُ

خُلِقَ الحزمُ أبكما

وأخو الحزم لم تزل

يدُهُ تسْبِقُ الفما

لا تلوموه قد رأى

منْهجَ الحقِّ مُظلما

وبلاداً أحبَّها

ركنُها قد تهدًّما

وخصوماً ببغْيِهمْ

ضجَّت الأَرضُ والسما

مرَّ حينٌ فكاد يق

تُلهُ اليأْسُ إنَّما

هو بالباب واقفُ

والرَّدى منه خائفُ

فاهدأي يا عواصفُ

خجلاً مِن جراءتِهْ[١٢]


شرح الأبيات والصور الفنية

  • في البيت الأول يخاطب شخصاً قائلاً: لا تخف على الفدائي وتسأل عن سلامته؛ لأنه خاطر بحياته في سبيل الوطن ويحمل روحه بين يديه وهو يدافع عن ترابه.
  • في البيت الثاني يقول الشاعر أن هذا الفدائي المناضل ضحى براحته؛ فهو يحمل هموم وطنه ولا يحمل هماً سواها، ويعرِّض حياته للخطر في كل الأوقات؛ فأصبح الكفن الذي ينتظره كأنه وسادة نومه التي لا يرتاح إلا بالنوم عليها.
  • في البيت الثالث يقول الشاعر أن كل ساعة تمر على هذا المناضل بسلامة، تجعله ينتظر الساعة التي بعدها فربما تكون هي ساعة استشهاده. فالساعة في توقيته لها العظمة والخوف والفزع وكأنهم يملكون توقيتاً خاصاً بهم.
  • في البيت الرابع يقول الشاعر أن هذا الفدائي يشغل بال كل من يراه؛ فهو كل يوم يخرج وهو لا يدري إلى أين هو ذاهب ولا يعرف أي طريق يسلك، فكل همه تراب وطنه فقط وسيفعل أي شيء في سبيله.
  • في البيت الخامس يقول الشاعر إن الطريق التي يسلكها المناضل لتحقيق غايته طريق خطرة، وصورها كأنها طريق محاطة في نار ملتهبة شديدة الاشتعال وهناك رياح تهب عليها لتزيدها اشتعالاً وخطورة.
  • في البيت السابع صور الشاعر الخطر الذي يحيط بالفدائي كأنه جهنم، وشبه جهنم بشخص حمَّل المناضل رسالة معينة يريد إرسالها لشخص ما. وكل هذا كناية عن مدى الخطر الذي يمر به.
  • في البيت الثامن تحدث الشاعر عن مدى شجاعة المناضل وصلابته، وقوة الإرادة لديه؛ فصوره وكأنه واقف عند باب الموت يريد الدخول، وشبه الموت بالشخص الواقف خلف هذا الباب خائفاً منه من أن يفتح الباب ويدخل.
  • في البيت التاسع شبه الشاعر المخاطر التي يمر بها الفدائي بالعواصف دلالة على شدتها، ثم شبه هذه العواصف بإنسان عصبي، وخاطبه قائلاً: يجب عليك أن تهدأ وتخجل من نفسك وأنت أمام هذا المناضل الشجاع.
  • في البيت العاشر يقول الشاعر أنه من شدة شجاعة الفدائي وإقدامه؛ فإن العدو يهابه حتى في حالات صمته فكيف إذا تكلم؟. فلغة الكلام عنده ليست بالكلمات بل هي بالأفعال، فلن يرضى بشيء أقل من دماء العدو وإلقاء النار بين صفوفه.
  • في البيت الحادي عشر يخاطب الشاعر من يلومون ويعيبون المناضل على صمته، فيقول لهم إن الفدائي كالحزم لا يتكلم بالكلمات بل بالأفعال. وهنا شبه الشاعر الحزم وكأنه إنسان أبكم.
  • في البيت الثاني عشر يكمل الشاعر فكرة البيت السابق، فلغة الكلام عند الفدائي بالأفعال لا بالأقوال.
  • في البيت الثالث عشر يستمر الكاتب بخطاب اللائمين فيقول لهم: لا تلوموه فهو معذور؛ لأن طريق الحق أصبحت مظلمة وصعبة، ومن يريد استرداد حقه يجب أن يفعل الكثير. وفي هذا الزمن أصبح من يطالب بحقه مخطئاً، ويمشي في طريق الظلم. هنا صور الشاعر الحق بمنهج يمكن اتباعه، وشبهه بالطريق الذي يمكن أن يكون مظلم.
  • في البيت الرابع عشر يستمر الشاعر في تبرير صمت الفدائي، فهو معذور مهما فعل لأنه عاشق لتراب بلده ولا يمكنه رؤيتها وهي تهدم دون فعل شيء، وحتى إن كان صمتاً يُخبأ خلفه أفعال أقوى، وأكثر فاعلية.
  • في البيت الخامس عشر يتحدث الشاعر عن ظلم العدو واستبداده الذي بات معروفاً في مشرق الأرض ومغربها، وحتى إن ذهبت إلى أرجاء السماء ستجد من سمع بمدى تجاوزات العدو في أكل حقوق الفلسطينيين.
  • في البيت السادس عشر يقول الشاعر :بالرغم من لحظات اليأس التي قد تمر على الفدائي، والتي قد تقتله من شدة مرارتها، إلا أنه لا يستسلم.
  • في البيت السابع عشر كررالشاعر ما قاله في البيت الثامن.
  • في البيت الأخير كرر الشاعر ما قاله في البيت التاسع.

المراجع

  1. "إبراهيم طوقان "، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  2. "شرح تعريف و معنى "، معجم المعاني.
  3. "تعريف و معنى سل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  4. "تعريف و معنى هول في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  5. "تعريف و معنى هام في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  6. "تعريف و معنى يتلظى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  7. "تعريف و معنى الدجى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  8. "تعريف و معنى فحمة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  9. "تعريف و معنى أضرمت في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  10. "تعريف و معنى الردى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  11. "تعريف و معنى ببغيهم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني.
  12. "لا تسل عن. سلامته"، الديوان .
3748 مشاهدة
للأعلى للسفل
×