شرح قصيدة العربية في ماضيها وحاضرها

كتابة:
شرح قصيدة العربية في ماضيها وحاضرها

شرح أبيات قصيدة العربية في ماضيها وحاضرها

للشاعر المصري "علي الجارم" قصيدة أنشدها في افتتاح دور الانعقاد الثالث لمجمع اللغة العربية عام 1934م[١]، وفيما يلي شرح أبياتها:[٢]


مَاذَا طَحَا بِكَ يا صَنَّاجَةَ الأَدَبِ

هَلَّا شَدَوْتَ بِأَمْدَاحِ ابْنَةِ العَرَبِ؟

أَطَارَ نَوْمَكَ أحْدَاثٌ وَجَمْتَ لَهَا

فَبِتَّ تَنْفُخُ بَيْنَ الهَمِّ والْوَصَبِ

وَالْيَعْرُبِيَّةُ أَنْدَى مَا بَعَثْتَ بِهِ

شَجْوًا مِنَ الْحُزْنِ أَوْ شَدْوًا منَ الطَّرَب

رُوحٌ مِنَ اللهِ أَحْيَتْ كُلَّ نَازِعَةٍ

مِنَ البَيَانِ وَآتتْ كُلَّ مُطَّلَبِ

أَزْهَى مِنَ الأَمَلِ البَسَّامِ مَوْقِعُهَا


يقول الشاعر مخاطبًا نفسهُ: ماذا حلَّ بكَ أيها الأديبُ الأريب الذي يشبه الأعشى بين العرب لشدة بلاغته وفصاحته؟ لماذا لا تمدحُ العربيةَ بهذا المنطقِ الحسنِ وتشدو بطيب ذِكرها وعبقها الممتد من آلاف السنين؟ هل شغلَ ذِهنكَ الأحداثُ العصيبةُ التي تمرُّ بها؟ وهل ذهب النوم عن جفونكَ بسببِ ما يحدث حولكَ من أحداثٍ مروّعة ٍ في هذا الزمان حتى غدوتَ لا تنطق إلا بالهم والأحزان؟ [٣]

إن اللغة العربية هي أجمل ما يمكن أن يعبّر عنك وعن حزنك، وهي اللغة النديّة التي تُجيد الحديثَ عما في داخلك من شعور، إنها هدية من الله تعالى، فيها روحٌ تسري وتُحيي كل آيةٍ من آيات الجمال والروعة في التعبير والبلاغة، وتُعطي كل راغبٍ مطلبَهُ.[٣]


وَسْنَى بِأخْبِيَةِ الصَّحْرَاء يُوقِظهَا

وَحْيٌ مِنَ الشَّمْسِ أَوْ همْسٌ مِنَ الشهبِ

تُحْدَى بِهَا اليَعْمَلَاتَ الكُومُ إنْ لَغِبَتْ

فَلَا تُحِسُّ بِإِنْضَاءٍ وَلَا لَغَبِ

تَهْتَزُّ فَوْقَ بِحَارِ الآلِ رَاقِصَةً

وَالنَّصبُ لِلنيبِ يجْلُو كُرْبَةَ النَّصَبِ

لَمْ تَعْرِف السَّوْط إلَّا صَوْتَ مُرْتَجِز

كَأَنَّ فِي فِيهِ مزْمارًا مِنَ القَصَبِ

تُصْغي إلَى صَوْتِه الأَطْيِارُ صَامِتَةً

إذَا ترَدَّدَ بَيْن القُورِ وَالهِضَبِ


تكادُ تكونُ نائمةً داخل خيام العرب في الصحراء الشاسعة، لا تقومُ إلا إذا أتاها الوحيُ من علوّ الشمس ورفعتها، أو إذ همسَ بأذنها الشهابُ اللامع، فإذا سافرتْ قبيلةٌ من مكانٍ إلى مكانٍ فوق الإبل كانت اللغة العربية هي الطربَ الذي تطربُ به تلك الإبل خلال الطريق، وحينها تنسى تعبها ومشقَّتها فلا تشعرُ إلا بسحر تلك اللغة وجمالها، فيرى المسافر تلك الإبل ترقصُ فوق بُحيرات السراب فرحةً مستبشرةً بما تسمع.[٣]


ولا شكّ أن الحُداءَ والنغم بتلك اللغة الرائعة يجعل الإبل تسلو عن كُربتها في المشي المستمرّ والتعب المتواصل، ولا سيما أنها لم تعرف من قبلُ السّياط التي تُحثُّ بها الإبل على المسير، بل لم تعرف إلا الأراجيزِ التي يُلقيها الحادي عليها طيلة الطريق، حتى باتت تسمعُ صوته الأطيارُ والهضاب والجبال.[٣]


كَأَنَّهُ وَظَلَام اللَّيْل يَكْنُفُهُ

غُثَاءَةٌ قُذِفَتْ فِي مَائِجٍ لَجِبِ

قَدْ خَالَطَ الوَحْش حَتَّى مَا يُرَوّعُهَا

إذَا تَعَرَّضَ لَمْ تَنْفِرُ وَلَمْ تَثِبِ

يَرْنُو بِعَيْنٍ عَلَى الظَّلْمَاء صَادِقَةٍ

كَأَعْيُنِ النَّسْرِ أنَّى صُوّبَتْ تُصِبِ

هُوَ الْحَيَاةُ بِقَفْر لا حَياةَ بِهِ

كالمَاء في الصّخْر أَوْ كالمَاء في الْحَطَبِ

يَبِيتُ مِنْ نَفْسِهِ في مَنْزِلٍ خَضِلٍ

وَمِنْ شَبَا بِيْضِهِ في مَعْقَلٍ أَشِبِ

يَهْتَزُّ للجُودِ والمَشْتَاةُ باَخِلَةٌ

وَالقُرُّ يَعْقِدُ رَأْسَ الْكلْبِ بالذَّنَبِ


كأنَّ ذلك الحادي بصوتهِ وضوضائهِ ـ إذا جنَّ عليه الليلُ وأحاط به من كل جانب ـ زبدٌ قد قُذِفَ في بحرٍ مضطربٍ هائج، وذلك لسرعة سير الإبل واجتهادها، ثم إنه لكثرة السفر والترحال قد اعتاد الوحوشَ في الصحاري، فإذا ما مرّ قربَ أحدها مرّ بهدوءٍ كي لا تصابَ بالذعرِ، وإذا نظر إلى الظلمة نظر لها بعين الحقيقة الصائبة التي لا شك فيها، كأن عيونه عيون النسر، إذا نظرت إلى شيءٍ أصابته.[٣]


إنه يحمل الحياة أينما ذهب وإن كان في أشد الأماكن جدبًا وقفرًا، فكأنه يُفجر الماء من الصخرة الصماء، أو يشقُّ عنها داخل الحطب، ويبيتُ وهو في داخله جنةٌ خضراءُ، ومن خارجه مُحصَّنٌ كما تتحصنُ أطراف السيوفِ بغطائها، وإذا حلَّ الشتاءُ وقلَّ الخيرُ ينشطُ للكرم والعطاء، مع أن البردَ ينفثُ ريحهُ ويلفُّ الأشياء على بعضها، كما يلتفُّ رأس الكلبِ على ذنَبِه.[٣]


تهْفُو إلَيْهِ بَناتُ الْحَيّ مُعْجَبَةً

وَالْحبُّ يَنْبُتُ بَيْنَ العُجْبِ وَالْعَجَبِ

إذَا تَنَقَّبْنَ إذْ يَلْقَيْنهُ خَفَرًا

فَشَوْقُهُنَّ إلَيْهِ غَيْرُ مُنْتَقِبِ

تَرَاهُ كُلُّ فَتَاةٍ حِينَ تَفْقِدُهُ

فِي البَدْرِ والسَّيْفِ والضِّرْغَامِ والسُّحُبِ

زَيْنُ الفِناءِ إذَا مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ

لِلْقَوْلِ لَبَّاهُ مِنْهُ كُلُّ مُنْتَخَبِ

أَوْ هَزَّ شَيْطَانُهْ أوتارَ مَنْطِقِهِ

فَاخْشَ الأَتِيَّ وَحَاذِرْ صَوْلَةَ العُبُبِ


تتشوقُ إلى هذا الحادي بناتُ القومِ إذ إن الحب ينبتُ بين الإعجابِ والدهشة، فإذا أسدلن على وجوههن سترًا حياءً منه وخجلًا من قدومهِ فإنّ قلوبهنّ لا تستطيع إسدال سترٍ على خفقاتها وأشواقها، وإذا فقدتهُ واحدةٌ منهنَّ رأت منه خيالًا في البدرِ جمالًا، وفي السيف مضاءً، وفي السحبِ كرمًا وعطاءً، أما إذا جلس واضعًا ركبتيه إلى ظهرهِ كي يتحدثَ أجابهُ إلى الكلامِ أحسنُ القول وفريدُهُ، وإذا أراد شِعرًا فإن شيطان شعرهُ مخيفٌ، وصولته شديدةُ البأس.[٣]


مَا مَسَّ بِالْكَفِّ أَوْرَاقًا وَلَا قَلَمًا

وَرَأْيُهُ زِينَةُ الأَوْرَاقِ وَالكُتْبِ

يَطِيرُ لِلحَرْبِ خفًّا غَيْرَ مُدرعٍ

في شِدَّةِ البَأْسِ مَا يُغْنِي عَنِ اليَلَب

إذَا دَعَاهُ صَرِيخٌ كَانَ دَعْوَتَهُ

وَإِنْ دَعَتْهُ دَوَاعِي الذُّعْرِ لَمْ يُجِبِ

لَا تَرْهَبُ الْجَارَةُ الْحَسْنَاءُ نَظْرَتَهُ

كَأَنَّ أَجْفَانَهُ شُدَّتْ إلَى طُنُبِ

إنه أمّيٌّ لا يعرف القراءةَ ولا الكتابة إذ لم يُمسك قلمًا في حياته، ولكنه إذا ما أعطى رأيًا فاق أصحابَ العلوم وما كتبوه في الكتب، وإذا أعلنت الحرب نارها يراهُ الناس مسرعًا إليها دون دِرعٍ يقيهِ الطعنَ والقِتال لشدةِ شجاعته، وفي هذه الشجاعةِ ما يُغني عن خوذةٍ يتّخذها على رأسه. [٣]

إذا طلبَ منه المساعدةَ ملهوفٌ وجدَه أفضل المُغيثين له، وإن دعتهُ الأمور التي تسبب الخوف والذعرَ لم يستجب لخوفها وذُعرها، بل يكون لها مهاجمًا، وإذا نظرَ إلى الجارةِ الحسناء لم يُرهبها بنظرته الحادّة ِ وشدةِ بأسِه، بل ينظر إليها برقّةٍ كأن أجفانهُ مشدودةٌ إلى جهاتِ أخرى.[٣]


جَزِيرَةٌ أَجْدَبَتْ في كُلِّ نَاحِيَةٍ

وَأَخْصَبَتْ في نَوَاحِي الْخُلُقِ والأَدَبِ

جَدْبٌ بِهِ تَنْبُتُ الأَحْلَامُ زَاكِيَةً

إنَّ الحِجَارَةَ قَدْ تَنْشَقُّ عَنْ ذَهَبِ

تَوَدُّ كُلُّ ريَاضِ الأرْضِ لَوْ مُنِحَتْ

أَزْهَارُهَا قُبْلَةٌ مِن خَدِّهَا التَّرِبِ

وَتَرْتَجِي الغِيدُ لَوْ كَانَتْ لَآلِئُهَا

نظمًا مِنَ الشِّعْرِ أَوْ نَثْرًا مِنَ الْخُطَبِ

إنّ هذه اللغة جافّةٌ من كل النواحي إلا ناحية الأخلاق والآداب الرفيعة، فهي زهرةُ ذلك الأدب الكريم وزينتهُ، كما أن ذلك الجفاف الذي تحمله هو الذي تنشقُّ الأرضُ عنه فتنبتُ أجمل الأعشاب والأوراق والزروع، بل إنه الجفاف الذي ينشقُّ عن الذهب الخالص ونُدرتهِ، فكل أراضي الباد تتمنى لو أنها تملك شيئًا من عزّها وجمالها ووصلها، كما تتمنى كل بنات الأرض أن يكون التغزل بجمالهنّ منسوجًا بحروفها من شعرٍ أو نثر.[٣]


يَا جِيرَةَ الْحَرَمِ المزْهُوِّ سِاكِنُهُ

سَقى العُهُودَ الْخوالِي كُلُّ مُنْسَكِبِ

لِي بَيْنَكُمْ صِلَةٌ عَزَّتْ أوَاصِرُهَا؛

لِأَنَّهَا صِلَةُ القُرْآنِ وَالنَّسَبِ

أرى بعَيْنِ خَيالي جاهِليَّتكُمْ

ولِلتَّخَيُّلِ عَيْنُ القَائِفِ الدَّربِ

وَأَشْهَدُ الْحَشْدَ لِلشُّورَى قَدِ اجْتَمَعُوا

وَلَسْتُ أَسْمَعُ مِنْ لَغْوٍ وَلَا صَخْبِ

مِنْ كُلِّ مُكْتَهِلٍ بِالبُرْدِ مُشْتَمِلٍ

لِلقَوْلِ مُرْتَجِلٍ لِلهُجْرِ مُجْتَنِبِ

وَأَلْمَحُ النَّارَ فِي الظَّلْمَاء قَدْ نُصِبَتْ

لِطَارِقِ اللَّيْلِ وَالْحَيْرَانِ وَالسَّغبِ

نَارٌ ولَكِنَّهَا قَدْ صُوِّرَتْ أَمَلًا

بَرْدًا إذَا خَابَتِ الآمَالُ لَمْ يَخِبِ

رَمْزُ الْحَيَاةِ وَرَمْزُ الْجُودِ مَا فَتِئَتْ

فَوْقَ الثَّنِيَّاتِ تَرْمِي الجَوَّ باللَّهَبِ

يَشُبُّهَا أرْيحي كُلَّمَا هَدَأَتْ

أَلْقَى عَلَى جَمْرِهَا جَزْلًا مِنَ الحَطَبِ

وَأُبْصِرُ القَوْمَ يَوْمَ الرَّوْعِ قَدْ حُشِدُوا

لِلْمَوتِ يَجْتَاحُ، أَوْ لِلنَّصْرِ وَالغَلَبِ

يَرْمُونَ بالشَّرِّ شَرًّا حِينَ يَفْجَؤُهُمْ

ورَايُهُم فَوْقَهُمْ خَفَّاقَةُ العَذَبِ

وَأَحْضُرُ الشُّعَرَاء اللُّسْنَ قدْ وَقَفُوا

وَلِلْبَيانِ فِعَالُ الصَّارِمِ الذَّرِبِ

أَبُو بَصيرٍ لَهُ نَبْرٌ لَوْ اتُّخِذَتْ

مِنْهُ السِّهَامُ لَكَانَتْ أسْهُمَ النُّوَبِ

إذَا رَمَاهَا كمَا يَخْتَارُ قَافِيَةً

دَارتْ مَعَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ فِي قُطْبِ

أيها العربُ الذين تربّيتم بعيدًا لي معكم صلةٌ وقرابةٌ، إذ تجمعني بكم صلة اللغة العظيمة الواحدة التي يُتلى بها القرآن الكريم، وفي خيالي صورٌ كثيرة أرى منها النارَ التي يوقدها العربُ لإكرامِ الزائرِ في الليل والوافدِ في أي وقتٍ قد وُقِدتْ، إذ لم تزل في اشتعالٍ مستمرٍّ فكلما خمدتْ أرسلَ فوقها مُوقدها مزيدًا من الحطب كي يتجدد اتّقادها، وكأنني أرى جمعًا غفيرًا من الناس يستعدُّ لمعركةٍ حاسمةٍ.[٣]


ولكنّ الجدير بالذكر أن كل واحدٍ منهم لديه من القوةِ والسلاح ما لا يقدرُ عليه أحد، فالشعراء في أفواههم من الشعر ما يفوق وقع النُّبُل والسيوف الصوارم، والبلغاء من العربِ في بيانهم ما يُلجمُ الأفواه ويُدهشُ العقول وينصرُ بالحجةِ البالغة.[٣]


وَأُغْمِضُ الْعَيْنَ حِينًا ثُمَّ أَفْتَحُهَا

عَلَى جَلَالٍ بِنُورِ الْحَقِّ مُؤْتَشِبِ

نُورٌ مِنَ اللهِ هَالَ القَوْمَ سَاطِعُهُ

وَلَيْسَ يُحْجَبُ نُورُ اللهِ بِالْحُجُبِ

تكَلَّمَتْ سُوَرُ القُرْآنِ مُفْصِحَةً

فَأَسْكَتَتْ صَخْبَ الأرْمَاحِ وَالْقُضُبِ

وَقَامَ خَيْرُ قُرَيْشٍ وَابْنُ سَادَتِهَا

يَدْعُو إلَى اللهِ فِي عَزْمٍ وفي دَأَبِ

بِمَنْطِقٍ هَاشِميِّ الوَشْي لَوْ نُسِجَتْ

مِنْهُ الأَصَائِلُ لَمْ تَنْصُلْ وَلَمْ تغِبِ

طَابَتْ بِهِ أَنْفُسُ الأَيَّامِ وَابْتَهَجَتْ

وَمَرَّ دَهْرٌ وَدَهْرٌ وَهي لَمْ تَطِبِ

وَهُزَّتِ الرَّاسِيَاتُ الشمُّ، وَارْتَعَدَتْ

لِهَوْلهِ البَاتِرَاتُ البيضُ فِي القُرُبِ

وَأَصْبَحَتْ بِنْتُ عَدْنَانٍ بِنَفْحَتِهِ

تِيهًا تُجَرِّرُ مِنَ أَذْيَالِهَا القُشُبِ

فَازَتْ بُركُنٍ شَدِيدٍ غَيْرِ مُنْصَدِعٍ

مِنَ البَيَانِ وَحَبْلٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ

وما كان مني إلا أنَّ طرفةً من عيني قد مرّتْ، وحين فتحتها لأرى وجدتُ جلال الحقيقة ظاهرًا مشرقًا، ووجدتُ آيات القرآن تأتي فتهزمُ كل بليغٍ وكل فصيحٍ حتى لم يعد لأي موجودٍ ذكرٌ يُذكَر، ونهض من قريش أفضلُ قريشٍ وأعظمهم وابن ساتهم ليدعو إلى الله بأبلغِ لسانٍ وأظهرِ حجةٍ، متزينًا ببهاء تلك اللغة حتى لو نُسجت من لغته الأصائل لم تغب الأصائل على مدار الزمن، منافحًا عن الحقّ معتصمًأ بالله مؤيّدًا لكتابه.[٣]


فطابت ببعثته الأيام وتزين الدهر بأجمل حُلَلِه، وعزّتْ العربيةُ به ونالتْ من الشرف المرومِ ما لم تنلهُ غيرها من اللغات، حتى عُقدت بحبلٍ ما له انفصالٌ على مرّ السنين.[٣]


وَلَمْ تَزَلْ مِنْ حِمى الإسْلَامِ فِي كَنَفٍ

سَهْلٍ وَمنْ عِزّهِ في مَنْزِلٍ خَصِب

حَتَّى رَمَتْهَا اللَّيالي في فَرَائِدِهَا

وَخَرَّ سُلْطَانُهَا يَنْهَارُ مِنْ صَبَبِ

وَعَاثَت الْعُجْمَةُ الْحَمْقَاءُ ثَائِرَةً

عَلَى ابْنَةِ البِيدِ فِي جَيْشٍ مِنَ الرَّهَبِ

يَقُودُهُ كُلُّ وَلَّاغٍ أَخِي إحَنٍ

مُضَمَّخٍ بِدِمَاء العُرْبِ مُخْتَضِبِ

لَمْ يُبْقِ فِيهَا بِنَاءً غَيْرَ مُنْتَقِضٍ

مِنَ الفَصِيحِ وَشَمْلًا غَيْرَ مُنْقَضَبِ

كَأَنَّ عَدْنَانَ لَمْ تَمْلَأ بَدَائِعُهُ

مَسَامِعَ الكَوْنِ مِنْ نَاءٍ وَمُقْتَرِبِ

مَضَتْ بِخَيْرِ كُنُوزِ الأَرْضِ جَائحِةٌ

وَغَابَتَ اللُّغَةُ الفُصْحَى مَعَ الغَيَبِ

لَوْلَا (فُؤَادٌ) أَبُو الفارُوقِ مَا وَجَدَتْ

إلَى الْحَيَاةِ ابنَةُ الأَعْرَابِ مِنْ سَبَبِ

أعَزُّ مِنْهَا حِمًى رِيعَتْ كَرَائِمُهُ

وَكَانَ مَمْنُوعُهُ نَهْبًا لِمُنْتَهِبِ

وَرَدَّ بِالمَجْمَعِ المَعْمُورِ غُرْبَتَهَا

وَحَاطَها بِكَريمِ العَطْفِ وَالْحَدَبِ

استمرت تلك اللغة في عزّ ليس له مثيلٌ طيلةَ عز الإسلام وشموخه حتى رمتها الليالي بالمصائب فأصبح سُلطانها ينهارُ شيئًا فشيئًا منذ دخول العُجمة الحمقاء إلى دارها، ومنذ أن شنّت عليها حربًا ثائرةً تريدُ بها أن تبيدها، يقودُ تلك العجمة خائن العرب وعدوّهم، فبدأت شمس العربية بالغروب، ولولا ابن "الخديوي إسماعيل" فؤادُ أبو الفاروق لذهبت اللغة العربية مع الريح وتخطّفتها الألسُنُ، ولكنه اهتم بدعمها ورعايتها بحنانٍ وعطف، وأكرمَ علماءها وبنى مَجمَعها، وأعاد عزها محفوظًا مكرّمًا.[٣]


يَا عُصْبَةَ الْخَيْرِ لِلْفُصْحَى وَشِيعَتِها

حَيَّاكِ صَوْبُ الْحَيا يَا خِيرَةَ العُصَبِ!

هَلمَّ فَالْوَقْتُ أَنْفَاسٌ لَهَا أَمَدٌ

وَلَا أقُولُ بأنَّ الوقْتَ مِنْ ذَهَبِ

فَإنَّمَا المَرْءُ فِي الدُّنْيَا إقَامَتُهُ

إقَامَةُ الطَّيْفِ والأَزْهَارِ وَالْحَبَبِ

الدَّهْرُ يُسرعُ وَالأَيَّاُم مُعْجِلَةٌ

وَنَحْنُ لَمْ نَدْر غَيْرَ الوَخْدِ والْخَببِ

وَالمُحْدَثَاتُ تَسُدُّ الشَّمْسَ كَثْرَتُهَا

وَلَمْ تَفُزْ بِخَيَالِ اسْمٍ وَلَا لَقَبِ

وَالتُّرْجَمَاتُ تَشُنُّ الْحَرْبَ لاقِحَةً

عَلَى الفَصِيح فَيا لِلْوَيْلِ وَالْحَرْبِ

نَطيرُ لِلَّفْظِ نَسْتَجْدِيهِ مِنْ بَلَدٍ

نَاءٍ وَأَمْثالُهُ منَّا عَلَى كَثبِ

كَمُهْرِقِ الْمَاء فِي الصَّحراء حِينَ بَدَا

لِعَيْنِهِ بَارِقٌ مِنْ عَارِضٍ كَذِبِ

أيها الناس الذين يستطيعون أن يمدّوا يد العونِ للغةِ العربية ومجدها وعزّها كل ما عليكم هو أن تنهضوا من سُباتكم، وأن تعيدوا الحياةَ لهذه اللغة التي نخشى أن تذهب في أدراجِ الريح، فالوقت لا ينتظرُ أحدًا. [٣]


إنه كأنفاسٍ تمضي والأنفاسُ أشدُّ أهميّة من الذهبِ في الأعمار، وما إقامةُ الإنسانِ في الدنيا إلا إقامةُ الظلِِّ والزهور، تنمو حينًا ثم تذبلُ وتموت، والمصائبُ تأتي تلو بعضها بكثرةٍ حتى يكادُ يسدُّ لونها الأسودُ ضوء الشمسِ ونورَها، والترجمةُ تعيثُ فسادًا في اللغة وتكسرُ رونقَ جمالها، فإذا بنا نركضُ للفظ الغريبِ لنأتي به إلى لغتنا، مع أن في لغتنا ما يُضاهي معناه جمالًا ودقّةً، مثلنا مثل التائه في الصحراء حين يسكب الماء الذي بين يديه لأنه لمح سرابًا كاذبًا للماء من بعيد.[٣]


أَزْرَى بِبِنْتِ قُرَيْشٍ ثُمَّ حَارَبَها

مَنْ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ النَّبْعِ وَالغَرَبِ

وَرَاحَ فِي حَمْلَةٍ رَعْنَاءَ طاَئِشَةٍ

يَصُولُ بِالْخَائِبَيْنِ: الْجَهْلِ وَالشَّغبِ

أنُتْرُكُ العَرَبِيَّ السَمْحَ مَنْطِقُهُ

إلَى دخِيلٍ مِنَ الأَلْفَاظِ مُغْتَرِبِ؟

وَفِي المَعَاجِمِ كَنْزٌ لا نَفَادَ لَهُ

لِمَنْ يُمَيِّزُ بَيْن الدُّرِّ وَالسُّخُبِ

لقد أساء للغة قريش ثم نصبَ لها العِداء مَن لا يقدّر قيمتها ولا يدرك جمال اتساعها، وإنّه من الجهلِ بمكانٍ لا يفرّقُ فيه بين النبع وبين الدلوِ الذي تُحمَلُ فيه الماء، وانطلقَ بحملاتهِ الطائشةِ التي تحمل الشرّ بين طيّاتها يُطفئ وهجَ اللغة العربية مُستعينًا بكلٍّ من الجهل والشغب، ومستغلًّا حُمقهما ليُحقّق مآربَهُ.[٣]


وهل يُعقلُ أن نتركُ اللفظ العربي الذي يتمتعُ بسماحةِ النطقِ وننتقل إلى الغربيّ الدخيلِ على اللغة وألفاظها؟ هل يُعقَلُ أن نحطّم كيانَ اللغة التي ننتسبُ إليها وإلى بهائها وفي معاجمها كنزٌ لا ينفدُ؟ إن مَن يُدركُ ذلك هو فقط الفطنُ الذي يعرفُ كيف يفرّقُ بين القلادة المنظومةِ من الدررِ في قاع البحر وبين القلادةِ المُتخذةِ من القرنفلِ.[٣]


كَمْ لَفْظَةٍ جُهِدَتْ مِمَّا نُكَرِّرُهَا

حَتَّى لَقَدْ لَهَثَتْ مِنْ شِدَّةِ التَّعَبِ

وَلَفْظَةٍ سُجِنَتْ فِي جَوْفِ مُظْلِمَةٍ

لَمْ تَنْظُر الشَّمْسُ مِنْهَا عَيْنَ مُرْتَقِبِ

كَأَنَّمَا قَدْ تَوَلَّى القَارِظَانِ بِهَا

فَلَمْ يَؤُوبَا إلَى الدُّنْيَا وَلَمْ تَؤُبِ

يَا شِيخةَ الضَّادِ وَالذِّكْرَى مُخَلَّدَةٌ

هُنَا يُؤَسَّسُ مَا تَبْنُونَ لِلْعَقِبِ

هُنَا تَخُطُّونَ مَجْدًا مَا جَرَى قَلَمٌ

بِمِثْلِهِ في مَدَى الأدْهَارِ وَالْحِقَبِ

كم استعمل العربُ في أحاديثهم وكلامهم لفظةً دون أخرى حتى أُجهِدَتْ لكثرةِ تكرارها، فكأنها باتت تلهثُ من التعب، وكم هناك من ألفاظٍ أخرى لا تزالُ حبيسةً لم تُستعمل قطُّ في أحاديثنا وهي موجودةٌ في المعاجم لأن العرب استعملتها سابقًا، فكأن اللغة نبعٌ لا تنضبُ مفرداته وتعبيراته وألفاظه. أيتها اللغة العظيمة، يا سيدةَ اللغات، إن ذكراكِ ستبقى خالدةً ما دامت الأرضُ، ومن هنا ينطلق أساسُ البناء الشامخ للأجيال القادمة، ومن هذه الأرض سنخطُّ رفعةً ومجدًا تتكلم بعظيم شأه جميع الأمجاد اللاحقة.[٣]


لَبَّيْكَ يَا مَلِكَ الوَادِي وَمُنْشِئَهُ

يَا حَارِسَ الدِّين وَالآدَابِ وَالْحَسَبِ

هَذَا غِرَاسُكَ قَدْ مَاسَتْ بَوَاسِقُهُ

تُدَاعِبُ الرِّيحَ فِي زَهْوٍ وَفِي لَعِبِ

الْمُلْك فِي بَيْتِكمْ كَسْبًا وَمَوْهِبَةً

يُزْهَى عَلَى كلِّ مَوْهُوبٍ وَمُكْتَسَبِ

سَفِينَةٌ أَنْتَ مُجْريهَا وَكَالِئُهَا

مِنَ الزَّعَازِعِ لَا تَخْشَى أَذَى العَطَبِ

وَأُمَّةٌ أنْتَ مُجْرِيهَا وَحَافِزُهَا

فِي حَلَبَةِ السَّبْقِ لا تُبْقِي عَلَى القَصَبِ

أيها الملك الذي أصبحتَ سيّدًا على مصر وقد تخلّقتََ بأبهى الأخلاق وتزينتَ بأفضل الحسب والنسب، هذا هو غرسُك اليوم ينتُجُ ويزهو بين النسائم إذ تُداعبُهُ. إن المُلك في عائلتكم اكتسابٌ وموهبةٌ يتفنَّنُ بها كلُّ ملكٍ منكم بأفضلِ ما لديه، ويتفوق بأخلاقه وفضائله على كلّ من حوله، وإن مصرَ مثل سفينةٍ أنت اليومَ قُبطانها والسائر بها في عُباب البحر.[٣]

وطالما كُنت أنت قائدها فلن تخشى العطبَ في وسط الرحلة، وكذلك الشعبُ الذي تحكمهُ، لن يدعَ أحدًا يسبقهُ إلى المعالي طالما كنت أنت بشجاعتك وحُسنِ تصرُّفك حاكمًا أمينًا.[٣]


وَدِيعَةُ اللهِ صِينَتْ في يَدَيْ مَلِكٍ

للهِ مُرْتَقِبِ للهِ مُحْتَسِبِ

بَصِيرَةٌ كَضِيَاءِ الصُّبْحِ لَوْ لَطَمَتْ

غَيَاهِبَ اللَّيْلِ لَمْ يَظْلِمْ وَلَمْ يُهَبِ

وَعَزْمَةٌ كَحَدِيدِ النَّصْلِ لَوْ طَلَبَتْ

زُهْرَ الكَواكِبِ نَالَتْ غَايَةَ الطَّلَبِ

قَدْ صَمَّمَتْ فَمَضَتْ عَجْلَى لِمَقْصِدِهَا

تَحْثُو التُّرَابَ بِوَجْهِ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ

فَانْظُرْ تَرَى مِصْرَ هَلْ تَلْقَى لَهَا مَثَلًا

فِي صَوْلَةِ المُلْكِ أَوْ فِي قُوَّةِ الأُهَبِ؟

فَثَرْوَةٌ مِنْ سَريِّ العِلْمِ وَاسِعَةٌ

وَثَرْوَةٌ مِنْ سريِّ الْجَاهِ وَالنَّشَبِ

إن مصرَ بين يدي هذا الملك وديعةٌ أحسنَ رعايتها وحُكمها بخشيته من الله وحُسنِ دينهِ، فأصبحتْ مصرُ تُضيءُ الليلَ المُعتم حتى أطفأتْ وحشتهُ، وسيفًا حادًّا في وجه الأعداء، فلو طلبتْ أعظمَ ما في الكوابِ نالتْهُ دون عناءٍ ولا مشقة. [٣]


إنها أصرّتْ على بلوغ تلك الرُّتب وعملت على ذلك ومضت مسرعةً لتحقيق تلك الغايات، فنثرت الترابَ على وجه الصعوبات والشكوكِ غير آبهةٍ بما تواجهه منها، حتى غدا المرء يمرُّ بمصر فلا يلقى لها شبيهًا في صولةِ الملكِ ولا في الهيبة والمَنعة، فعن يمينهِ ثروةٌ من العلم باسقةُ الأغصان واسعةُ البُنيان، وعن يسارهِ ثروةٌ من علوّ الجاه والحسب والنسب والقوة.[٣]


بَنَى (فُؤَادٌ) بِنَاء الْخَالِدِينَ كَمَا

بَنَى الغَطَارِيفُ مِنْ آبَائِه النُّجُب

إذَا الغمَائِمُ جَافَتْ مِصْرَ وَاحْتَجَبَتْ

فَإنَّ بِرَّ يَدَيْهِ غَيْرُ مُحْتَجِبِ

مَنْ مُبْلِغُ العُرْبِ أَنَّ الضَّادَ قَدْ بَلَغَتْ

بِقُرْبِ صَاحِبِ مِصْرٍ أرْفَعَ الرُّتَبِ؟

أَعَادَ مَجْدًا لَهَا مَالَتْ دَعَائِمُهُ

فَيَا لَهَا قُرْبَةً مِنْ أَعْظَمِ القُرَبِ

وحَفَّهَا بِسِيَاجٍ مِنْ عِنَايَتِهِ

كَمَا تُحَفُّ جُفُونُ الْعَيْنِ بالهُدُبِ

إنْ عَقَّهَا أهْلُ وَاديها وَجيرَتُهَا

فَأَنْتَ أحْنى عَلَيْهَا مِنْ أَخٍ وَأَبِ

إن الملك فؤاد الأول ـابنُ الخديوي إسماعيلـ قد بنى في مصر ما يبنيه الخالدون مجدًا وعزًّا كما بنى آباؤه من قبل، فإن كان الغمامُ يأتي ويذهبُ بالغيثِ بين الحين والآخر فإن جودَهُ وسخاءَهُ لا يتوقف عن العطاء أبدًا، فهو أجودُ من الغمامِ وأندى عطاءً، فلتُبلغ مصر هذه الدنيا جمعاء أن اللغة العربية قد بلغت في حكمه أوج عزها إذ نالت بعنايته أعلى المراتب؟ [٣]

لقد أعاد ترميم دعائمها التي حاول الغربيون أن يهدموه، فيالها من أعظم الأمور التي يتقرب بها إلى الله تعالى ورضوانه! كما أحاطها بسياج رعايته كما تحيط الأهداب بالعين حرصًا على سلامتها ورقّتها، فمهما يكن من أمر المُعادين ـ وإن كانوا من أهل العربية وأبنائها ـ فإن هذا الملك قد كان لها نعم الأخ والأبِ والحافظ.[٣]


رَأَتْ بِرَبْعِكَ عِزَّ الْمُلْكِ فَانْصَرَفَتْ

عَنْ ذِكْر لُبْنَى وَذِكْرَى رَبْعِهَا الْخَرِبِ

لَاذَتْ بِأَكْبَرِ مِعْوَانٍ لِذِي أَمَلٍ

نَاءٍ وَأَشْرَفِ عُنْوَانٍ لِمُنْتَسِبِ

عِشْ لِلْكِنانةِ تَبْلُغْ أَوْجَ عِزَّتِهَا

وَللعُلَا وَالنَّدَى وَالعِلمِ وَالأدَبِ

وَعَاشَ (فارُوق) نَجْمًا في تَأَلُّقِهِ

سَعْدُ السُّعُودِ وَفِيه مُنْتَهَى الأرَبِ

إن هذه العربية التي نعتز بها ونفتخر قد عاشتْ في كنفكَ ما لم تعشه في العصور السابقة، فانصرفتْ آنذاك عن ذكرِ ليلى ولُبني وتلك الأشعار التي وقف بها الشعراء على الأطلال البالية، فهي اليوم في كنف إنسانٍ يحمل من الحسب والنسب ما يحملهُ، ويريدُ أن يبني بها الأمجاد ويصنعُ التاريخ من جديد، فما عليكَ أيها الملك العظيم إلا أن تعيش لمصر و للعربية وآدابها وعلومها، وكل دعائنا لك أن يدوم حُكمكَ فينا سَعدًا مستمرًّا على مدى الأيام، ننالُ به كل الآمال العظيمة.[٣]


الأفكار الرئيسة في قصيدة العربية في ماضيها وحاضرها

في القصيدة جُملة من الأفكار الرئيسية التي عمد إليها الشاعر، ومن أهمها:[٤]

  • لوم الشاعر نفسه على إهمال التعبير باللغة العربية عما يختلج في نفسه من حزن.
  • وصف جمال اللغة العربية واستخدامها من قبل حادي الإبل ليحثها على المسير.
  • وصف حادي الإبل وما يتحلى به من صفات.
  • وصف قوة اللغة العربية وتأثيرها في السامع.
  • بيان هيبة لغة القرآن ومستوى جمالية اللغة التي تفوق كل لغة العرب.
  • وصف عزّ اللغة العربية ببعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وصف حال اللغة بعد دخول العجمة عليها وخطورة ذلك.
  • حث العرب على الاهتمام بهذه اللغة وحفظها وحمايتها قبل أن تدور عليها دوائر الزمن.


معاني المفردات في قصيدة العربية في ماضيها وحاضرها

في القصيدة الكثير من المفردات الصعبة والتي تحتاج الشرح والتوضيح، ومنها:[٥]


الكلمة
المعنى
الكلمة
المعنى
الكلمة
المعنى
الكلمة
المعنى
الكلمة
المعنى
طحا بك
صرفكَ
صناجة
اللعب بالصنج
وجمتْ
سكنت حزنًا
الوصب
المرض
اليعربية
اللغة العربية
أندى
أبعد صوتًا
الضرب
العسل
وسنى
نائمةً
أخبية
خيام
الحداء
الغناء وراء الإبل
اليعملات
النياق السريعة
الكوم
عظيمة السنام
لغبت
تعبت
الإنضاء
الهزال
الآل
السراب
النصب
ضرب من الحداء
النيب
النوق المسنّة
القور
الجبال الصغيرة
الغثاء
الزبد ونحوه مما يجيء في السيل
مائج
بحر مضطرب الموج
لجب
لأمواجه ضوضاء
خضلِ
نديٌّ
شبا
حد السيف
البيض
السيوف
المعقل
الحصن
الكنانة
يقصد مصر
النشب
المال
منقضب
منقطع
الوخد
سعة الخطو
الخبب
سرعة الخطو
أشبٍ
ملتف الشجر
المشتاة
فصل الشاتاء
القر
البرد
خفرًا
حياءً
الضرغام
5482 مشاهدة
للأعلى للسفل
×