نازك الملائكة
نازك الملائكة شاعرة وناقدة عراقيّة، ولدتْ عام 1923م في بغداد في العراق، درست في بغداد وتخرَّجتْ في دار المعلمين العالية في بغداد قسم اللغة العربية عام 1936م، ثمَّ درستْ نازك الملائكة في جامعة برنستون وسكونسن وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن، وقد درست نازك الملائكة في بغداد والبصرة والكويت، وأقامت في عدد من الدول العربية والأجنبية، تُعدُّ نازك الملائكة واحدة من روَّاد الشعر العربيّ الحرِّ أو ما يُسمَّى بشعر التفعيلة، وإليها يُنسب هذا النوع من الشعر، وقد عاشت نازك ما يزيد عن ثمانين عامًا، حيث توفِّيتْ سنة 2007م، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على شرح قصيدة النهر العاشق للشاعرة نازك الملائكة.[١]
شرح قصيدة النهر العاشق
بعد أخذِ نبذة عن الشاعرة نازك الملائكة، سيتمُّ شرح قصيدة النهر العاشق للشاعرة العراقية نازك، ومن الواضح في تجربة نازك اهتمامها الكبيرة بالشعر الحر، حيث كانت من روَّادهِ القلائل في أواسط القرن الماضي، ثمَّ توسَّع انتشار هذا النوع من الشعر فأصبح محطَّ اهتمام كثير من الشعراء العرب، وفيما يأتي شرح قصيدة النهر العاشق التي كتبتها الشاعرة العراقية نازك الملائكة على تفعيلة بحر الرمل "فاعلاتن"، والتي تقول فيها:[٢]
- أين نَمضي؟ إنَّه يعدو إلينا
- راكضًا عبْرَ حقول القمْحِ لا يَلْوي خطاهُ
- باسطًا في لمعة الفجر ذراعَيْهِ إلينا
- طافرًا كالريحِ نشوانَ يداهُ
- سوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا
تصفُ الشاعرة نازك في بداية قصيدتها النهر؛ النَّهر الذي يعدو بين حقول القمح مستقيمًا لا يتغير سيرُه أبدًا، وتصف لمعان الشمس على صفحة ماء النهر عند الفجر، إنَّ النهر الذي يثب كالريح، سيلقانا وسنأمن من خوفنا بين ذراعيه.
- إنَّه يعدُو ويعدُو
- وهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَانا
- ماؤه البُّنيُّ يجتاحُ ولا يَلْويهِ سَدُّ
- إنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانا
- في ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنَانا
إنَّه يأتينا مُسرعًا، يجتازُ بلادَنا ويعبرها صامتًا، لا توقفه السدود أبدًا، فلهفته بلقائنا والعطف علينا لا يمكن أن تحجزها السدود أبدًا، فأكبر همِّه أن يحضننا ويسقينا الحنان والعذوبة.
- لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةََ حبِّ
- قدماهُ الرَّطْبتانِ
- تركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِ
- إنَّه قد عاثَ في شرقٍ وغربِ
- في حنانِ
لا يزال هذا النهر يسير وراءنا وهو يبتسم إلينا بحبٍّ، وها هو برطوبته الهادئة وحبِّه الكبير نثر الحنان في الشرق والغرب وفي كلِّ مكان.
- أين نعدو وهو قد لفَّ يدَيهِ
- حولَ أكتافِ المدينةْ؟
- إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينةْ
- ساكبًا من شفَتَيْهِ
- قُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينةْ
- ذلكَ العاشقُ، إنَّا قد عرفناهُ قديما
- إنَّه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُبانا
- وله نحنُ بنَيْنا، وله شِدْنا قُرَانا
- إنَّه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريما
- كلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا
تقول الشاعرة: أين نهرب منه في هذه المدينة التي أحاط بها ولفَّها، وهو العاشق الذي يسير حول هذه المدينة بهدوء وسكينة، ثمَ تتابع الشاعرة وصف النهر العاشق الذي يمرُّ قرب مدينتها، وتصفه بالعاشق الذي ينزل كلَّ عام إلى الوادي ليلاقيهم، هذا الزائر المألوف المعروف، العاشق الذي يسقي الربى من مائه فيبعث الحياة في كلِّ جدبٍ.
مؤلفات نازك الملائكة
بعد شرح قصيدة النهر العاشق لنازك الملائكة، جدير بالذكر إنَّ لنازك مؤلفاتٍ شعرية ونقدية كثيرة، فتجربتها الأدبية لم تقتصر على الشعر فقط، بل استطاعتْ أن تسبر أغوار النصَّ الشعري كاشفة عن كثير من العيوب الشعرية في الشعر العربي، فقد لعبت دور الكاتب والناقد معًا، وفيما يأتي أشهر مؤلفات نازك الملائكة الشعرية والنقدية:[٣]
- مجموعة شعرية بعنوان "عاشقة الليل" عام 1947م وهي أول أعمال نازك الملائكة، وقد نُشرت هذه المجموعة في بغداد.
- مجموعة شعرية بعنوان "شظايا الرماد" عام 1949م.
- مجموعة شعرية بعنوان "قرارة الموجة" عام 1957م.
- مجموعة شعرية بعنوان "شجرة القمر" عام 1968م.
- مجموعة شعرية بعنوان "ويغير ألوانه البحر" عام 1970م.
- مجموعة شعرية بعنوان "مأساة الحياة وأغنية للإنسان" عام 1977م.
- مجموعة شعرية بعنوان "الصلاة والثورة" عام 1978م.
- وفي النقد صدر لها "قضايا الشعر الحديث" عام 1962م.
- وصدر لها أيضًا "سايكولوجية الشعر" عام 1992م.
- وصدرتْ لها مجموعة قصصية بعنوان "الشمس التي وراء القمة" عام 1997م.
المراجع
- ↑ "نازك الملائكة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "النهر العاشق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019.
- ↑ "نازك الملائكة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.