أحمد شوقي
يُعدّ الشاعر أحمد شوقي من كبار شعراء العصر الحديث وأكثرهم شهرةً، وهو كاتب وشاعر مصريّ من رُوّاد حركة الإحياء والبعث، ويُلقّب بأمير الشعراء، أمّا عن حياته فقد نشأ في القاهرة وتوفّي فيها، وعاش في بيت الأسرة الحاكمة في مصر، كما أنه أُرسل في بعثة دراسية على نفقة الخديوي توفيق إلى فرنسا، كان مبدعًا في شعره الذي يكتبه، وقد تنوّعت أغراض الشعر في قصائده ما بين المديح والفخر والغزل والوصف والرثاء، ولم يهمل في شعره القضايا السياسية والاجتماعية والوطنية التي ترتبط بمصر وبالعالم الإسلاميّ، وممّا يجدر ذكره أنّه أول من أبدع في مجال الشعر القصصيّ، وكان له التميز في هذا المجال مع وجود محاولات سابقة له إلا أنه كان الأكثر تميزًا، له العديد من الأعال الشعرية التي تُدرّس في المناهج الدراسية ومنها قصيدة صحبة المكتب.[١]
شرح قصيدة صحبة المكتب لأحمد شوقي
تركّز قصيدة صحبة المكتب لأحمد شوقي على فكرتين رئيستَيْن هما الاشتياق والحنين لأيّام الدراسة، ووصف الأصدقاء الشباب وجمالهم قلبًا وقالبًا، وأخلاقهم الحميدة الفاضلة، أما تفاصيل شرح الأبيات فهو كالآتي:
أَلا حَبَّذا صُحبَةَ المَكتَبِ
وَأَحبِب بِأَيّامِهِ أَحبِبِ
يعبّر الشاعر عن حنينه لأيام الدراسة، وذلك من خلال ذكره للمكتب، وأنّه كان مصاحبًا له، وأنّ أيامه في الكتاتيب من أحب الأيام إلى قلبه.
وَيا حَبَّذا صِبيَةٌ يَمرَحو
نَ عِنانُ الحَياةِ عَلَيهِم صَبي
يقول الشاعر مستذكرًا: ما أجمل الأصدقاء الذين كان يلعبون ببراءة، وقيود الحياة عليهم لم تكن قاسية بل كانت لينة بريئة كبراءة الصغار.
كَأَنَّهُم بَسَماتُ الحَيا
ةِ وَأَنفاسُ رَيحانَها الطَيِّبِ
هؤلاء الأصدقاء كانوا هم فرحة الحياة، وفيهم يكتنز جمال الحياة وطيبها ونقاءها.
خَلِيّونَ مِن تَبِعاتِ الحَيا
ةِ عَلى الأُمِّ يَلقونَها وَالأَبِ
وهؤلاء الأولاد بالهم مرتاح من كلّ مشاكل الحياة ومصاعبها، فهم ما زالوا يعتمدون ويلتجئون إلى الأهل في مواجهة الصعاب، وهذا يدلّ على براءتهم ونقاء صدورهم.
وَتِلكَ الأَواعي بِأَيمانِهِم
حَقائِبُ فيها الغَدُ المُختَبي
يصف الشاعر الحقائب المدرسية التي يحملها الأصدقاء بأيديهم ويؤكّد أنّها الأمل لمستقبل مشرق.
جَميلٌ عَلَيهِم قَشيبُ الثِيا
بِ وَما لَم يُجَمَّل وَلَم يَقشِبِ
إنّ الثياب كلها بهية المنظر عليهم سواء كانت جديدة أم قديمة، فهم الذين يجعلونها جميلة بجمال أرواحهم وقلوبهم.
كَساهُم بَنانُ الصِبا حُلَّةً
أَعَزَّ مِن المِخمَلِ المُذهَبِ
يقول الشاعر: إنّ جمال الشباب هو الذي جعلهم يبدون أجمل وأغلى من أفخر أنواع الثياب وأغلاها ثمنًا.
وَأَبهى مِنَ الوَردِ تَحتَ النَدى
إِذا رَفَّ في فَرعِهِ الأَهدَبِ
يشبّه الشاعر الشباب بالورد، ويقول: هؤلاء الشباب يفوقون في بهاء طلتهم الأزهار الندية عندما تتمايل بأغصانها الطويلة.
بُيوتٌ مُنَزَّهَةٌ كَالعَتيــ
قِ وَإِن لَم تُسَتَّر وَلَم تُحجَبِ
إنّ هؤلاء الشباب يعيشون في منازل طاهرة تزينها العفة والأخلاق الحميدة، لا مظاهر الثراء والغنى المادي.
يُداني ثَراها ثَرى مَكَّةٍ
وَيَقرُبُ في الطُهرِ مِن يَثرِبِ
ولشدّة نزاهة هذه البيوت وطهرها وصفاء القلوب فيها فهي تكاد تشبه المدينة المنورة ومكة المكرمة.
معاني المفردات في قصيدة صحبة المكتب
يتميّز أحمد شوقي في قصائده عمومًا وفي قصيدة صحبة المكتب أنه يستخدم المفردات الغريبة والتي تعبر عن مخزونه اللغوي، وبراعته في انتقاء الألفاظ المناسبة للمقام، وتجعل لغته الشعرية متينة قوية تجذب القارئ وتثير إعجابه بهذا العمل الشعري المتقن، إضافة إلى إبداعه ي استخدام الصور الشعرية التي تقرّب الصورة من ذهن المتلقي وتزيد الوصف إتقانًا ودقةً، ومن بعض المفردات الغريبة في القصيدة:
- حبذا: لفظ يُستعمل للمدح.[٢]
- عنان: الّلجام.[٣]
- قشيب: الجميل والنظيف.[٤]
- الصّبا: الشباب.[٥]
- الأهدب: الطويل.[٦]
- العتيق: إشارة إلى البيت العتيق، الكعبة المشرّفة.[٧]
المراجع
- ↑ "أحمد شوقي"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-10. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى حبذا في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى عنان في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى قشيب في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الصبا في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الأهدب في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى إلى البيت العتيق في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.