شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب

كتابة:
شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب

أبو القاسم الشابي

أبو القاسم الشابّي هو شاعرٌ تونسيّ ولد في تونس سنة 1909 ميلاديًّا، درس الكتاتيب وهو في سنٍ صغيرة فقد أتمّ حفظ القرآن على عمر التسع سنوات بمتابعة من والده، ثم علّمه أباه مبادئ العلوم وأصول اللغة العربيّة، ثم بعد مدة التحق بكلية الحقوق التونسية، عُرِف بقصيدته المشهورة إرادة الشعب التي انبثقت من إحساسه القويّ كما باقي شِعره، فقد اشتهر شعره بالإحساس العالي، والقوّة أيضًا ففي بعض أشعاره كان يواجه الناس مخاطبًا وموبّخًا وكأنّه يلقّنهم لغته وتعاليمه وأفكاره، وعندما يكتب عن الطبيعة يُلاحظ القارئ أنه مولَعٌ وهائمٌ بها، يصفها وصف العابد للمعبود وكأنه مندمجٌ بها ذلك الاندماج الذي يضفي على كتاباته دفئًا وحنانًا لا ينضبان، وفي هذا المقال سيتم شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب.[١]

شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب

أبو القاسم الشابّي وكما عُرف عنه بأنه شاعر الرومانسية، فقد سطّر أبياتًا من الشعر خلّدها التاريخ إلى هذا اليوم، وتدرّس في مدارس كثيرة في الوطن العربيّ، فقد ذاع سيطه بين طلبة المدارس قبل أن يعرفه الكبار حتى،وبالذات قصيدة صلوات في هيكل الحب التي نشأ عليها الطلاب منذ بلوغهم، هذه القصيد من القصائد النادرة لأبي القاسم الشابّي التي ذكر فيها كاف التشبيه أكثر من ثماني مرات، واصفًا الجمال الأخّاذ، مما أدى إلى زخرفة النص والآن سيتم شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب.[٢]

عذبة أنتِ كالطفولة كالأحلام

كاللحن كالصباح الجديدِ

كالسماء الضحوك كالليلة القمراء

كالورد ،كابتسام الوليدِ

يا لها من وداعة وجمال

وشباب منعم أملودِ

يا لها من طهارة، تبعث التقديس

في مهجة الشقي العنيدِ


وفي شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب، يبدأ الشاعر بوصف جمال محبوبته، فابتدأ القصيدة بوصف العذوبة، وصفها بأنها عذبة ورقيقة ونقية كالطفولة والأحلام التي يتميز بها أصحاب القلوب الرقيقة والمليئة بالبراءة، لدرجة أن هذا الصفاء والنقاء يذكره بألحان الصباح وتجدد الأمل في كل صباح،ويكمل وصفها بأنها كالسماء الضحوك شبهها بالسماء التي تضحك والليلة الواضح قمرها، فأجمل الليالي هي تلك الليلة التي يظهر فيها القمر جليًّا، واستمر في تشبيهها حتى وصفها بالورد التي تفوح رائحته الجميلة والذي يُسرّ الناس برؤيته، وختم البيت الثاني بتشبيهها بابتسامة الوليد، فهذا الوصف دليل النقاء والحب والبراءة، ثم وصف هدوءها ورقّتها وشبابها الذي لا يتأثر بالزمن، وحسن قامتها ونعومة ملمسها، ويصاب بالدهشة لشدة طهارتها وجاذبيتها التي تذيب قلب أي عاشق.

أي شيء تراك؟ هل أنت فينيس

تهادت بين الورى من جديدِ
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميدِ

ملاك الفردوس جاء إلى الأرْ

ضِ ليحيي روح السلام العهيد

أنت، ما أنت؟ أنت رسم جميل

عبقري من فن هذا الوجود


يتساءل الشاعر في هذه الأبيات: من أنت؟ هل أنت التي أتيتِ كي تعيدي الحياة من بين جنبات الموت، لتعيدي الشباب والخصوبة والفرح والحب والجمال إلى هذه العالم التعيس، أم أنكِ ملاكٌ جاء من عالمٍ آخر كي ينشر السلام والأمن بروحه الطيبة الطاهرة، ويكرر الشاعر السؤال من أنتِ؟ ويجيب نفسه بأنك لوحة فنيّة جميلة، عبقرية من عجائب هذا الوجود الذي لا يتكرر فيه كثيرًا مثل هذه الظواهر العجيبة التي تمثّلت بجمالك، وكان هذا شرح قصيدة صلوات في هيكل الحب.


وفاة أبي القاسم الشابي

كان أبي القاسم الشابّي يعاني من مرض القلب وفي شهر اكتوبر أُدخل إلى المستشفى وتلقّى عناية شديدة في المستشفى الطلياني في تونس وقد قيل بأن أباه كان يعاني من نفس المرض، ورغم الإهتمام الشديد من قبل المستشفى إلّا أنه إرادة الله كانت فوق كل شيء، فتوفّي بعد ستة أيام من دخوله المستشفى في التاسع من اكتوبر عام 1934 ميلاديًّا، والجدير بالذكر أنه لقي عناية وحفاوة كبيرة حتى بعد موته، فتشكّلت لجنة لانشاء ضريح خاص فيه وكان ذلك فأخذوا جثمانه ونلقلوه إلى ضريح خاص فيه وتم الإحتفال بهذا الحدث الضخم بالنسبة لهم، وكان هذا الحدث عام 1946 أي بعد مدة من وفاته.[٣]

المراجع

  1. "أبو القاسم الشابي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-07-2019. بتصرّف.
  2. أبي القاسم الشابي (2005)، ديوان أبي القاسم الشابي (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 60.
  3. "أبي القاسم الشابي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×