محتويات
شرح معلقة طرفة بن العبد (لخولة أطلالٌ)
فيما يأتي عرض لشرح معلقة طرفة بن العبد ( لخولة أطلالٌ):[١]
شرح المقدمة الطللية
لِخَولَةَ أطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
:::تلوح كَباقي الوشم في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مطيّهُم
:::يَقولونَ لا تَهلِك أسىً وتجلد
كَأَنَّ حُدوج المالِكيَّةِ غُدوةً
:::خلايا سَفينٍ بالنواصف مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
:::يجور بِها الملاح طورًا وَيَهتَدي
يَشُقُّ حباب حيزومها بها
:::كَما قَسَمَ التُربَ المُفايل بِاليَدِ.[٢]
في هذا المقطع الشعري نجد أنّ الشاعر يبدأ معلقته بالوقوف على الأطلال، ويقول أن لخولة بقايا وآثار في منطقة برقة ثهمد في عُمان، وأنّ هذه الأطلال أصبحت مختفية، وليس لها من الأثر إلا القليل، ولعل الشاعر يقصد بخولة، الخؤولة أي أخواله الذين تركوا الديار، وتخلوا عن الشاعر وعن أمه.
نرى في البيت الثاني حضور نفس امرئ القيس، فالشاعر يطابق بيته أحد أبيات معلقة امرئ القيس تطابقًا تامًا خلا الكلمة الأخيرة، فالشاعر يطابق خطى العرب في الوقوف على الأطلال، وطلب البكاء معه من رفيقيه المتخيلين.
ويصف الشاعر منظر رحلة أخواله، وهم يركبون السفينة، ويحملونها بأحمالهم، فهذه السفينة كبيرة وتدخل العواصف الظالمة ولا تهابها، ومقدمتها صلبة مدببة مثل حد السيف، وأثناء مسيرها تشق الماء شقًا، وشبه الشاعر صورة شق الماء، بصورة كومة تراب يتم قطعها بسيف اليد.
شرح لوحة الأم
وَفي الحَيِّ أحوى يَنفُضُ المرد شادنٌ
:::مُظاهِرُ سِمطي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خَذولٌ تُراعي ربربًا بخميلةٍ
:::تَناوَلُ أَطرافَ البرير وَتَرتَدي
وَتَبسِمُ عَن ألمى كَأَنَّ مُنوّرا
:::تخلّل حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي
سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتهِ
:::أُسِفَّ وَلَم تكدِم عَلَيهِ بإثمدِ
وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حلّت رِدائَها
:::عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يتخدّدِ[٢]
في هذه الأبيات نجد أنّ الشاعر طرفة بن العبد يتغنّى بأمه، ويحكي لنا قصة رعايتها له في صغره، فيصف الشاعر نفسه بأنّه أحوى أي صغير الغزال، الذي لا حول له ولا قوّة، ويصف أمّه بأنها خذول أي خُذلت من أهلها، فصارت ترعى ولدها وحدها دون معيل.
يصف الشاعر حياتها وعيشها على هامش الحياة، فكانت ترتدي الثياب الرثّة، ومن ثمّ يصف الشاعر فم أمّه فيقول إنه فمٌ أبيض ناصع، دلالة على الشرف والعفّة، حتّى أنّ الشمس هي التي أمدّته بنورها، أمّا وجه أمّه فهو كالشمس إشراقًا ونورًا.
شرح لوحة وصف الناقة
وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ
:::بِعَوجاءَ مِرقالٍ تَروحُ وَتَغتَدي
أَمونٍ كَأَلواحِ الأَرانِ نَصَأتُها
:::عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ
جَماليَّةٍ وَجناءَ تَردي كَأَنَّها
:::سَفَنَّجَةٌ تَبري لِأَزعَرَ أَربَدِ
تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وَأَتبَعَت
:::وَظيفاً وَظيفاً فَوقَ مَورٍ مُعَبَّدِ
تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَولِ تَرتَعي
:::حَدائِقَ مَوليِّ الأَسِرَّةِ أَغيَدِ
تَريعُ إِلى صَوتِ المُهيبِ وَتَتَّقي
:::بِذي خُصَلٍ رَوعاتِ أَكلَفَ مُلبِدِ
كَأَنَّ جَناحَي مَضرَحيٍّ تَكَنَّفا
:::حِفافَيهِ شُكّا في العَسيبِ بِمَسرَدِ
فَطَوراً بِهِ خَلفَ الزَميلِ وَتارَةً
:::عَلى حَشَفٍ كَالشَنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
لَها فَخِذانِ أُكمِلَ النَحضُ فيهِما
:::كَأَنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
وَطَيُّ مَحالٍ كَالحَنيِّ خُلوفُهُ
:::وَأَجرِنَةٌ لُزَّت بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها
:::وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ
لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها
:::تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ
كَقَنطَرَةِ الروميِّ أَقسَمَ رَبُّها
:::لَتُكتَنَفَن حَتّى تُشادَ بِقَرمَدِ
صُهابيَّةُ العُثنونِ موجَدَةُ القَرا
:::بَعيدَةُ وَخدِ الرِجلِ مَوّارَةُ اليَدِ
أُمِرَّت يَداها فَتلَ شَزرٍ وَأُجنِحَت
:::لَها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ
جُنوحٌ دِفاقٌ عَندَلٌ ثُمَّ أُفرِعَت
:::لَها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعَّدِ
كَأَنَّ عُلوبَ النِسعِ في دَأَياتِها
:::مَوارِدُ مِن خَلقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقى وَأَحياناً تَبينُ كَأَنَّها
:::بَنائِقُ غُرٌّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا صَعَّدَت بِهِ
:::كَسُكّانِ بوصيٍّ بِدِجلَةَ مُصعِدِ
وَجُمجُمَةٌ مِثلُ العَلاةِ كَأَنَّما
:::وَعى المُلتَقى مِنها إِلى حَرفِ مِبرَدِ
وَخَدٌّ كَقِرطاسِ الشَآمي وَمِشفَرٌ
:::كَسِبتِ اليَماني قَدُّهُ لَم يُجَرَّدِ
وَعَينانِ كَالماوَيَّتَينِ اِستَكَنَّتا
:::بِكَهفَي حِجاجَي صَخرَةٍ قَلتِ مَورِدِ
طَحورانِ عُوّارَ القَذى فَتَراهُما
:::كَمَكحولَتَي مَذعورَةٍ أُمِّ فَرقَدِ
وَصادِقَتا سَمعِ التَوَجُّسِ لِلسُرى
:::لِهَجسٍ خَفِيٍّ أَو لِصَوتٍ مُنَدَّدِ
مُؤَلَّلَتانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما
:::كَسامِعَتَي شاةٍ بِحَومَلَ مُفرَدِ
وَأَروَعُ نَبّاضٌ أَحَذُّ مُلَملَمٌ
:::كَمِرداةِ صَخرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ
وَأَعلَمُ مَخروتٌ مِنَ الأَنفِ مارِنٌ
:::عَتيقٌ مَتى تَرجُم بِهِ الأَرضَ تَزدَدِ
وَإِن شِئتُ لَم تُرقِل وَإِن شِئتُ أَرقَلَت
:::مَخافَةَ مَلويٍّ مِنَ القَدِّ مُحصَدِ
وَإِن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رَأسُها
:::وَعامَت بِضَبعَيها نَجاءَ الخَفَيدَدِ
عَلى مِثلِها أَمضي إِذا قالَ صاحِبي
:::أَلا لَيتَني أَفديكَ مِنها وَأَفتَدي
وَجاشَت إِلَيهِ النَفسُ خَوفاً وَخالَهُ
:::مُصاباً وَلَو أَمسى عَلى غَيرِ مَرصَدِ[٢]
إنّ المتأمل في هذه اللوحة يجد أنّ الشاعر يغرق في وصف الناقة، ويطيل فيها ليجعلها أطول لوحات معلقته، حتى أنّ لوحة الناقة عنده هي أطول لوحة عند شعراء العرب كلهم، فالشاعر يعاني من همٍّ كبير، ولا سبيل لإزالة هذا الهم إلا بالغزو على ظهر هذه الناقة ذات الصفات الخارقة.
من ثمّ يبدأ الشاعر بوصفها حسّيًا، فيذكر أنّها ناقة سريعة جدًا، رأسها يتردد هابًا وإيابًا من شدة سرعتها، حتى أنّها تستطيع أن تسابق أي فرسٍ عاتية السرعة، والتغلب عليها، فهي صحيحة الجسد عظيمة البُنية، لها فخذان عريضان مكتنزان لحمًا، أمّا ظهرها فعالٍ وشاهق الارتفاع.
نراه يصف عينيها بحدة النظر، وصلابة حوافرها، ورزانة مشيتها، فالشاعر يفصّل في هذه اللوحة جسد ناقته تفصيلا دقيقًا، لكونها أداته للانتقام، وإزالة الهم، فهي ناقة متخيلة، إذ لا يوجد ناقة بهذه الأوصاف الكاملة، كأنّها ناقة سحرية لا عيب فيها ولا تقصير.
شرح لوحة الفخر بالنفس
إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني
:::عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ
أَحَلتُ عَلَيها بِالقَطيعِ فَأَجذَمَت
:::وَقَد خَبَّ آلُ الأَمعَزِ المُتَوَقِّدِ
فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ
:::تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ
وَلَستُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَةً
:::وَلَكِن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ
فَإِن تَبغِني في حَلقَةِ القَومِ تَلقَني
:::وَإِن تَقتَنِصني في الحَوانيتِ تَصطَدِ
مَتى تَأتِني أُصبِحكَ كَأساً رَويَّةً
:::وَإِن كُنتَ عَنها ذا غِنىً فَاِغنَ وَاِزدَدِ
وَإِن يَلتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني
:::إِلى ذِروَةِ البَيتِ الرَفيعِ المُصَمَّدِ
نَدامايَ بيضٌ كَالنُجومِ وَقَينَةٌ
:::تروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ وَمَجسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ مِنها رَقيقَةٌ
:::بِجَسِّ النَدامى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
إِذا نَحنُ قُلنا أَسمِعينا اِنبَرَت لَنا
:::عَلى رِسلِها مَطروقَةً لَم تَشَدَّدِ
إِذا رَجَّعَت في صَوتِها خِلتَ صَوتَها
:::تَجاوُبَ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي[٢]
في هذه اللوحة نجد أنّ الشاعر يفتخر ويتغنّى بنفسه، فيقول عند الشدائد يقصده القوم، فهو صاحب القوة والنخوة، وهو صاحب كرم وجود، فهو دائم التواجد بالحانات يشرب الخمرة الغالية، ويُشربها لأصحابه وخلّانه، لكن هذا التبذير والصرف للأموال سيكون له عاقبته الوخيمة على الشاعر.
شرح لوحة القبيلة وعلاقتها بالشاعر
وَما زالَ تَشرابي الخُمورَ وَلَذَّتي
:::وَبَيعي وَإِنفاقي طَريفي وَمُتلَدي
إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها
:::وَأُفرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رَأَيتُ بَني غَبراءَ لا يُنكِرونَني
:::وَلا أَهلُ هَذاكَ الطِرافِ المُمَدَّدِ
أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى
:::وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي
فَإِن كُنتَ لا تَسطيعُ دَفعَ مَنيَّتي
:::فَدَعني أُبادِرها بِما مَلَكَت يَدي
وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ مِن عيشَةِ الفَتى
:::وَجَدِّكَ لَم أَحفِل مَتى قامَ عُوَّدي
في هذه اللوحة يصف الشاعر ما آل إليه حاله بعد أن اختبرته القبيلة، وطردته منها، فهو كان مسرفًا مبذرًا شرّابًا للخمور، وهذه الصفات من الذمائم والمكروهات عند العرب، لكن القبيلة احتملته لشجاعته وكرمه، لكن عندما زاد الشاعر في شربه وإسرافه نفد ماله، فنفر منه الناس على تقتيره وإسرافه.
شرح لوحة الحكمة
فَمِنهُنَّ سَبقي العاذِلاتِ بِشَربَةٍ
:::كُمَيتٍ مَتى ما تُعلَ بِالماءِ تُزبِدِ
وَكَرّي إِذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
:::كَسيدِ الغَضا نَبَّهتَهُ المُتَوَرِّدِ
وَتَقصيرُ يَومَ الدَجنِ وَالدَجنُ مُعجِبٌ
:::بِبَهكَنَةٍ تَحتَ الطِرافِ المُعَمَّدِ
كَأَنَّ البُرينَ وَالدَماليجَ عُلِّقَت
:::عَلى عُشَرٍ أَو خِروَعٍ لَم يُخَضَّدِ
كَريمٌ يُرَوّي نَفسَهُ في حَياتِهِ
:::سَتَعلَمُ إِن مُتنا غَداً أَيُّنا الصَدي
أَرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمالِهِ
:::كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَةِ مُفسِدِ
تَرى جُثوَتَينِ مِن تُرابٍ عَلَيهِما
:::صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ وَيَصطَفي
:::عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
أَرى العَيشَ كَنزاً ناقِصاً كُلَّ لَيلَةٍ
:::وَما تَنقُصِ الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ
لَعَمرُكَ إِنَّ المَوتَ ما أَخطَأَ الفَتى
:::لَكَالطِوَلِ المُرخى وَثِنياهُ بِاليَدِ
فَما لي أَراني وَاِبنَ عَمِّيَ مالِكاً
:::مَتى أَدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ
يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني
:::كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ
وَأَيأَسَني مِن كُلِّ خَيرٍ طَلَبتُهُ
:::كَأَنّا وَضَعناهُ إِلى رَمسِ مُلحَدِ
عَلى غَيرِ ذَنبٍ قُلتُهُ غَيرَ أَنَّني
:::نَشَدتُ فَلَم أُغفِل حَمولَةَ مَعبَدِ
وَقَرَّبتُ بِالقُربى وَجَدِّكَ إِنَّني
:::مَتى يَكُ أَمرٌ لِلنَكيثَةِ أَشهَدِ
وَإِن أُدعَ لِلجُلّى أَكُن مِن حُماتِها
:::وَإِن يَأتِكَ الأَعداءُ بِالجَهدِ أَجهَدِ
وَإِن يَقذِفوا بِالقَذعِ عِرضَكَ أَسقِهِم
:::بِكَأسِ حِياضِ المَوتِ قَبلَ التَهَدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحدَثتُهُ وَكَمُحدِثٍ
:::هِجائي وَقَذفي بِالشَكاةِ وَمُطرَدي
فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً هُوَ غَيرَهُ
:::لَفَرَّجَ كَربي أَو لَأَنظَرَني غَدي
وَلَكِنَّ مَولايَ اِمرُؤٌ هُوَ خانِقي
:::عَلى الشُكرِ وَالتَسآلِ أَو أَنا مُفتَدِ
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
:::عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فَذَرني وَخُلقي إِنَّني لَكَ شاكِرٌ
:::وَلَو حَلَّ بَيتي نائِياً عِندَ ضَرغَدِ
فَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ قَيسَ بنَ خالِدٍ
:::وَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ عَمروَ بنَ مَرثَدِ
فَأَصبَحتُ ذا مالٍ كَثيرٍ وَزارَني
:::بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ
أَنا الرَجُلُ الضَربُ الَّذي تَعرِفونَهُ
:::خَشاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
فَآلَيتُ لا يَنفَكُّ كَشحي بِطانَةً
:::لِعَضبٍ رَقيقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدِ
حُسامٍ إِذا ما قُمتُ مُنتَصِراً بِهِ
:::كَفى العَودَ مِنهُ البَدءُ لَيسَ بِمِعضَدِ
أَخي ثِقَةٍ لا يَنثَني عَن ضَريبَةٍ
:::إِذا قيلَ مَهلاً قالَ حاجِزُهُ قَدّي
إِذا اِبتَدَرَ القَومُ السِلاحَ وَجَدتَني
:::مَنيعاً إِذا بَلَّت بِقائِمِهِ يَدي
وَبَركٍ هُجودٍ قَد أَثارَت مَخافَتي
:::بَوادِيَها أَمشي بِعَضبٍ مُجَرَّدِ
فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ
:::عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ
يَقولُ وَقَد تَرَّ الوَظيفُ وَساقُها
:::أَلَستَ تَرى أَن قَد أَتَيتَ بِمُؤيِدِ
وَقالَ أَلا ماذا تَرَونَ بِشارِبٍ
:::شَديدٍ عَلَينا بَغيُهُ مُتَعَمِّدِ
وَقالَ ذَروهُ إِنَّما نَفعُها لَهُ
:::وَإِلّا تَكُفّوا قاصِيَ البَركِ يَزدَدِ
فَظَلَّ الإِماءُ يَمتَلِلنَ حُوارَها
:::وَيُسعى عَلَينا بِالسَديفِ المُسَرهَدِ
فَإِن مُتُّ فَاِنعيني بِما أَنا أَهلُهُ
:::وَشُقّي عَلَيَّ الجَيبَ يا اِبنَةَ مَعبَدِ
وَلا تَجعَليني كَاِمرِئٍ لَيسَ هَمُّهُ
:::كَهَمّي وَلا يُغني غَنائي وَمَشهَدي
بَطيءٍ عَنِ الجُلّى سَريعٍ إِلى الخَنى
:::ذَلولٍ بِأَجماعِ الرِجالِ مُلَهَّدِ
فَلَو كُنتُ وَغلاً في الرِجالِ لَضَرَّني
:::عَداوَةُ ذي الأَصحابِ وَالمُتَوَحِّدِ
وَلَكِن نَفى عَنّي الرِجالَ جَراءَتي
- عَلَيهِم وَإِقدامي وَصِدقي وَمَحتِدي
لَعَمرُكَ ما أَمري عَلَيَّ بِغُمَّةٍ
:::نَهاري وَلا لَيلي عَلَيَّ بِسَرمَدِ
وَيَومٍ حَبَستُ النَفسَ عِندَ عِراكِهِ
:::حِفاظاً عَلى عَوراتِهِ وَالتَهَدُّدِ
عَلى مَوطِنٍ يَخشى الفَتى عِندَهُ الرَدى
:::مَتى تَعتَرِك فيهِ الفَرائِصُ تُرعَدِ
وَأَصفَرَ مَضبوحٍ نَظَرتُ حِوارَهُ
:::عَلى النارِ وَاِستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
:::وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُ
:::بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ[٢]
في هذه اللوحة نجد أنّ الشاعر يتحدّث فيها عن الموت في بدايتها فالشاعر كان يشعر بأن الموت قريب منه، كيف لا وهو قتيل العشرين، إذ إنّه مات في بداية العشرينيات من عمره، فنرى الشاعر يستحضر في قصيدته الموت والحديث عن الحكمة.
من حكم الشاعر معاناته من الغدر وقلة الوفاء، فالشاعر لم يجد وفاءً عند أهله وهو صغير، فتركه أخواله هو وأمه يعيشان على هامش الحياة، ومن ثم تخلت عنه قبيلته كلها، فالشاعر يعاني من أزمة نفسية، وهي أزمة الخيانة والفراق، لكن الشاعر في النهاية يتوعدهم بأنّه سيكون ذا شأن عظيم، وسيجعلهم نادمين على تخليهم عنه.
الأفكار الرئيسة في معلقة طرفة بن العبد
الأفكار الرئيسة في معلقة طرفة بن العبد فيما يأتي:
- الوقوف على الأطلال ومخاطبة الديار الخربة.
- التغني بذكرى أمه، ووصف طهارته وعفتها.
- وصف الناقة، وتفصيل أجزائها تفصيلاً دقيقًا.
- الفخر بالنفس والاعتداد بها.
- الحديث عن غدر الأقارب ووصفه بأنه أقسى أنواع الغدر.
- الحديث عن معاناته بعد طرده من القبيلة.
- التوعد لقبيلته على طردهم له.
الصورة الفنية في معلقة طرفة بن العبد
الصور البلاغية في معلقة طرفة بن العبد كثيرة، بعضها فيما يأتي:
- شبه الشاعر في البيت الأول بقايا الأطلال الممحية، ببقايا الوشم الزائل.
- شبه الشاعر في البيت الثالث أحمال قومه وقافلتهم بالسفينة المحملة.
- شبه الشاعر في البيت الخامس صورة مقدمة السفينة وهي تشق الماء، بصورة كومة تراب تقسم بضربة يد.
- شبه الشاعر في البيت السادس نفسه وهو صغير بصغير الغزال الذي يرعى وحده في الحي.
- شبه الشاعر في البيت الثامن لمعة فم أمه بضوء الشمس.
- شبه الشاعر في البيت العاشر وجه أمه بالشمس المشرقة.
- شبه الشاعر في البيت الحادي عشر عظم ناقته بألواح الخشب القوي والذي يُصنع منه التابوت.
- شبه الشاعر في الثاني عشر ناقته بالنعامة من فرط سرعتها
- شبه الشاعر في البيت السادس عشر الشعر الموجود في ذنب ناقته بجناحي نسر.
- شبه الشاعر في البيتين الثامن عشر والتاسع عشر فخذا ناقته بالباب الممرد المطعم لقصر كبير.
- شبه الشاعر في البيتين الحادي والعشرين والثاني والعشرين كتفا ناقته بالقنطرة الرومانية العالية.
- شبه الشاعر في البيت الثلاثين خد ناقته بقرطاس الورق لشدة بياض خدها ونعومتها.
- شبه الشاعر في البيت الواحد والثلاثين عينا ناقته بالمغارتين.
- شبه الشاعر في البيت الثالث والخمسين نفسه بالبعير الأجرب الذي دُهن بالقطران،وأبعد عن القطيع، بعد أن طردته القبيلة.
معاني الكلمات المهمة في معلقة طرفة بن العبد
معاني الكلمات المهمة في معلقة طرفة بن العبد فيما يأتي:الكلمة | المعنى |
الأطلال | مفردها طلل وهو بقايا الديار.[٣] |
حدوج | مَركَب من مراكب النساء مثل الهودج.[٤] |
دعص | تل من الرمل مستدير الشكل.[٥] |
عوجاء | المنحنية.[٦] |
مرقال | السريع.[٧] |
أربد | من تغير لون وجهه.[٨] |
العسيب | ذَنَب الدابة.[٩] |
الشن | قربة الماء الباردة.[١٠] |
أجذمت | أسرع.[١١] |
المعبد | المطلي بالقار.[١٢] |
المراجع
- ↑ "شرح معلقة طرفة بن العبد – لخولة أطلال ببرقة ثهمد"، عالم الأدب. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "لِخَولَةَ أطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أطلال في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى حدوج في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى دعص في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى عوجاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى مرقال في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أربد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى العسيب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الشن في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أجذمت في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى المعبد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني. بتصرّف.