مسرحية بجماليون
هي أحد روائع توفيق الحكيم المسرحيّة، تمثِّل هذه المسرحية الصراع بين الفن والحياة، كتبها توفيق الحكيم في عام 1942م، وقد عُرِضت في عام 1964م في المسرح القومي في القاهرة، ومسرحية بجماليون هي من المسرحيات الفلسفية التي أُخذت من مسرحيات كلاسيكية، كما أنَّ هناك مسرحية لبرنارد شو تحمل الاسم نفسه، فقد شكلت الأسطورة الإغريقية المشهورة مصدرَ إلهام لدى الكثير من المفكّرين والكتَّاب، تدور أحداث أغلب القصة في بَهْو منزل بجماليون، ومن الشخصيات الرئيسة في القصة: بجماليون، جالاتيا، نرسيس، والكثير من الشخصيات الأخرى، وسيتناول هذا المقال شرح نص جالاتيا تنبض بالحياة أحد نصوص المسرحية.
شخصية جالاتيا
جالاتيا هي الشخصية الأبرز في مسرحية بجماليون، تتمثل في تمثال لامرأة بارعة الجمال صنعه النحّات بجماليون، أفرغ بجماليون جميع ما اكتسبه من خبرة في النحت، وجميع إبداعه في هذا التمثال، وقد صنعه من العاج، وعندما أنتهى من نحته وقف وبدأ يتأمله طويلًا، تأمله هذا أوقعه في المحظور الذي لطالما هرب منه، وهو العشق ولكن الغرابة تكمن أنَّه اليوم عشق تمثالًا لامرأة صنعه بيديه، وقد تعلّق بجماليون بتمثال جالاتيا تعلُّقًا شديدًا، فصار يتلمّس وجه التمثال ويقبّله، ويُلبسه أفخرَ الثياب، وصار يتضرع للآلهة أن تبعثَ الحياة في هذا التمثال فتحيله امرأة حقيقيّة، وقد استجابة آلهة الحب لمطلب بجماليون وصارت جالاتيا امرأة حقيقية، وسيتناولُ هذا المقال شرح نص جالاتيا تنبض بالحياة. [١]
شرح نص جالاتيا تنبض بالحياة
جالاتيا هي خُلاصة الفنّ والإبداع اللذيْن اكتسبهما بجماليون في حياته، هي تمثالٌ من العاج، يجذبُ الناظرين بسحرِه وجمال كلِّ تفصيل من تفاصيله، صنعَه بجماليون بيديْه ثمّ عشقه بقلبه وعينيه، جالاتيا كانت كما أرادها بجماليون أن تكون بجمالها وروعتها، جذبت إليها الآلهة التي بعثتْ لأطرافها الحياة ولقلبِها العاجيّ النبض بعد تضرُّع بجماليون لها بأنْ تبعث الحياة في حبيبتِه العاجيَّة، فرح بها بجماليون فرحًا لا يُقاسُ بالكلمات ولا يحدّد باللحظات، يتلمّس كلَّ ما فيها ذراعيها شعرها، ينظر لملامح وجهها الملائكيّ وكأنَّه حلم، يخبرها بعد أن تنبضَ بالحياة كلّ شيءٍ عنه وعن عملِه، يصفُ لها حبُّه العميق وخوفه عليها وعلى كلِّ ما فيها، جالاتيا سلبت بجماليون قدرتَه على خلق تماثيل غيرها، سلبته قلبه وإبداعه وكلَّ ما يملك. [٢]
مسرحيات توفيق الحكيم
توفيق الحكيم من كتّاب المسرحية العرب الأكثر شهرةً، ومن أحد الأسماء البارزة في الأدب العربي، وقد أنشأ تيارًا مسرحيًا عُرف بالمسرح الذهني، ومع أنَّ إنتاجه للمسرحيّات كان غزيرًا لكنَّه لم يكتبْ إلّا عددًا قليلًا من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح، أمّا باقي المسرحيات فقد كتبت لتقرأ، فيدخل من خلالها القارئ عالمًا مليئًا بالرموز والدلائل التي يمكنُ إسقاطها على الواقع، ومن أهمّ مسرحيات توفيق الحكيم: [٣]
- مسرحيّة شهرزاد عام 1934م.
- مسرحيّة الأيدي الناعمة عام 1959م.
- مسرحيّة بجماليون عام 1942م.
- مسرحيّة الملك أوديب عام 1949م.
- مسرحيّة سليمان الحكيم عام 1948م.
- مسرحيّة أهل الكهف عام 1933م
- مسرحيّة إيزيس عام 1955م.
- مسرحيّة شمس النهار عام 1965م.