شرح نونية القحطاني

كتابة:
شرح نونية القحطاني

شرح أبيات نونية القحطاني

كتب هذه القصيدة الإمام القحطاني، واسمه محمد بن صالح القحطاني المعافري الأندلسي المالكي، منشعراء العصر الأندلسي، يُكنّى بأبي عبد الله، هو رجل من أهالي قرطبة، رحل إلى المشرق الإسلامي فحجّ البيت ودخل إلى العراق وخراسان وغيرها، واستقرّ في بُخارى ومات فيها سنة 383هـ الموافق 993م.[١]

ذكره السمعاني في كتاب الأنساب وقال عن القحطاني أنه كان فقيهًا حافظًا،[٢] سمع الحديث الشريف في المغرب والشام ومصر وبغداد وغيرها، [٣] وهي قصيدة طويلة نظمها على البحر الكامل وهو أحد أنواع بحور الشعر، وتقع في نحو 690 بيتًا، يدور موضوعها حول العقيدة الإسلامية وجوانب من الفقه، إضافةً للرد على من يخالفه الاعتقاد من فِرق المسلمين، يقول في قصيدته:[٤]

شرح الأبيات من 1 إلى 6

يا منزلَ الآياتِ والفرقانِ

بيني وبينكَ حرمةُ القرآنِ

اشرح بهِ صدري لمعرفةِ الهُدى

واعصِم به قلبي من الشّيطانِ

يسّر به أمري واقضِ مآربي

وأجِرْ به جسدي من النّيرانِ

واحططْ به وزري وأخلِص نيتي

واشدُد به أزري وأصلِح شاني

واكشِف به ضرّي وحقّق توبَتي

وأربِح به بيعي بلا خُسراني

طهّر به قلبي وصفّ سريرتي

أجمِل به ذكري وأعلِ مكاني

في هذا المقطع يبدأ الشاعر بالتوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته والقرآن الكريم الذي أنزله على نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بأن يقضي له حوائجه ويُبعده عن شرّ الشياطين، وأن ييسر له أموره ويُدبّرها كذلك، وأن يحميه من النيران، وأن يغفر له ويتجاوز عنه ويُطهّر قلبه من الأمراض والأدران وغير ذلك.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
وزري
الوزر هو الحمل الشاق المرهق الذي يصعب حمله.[٥]
سريرتي
السريرة تعني ما يُكتَم ويُسَرّ.[٦]

شرح الأبيات من 7 إلى 13

ولقد مننتَ عليّ ربّ بأنعم

مالي بشكرِ أقلهنّ يدانِ

فوحقّ حكمتكَ التي آتيتني

حتى شددتَ بنورها برهاني

لئن اجتبتني من رضاكَ معونةً

حتى تقوّي أيدِها إيماني

لأسبحنّكَ بكرةً وعشيةً

ولتخدمنكَ في الدجى أركاني

ولأذكرنكَ قائمًا أو قاعدًا

ولأشكرنكَ سائرَ الأحيانِ

ولأكتمنَّ عن البريةِ خلّتي

ولأشكونّ إليكَ جَهد زماني

ولأقصدنكَ في جميعِ حوائجي

من دونِ قصدِ فلانةٍ وفلانِ

في هذا المقطع يقرّ الشاعر بنعم الله عليه، وأنّه قد مَنّ بها عليه دون حول منه ولا قوّة، ويُعاهد ربّه أنّه سيكون في طاعته وسيذكره ويُسبّحه ويشكره ويشكو إليه ضَعفه والتعب والمشقة التي يلقاها من الأيّام، ولن يلجأ إلى أحد غيره عند الحاجة.

من الصور الفنية في المقطع السابق ما يأتي:

  • شددتَ بنورها برهاني

شبّه النور بحزام يُشَد، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه، وتعدّ هذه الصورة استعارة مكنيّة.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
الدجى
جمع دجية وهي سواد الليل وظلمته.[٧]
البرية
هم الخَلق والناس والجمع برايا.[٨]

شرح الأبيات من 14 إلى 20

ولأتلونّ حروفَ وحيكَ في الدُّجى

ولأحرقنّ بنورِه شيطاني

أنتَ الذي -يا ربّ- قلتَ حروفَه

ووصفتَه بالوعظِ والتبيانِ

ونظمتَه ببلاغةٍ أزليةٍ

تكييفُها يخفَى على الأذهانِ

وكتبتَ في اللوحِ الحفيظِ حروفَه

من قبلِ خلقِ الخَلقِ في أزمانِ

فالله ربي لم يزل متكلمًا

حقًّا إذا ما شاءَ ذو إحسانِ

نادى بصوتٍ حين كلّم عبدَه

موسى فأسمعَه بلا كتمانِ

وكذا ينادي في القيامةِ ربّنا

جهرًا فيسمعُ صوتَه الثقلانِ

في هذا المقطع يُعاهد الشاعر ربّه أن يتلو القرآن الكريم ليلًا كي يُثبّت فؤاده، وفيه يُثبت الشاعر ويُقر أنّ القرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ وأنّه مُنزَلٌ منه، وأنّ الله تعالى متكلّم بما يشاء وكيف يشاء، فهو كلّم نبيّه موسى -عليه السلام- وسيتكلّم يوم القيامة فتسمعه الخلائق كلّها.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
الثقلان
الإنس والجن.[٩]
الأذهان
جمع الذهن وهو العقل.[١٠]

شرح الأبيات من 21 إلى 27

هذا حديثُ نبينا عن ربه

صدقًا بلا كذبٍ ولا بهتانِ

لسنا نشبّه صوته بكلامنا

إذ ليس يدركُ وصفه بعيانِ

لا تحصر الأوهامُ مبلغ ذاته

أبدًا ولا يحويهِ قُطْرُ مكانِ

وهو المحيطُ بكل شيء علمُه

من غير إغفالٍ ولا نسيانِ

من ذا يكيّف ذاته وصفاته

وهو القديمُ مكونُ الأكوانِ

سبحانه ملِكًا على العرشِ استوى

وحوى جميعَ الملكِ والسلطانِ

وكلامُه القرآنُ أنزل آيَهُ

وحيًا على المبعوثِ من عدنانِ

في هذا المقطع يقول الشاعر إنّ ما سبق تقريره في المقطع السابق من كلام الله تعالى وصدق القرآن الكريم، وكلام الله تعالى يوم القيامة كلّ ذلك هو من إخبار النبي عليه الصلاة والسلام، ثّم يُنزّه الله تعالى عن مُشابهة البشر، أو أن يكون في حِيزٍ ما سبحانه وتعالى.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
بهتان
مصدر الفعل بَهَتَ وهو ذكر الآخرين بما ليس فيهم.[١١]
آية
الآي جمع آية، وهي هنا الآية القرآنية.[١٢]

شرح الأبيات من 28 إلى 33

سبحانَ من يُجري الأمورَ بحكمةٍ

في الخَلق بالأرزاقِ والحرمانِ

نفذتْ مشيئتُه بسابقِ علمِه

في خلقِهِ عدلًا بلا عُدوانِ

والكلّ في أم الكتاب مسطرٌ

من غير إغفالٍ ولا نقصانِ

فاقصِد -هُدِيتَ- ولا تكن متغاليًا

إنّ القدورَ تفورُ بالغليانِ

دِن بالشريعةِ والكتابِ كليهِما

فكلاهُما للدينِ واسطتانِ

وكذا الشريعةُ والكتابُ كلاهما

بجميع ما تأتيه محتفظانِ

في هذا المقطع تسبيح من الشاعر بعظمة الله، وكلام على أنّ الله تعالى هو مسبّب الأسباب ومقرّر الأعمال ومدبّر الأمور الذي لا يحدث شيئًا إلّا بإذنه، وفيه كذلك دعوة للسير على جادة الصواب، والتزام الوسطيّة في الدين المأمور بها، وكذلك في المقطع دعوة لالتزام الكتاب والسنة.

من الصور الفنية في المقطع السابق الآتي:

  • إنّ القدورَ تفورُ بالغليانِ

القدور هنا كناية عن تأزّم الحال، فإنّ هذه القدور تأتيها نار هادئة لتصل بعدها إلى درجة الغليان فتنفجر أخيرًا، وهذه كناية عن صفة.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
دِن
فعل أمر من الفعل دان وهو الخضوع.[١٣]
نفذَت
يُقال نفذَ الشيء إذا مضى واخترق، أو صار معمولًا به.[١٤]

شرح الأبيات من 34 إلى 39

ولكل عبدٍ حافظان لكلّ ما

يقع الجزاءُ عليه مخلوقانِ

أُمِرا بكتبْ كلامِه وفعاله

وهما لأمرِ اللهِ مؤتمرانِ

وحياتُنا في القبرِ بعدَ مماتِنا

حقًّا ويسألنا به الملكانِ

والقبرُ صحّ نعيمُه وعذابُه

وكلاهما للناس مُدَّخرانِ

والبعث بعد الموت وعدٌ صادقٌ

بإعادة الأرواح في الأبدانِ

وصراطنا حقٌّ وحوضُ نبيّنا

صدقٌ له عدد النجوم أواني

في هذا المقطع يتحدث الشاعر عن مسألة الملكين الموكلين بكتابة أفعال البشر، إذ لا يعصيان أمر الله أبدًا، ويُؤكد مسألة الحياة في القبر وسؤال الملَكَين وعذاب القبر ونعيمه والبعث بعد الممات والصراط المستقيم وحوض النبي -عليه الصلاة والسلام- وغير ذلك من الأمور الغيبية.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
مدّخران
ادّخر المرء الشيء إذا احتفظ به إلى وقت معلوم.[١٥]
صراطنا
الصراط الطريق والسبيل، وهو اسم لجسر على متن جهنم.[١٦]

شرح الأبيات من 40 إلى 46

والكتبُ يومئذٍ تَطايرُ في الورى

بشمائلِ الأيدي وبالأيمانِ

والله يومئذٍ يجيء لعرضنا

مع أنّه في كل وقتٍ داني

وعليه عرضُ الخلق يوم معادهم

للحكم كي يتناصفَ الخصمانِ

والله يومئذٍ نراه كما نرى

قمرًا بدا للست بعد ثمانِ

يومُ القيامةِ لو علمتَ بهوله

لفررتَ من أهلٍ ومن أوطانِ

يومٌ تشققتِ السماءُ لهوله

وتشيب فيه مفارقُ الولدانِ

يومٌ عبوسٌ قمطريرٌ شرّه

في الخلقِ منتشرٌ عظيمُ الشانِ

يُثبت الشاعر في هذا المقطع مسألة يوم القيامة وعرض الخلائق على الله تعالى ورؤية الخلق لله، كما جاء في الأحاديث الصحيحة، ويُشير إلى أهوال يوم القيامة على أنّه يوم تشيب لها الوِلْدان ويذهل العقل بها، وتذر الحليم حيرانًا.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
قمطرير
القمطرير هو اليوم العصيب الشديد.[١٧]
مفارق
جمع مفرق، ومفرق الرأس هو موضع انفراق الشعر.[١٨]

شرح الأبيات من 47 إلى 54

والجنةُ العُليا ونارُ جهنمٍ

داران للخصمينِ دائمتانِ

يومَ يجيءُ المتقونَ لربّهم

وفدًا على نُجُبٍ من العقيانِ

ويجيءُ فيه المجرمونَ إلى لظًى

يتلمظونَ تلمظَ العطشانِ

ودخولُ بعضِ المسلمينَ جهنمًا

بكبائرِ الآثامِ والطغيانِ

والله يرحمهم بصحةِ عقدهم

ويُبدّلوا من خوفِهم بأمانِ

وشفيعهم عند الخروج محمدٌ

وطهورُهم في شاطئ الحيوانِ

حتى إذا طهروا هنالك أُدخِلُوا

جناتِ عدنٍ وهي خير جنانِ

فالله يجمعنا وإياهم بها

من غير تعذيبٍ وغير هوانِ

في المقطع السابق يُثبت الشاعر مسألة وجود الجنة والنار، ويصف حال أهل الجنة وأهل النار، ويتطرّق لمسألة دخول بعض عصاة المسلمين النار، ثمّ خروجهم منها بعد أن يقضوا ما عليهم من عذاب ودخولهم جنات عدن، وأخيرًا يدعو بأن يكون من الناجين من النار.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
العقيان
هو الذهب الخالص المتكاثف في مناجمه من دون رمل أو ما يُعلق به عادة.[١٩]
نُجُب
جمع نجيبة وهي الناقة القوية الخفيفة.[٢٠]

شرح الأبيات من 55 إلى 60

وإذا دعيتَ إلى أداءِ فريضةٍ

فانشَط ولا تكُ في الإجابةِ واني

قم بالصلاةِ الخمسِ واعرِف قدرَها

فلهنّ عند اللهِ أعظمُ شانِ

لا تمنعنّ زكاةَ مالكَ ظالمًا

فصلاتُنا وزكاتنا أختانِ

وصيامُنا رمضانَ فرضٌ واجبٌ

وقيامُنا المسنونُ في رمضانِ

صلّى النبي بهِ ثلاثًا رغبةً

وروى الجماعةُ أنّها ثنتانِ

إنّ التراوح راحةٌ في ليله

ونشاطُ كلّ عويجز كسلانِ

يقول الشاعر في هذا المقطع إنّ المسلم عليه أن يُسارع إلى الطاعات، مثل: أداء الصلوات المكتوبة، وإعطاء الزكاة التي هي أخت الصلاة وقرينتها في معظم المواضع القرآنية، ويُشير إلى أهمية السنن الرواتب وصلاة التراويح في رمضان.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
واني
الواني هو الضعيف.[٢١]
عويجز
تصغير عاجر، والعجز ضد القدرة.[٢٢]

شرح الأبيات من 61 إلى 67

قل إنّ خيرَ الأنبياءِ محمدٌ

وأجلُّ من يمشي على الكثبانِ

وأجلُّ صحبِ الرّسلِ صحبَ محمدٍ

وكذاكَ أفضلُ صحبِهِ العمرانِ

رجلان قد خُلقا لنَصرِ محمدٍ

بدمي ونفسي ذانكَ الرجلانِ

فهما اللذان تظاهرا لنبينا

في نصرِه وهما له صِهرانِ

بنتاهُما أسنى نساء نبينا

وهما له بالوحي صاحبتانِ

أبواهُما أسنى صحابةِ أحمدٍ

يا حبذا الأبوان والبنتانِ

وهما وزيراه اللذان هما هما

لفضائلِ الأعمال مستبقانِ

في هذا المقطع يُشير القحطاني إلى أنّ خير الأنبياء هو محمد -عليه السلام-، وخير الناس بعد الأنبياء هم صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وأنّ أفضل الصحابة هُما أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ويُشير إلى فضل أم المؤمنين عائشة وحفصة -رضي الله عنهما-.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
العمَرَان
هما أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.[٢٣]
صهران
مفردها صهر وهو القريب من الزواج.[٢٤]

شرح الأبيات من 68 إلى 75

وهما لأحمدَ ناظراهُ وسمعُه

وبقربِه في القبرِ مضطجعانِ

كانا على الإسلامِ أشفقَ أهلِهِ

وهما لدينِ محمدٍ جبلانِ

أصفاهما أقواهما أخشاهما

أتقاهما في السرّ والإعلانِ

أسناهما أزكاهما أعلاهما

أوفاهُما في الوزنِ والرجحانِ

صديقُ أحمد صاحبُ الغارِ الذي

هو في المغارةِ والنبيّ اثنانِ

أعني أبا بكرِ الذي لم يختلف

من شرعنا في فضلِهِ رجلانِ

هو شيخُ أصحابِ النبيّ وخيرُهم

وإمامُهم حقًّا بلا بطلانِ

وأبو المطهّرة التي تنزيهها

قد جاءنا في النورِ والفرقانِ

يُكمل القحطاني في هذا المقطع الحديث عن حال أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ويُقدّم أبا بكر على سائر الصحابة بسبب مواقفه مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويُشير إلى فضل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- التي قد أثنى على خُلقها القرآن وكذّب الذين افتروا عليها.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
مضطجعان
الاضطجاع وضع الجنب على الأرض.[٢٥]
تنزيهها
بمعنى تطهيرها وإبعاد الشبهات عنها.[٢٦]

شرح الأبيات من 76 إلى 82

أكرم بعائشةَ الرضى من حرةٍ

بكرٍ مطهّرةِ الإزارِ حَصَانِ

هي زوجُ خيرِ الأنبياءِ وبكره

وعروسِه من جملةِ النسوانِ

هي عرسُهُ هي أنسهُ هي إلفهُ

هي حبُّه صدقًا بلا أدهانِ

أوليسَ والدُها يصافِي بعلها

وهما بروحِ الله مؤتلفانِ

لما قضى صديقُ أحمدَ نحبَه

دفع الخلافةَ للإمامِ الثاني

أعني به الفاروقَ فرّق عنوةً

بالسيفِ بين الكفرِ والإيمانِ

هو أظهرَ الإسلامَ بعدَ خفائهِ

ومحا الظلامَ وباحَ بالكتمانِ

يُكمل القحطاني في هذا المقطع إشادته بأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ويُعدّد خِصالها وسجاياها، ثمّ يُشيد بوالدها أبا بكر -رضي الله عنه-، ويتعرّض لمسألة توالي الخلافة بعد موت أبي بكر واستلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بوصيةٍ من أبي بكر.

من الصور الفنية في المقطع السابق الآتي:

  • مطهّرة الإزار

كناية عن عفة وخُلق أم المؤمنين عائشة، وهي كناية عن موصوف، إذ ذكر الصفة ولم يذكر الموصوف.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
حَصَان
المرأة الحصان هي العفيفة والمتزوجة.[٢٧]
إلفه
من الفعل ألِفَ وتعني الأُنس.[٢٨]

شرح الأبيات من 83 إلى 89

ومضى وخلى الأمر شورى بينهم

في الأمر فاجتمعوا على عثمانِ

من كان يسهر ليلةً في ركعةٍ

وترًا فيكمل ختمة القرآنِ

وليَ الخلافة صهر أحمد بعده

أعني عليّ العالم الرباني

زوج البتول أخا الرسول وركنه

ليث الحروب منازل الأقرانِ

سبحان من جعل الخلافة رتبة

وبنى الإمامة أيما بنيانِ

واستخلف الأصحاب كي لا يدعي

من بعد أحمد في النبوة ثاني

أكرم بفاطمة البتول وبعلها

وبمن هما لمحمد سبطانِ

هنا يتحدث القحطاني كيف صارت الخلافة شورى بين المسلمين، إذ اجتمعوا على عثمان -رضي الله عنه-، وبعدما استُشهِدَ صار الخليفة علي -رضي الله عنه-، ويُشير القحطاني إلى مسألة عدم تكليف النبي -عليه الصلاة والسلام- بعده أي أحد ليكون خليفة؛ حتى لا تُورث الخلافة، ويمدح في نهاية المقطع فاطمة وابنيها -رضي الله عنهم-.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
البتول
البتول يعني في الأصل العذراء المنقطعة عن الزواج، ويطلق على النساء للتشريف.[٢٩]
سبطان
السبط هو الحفيد من جهة البنت أو الولد، ويغلب على ابن البنت.[٣٠]

شرح الأبيات من 90 إلى 96

غصنانِ أصلُهما بروضةِ أحمدٍ

لله در الأصل والغصنانِ

أكرم بطلحةَ والزبيرِ وسعدِهم

وسعيدِهم وبعابدِ الرحمنِ

وأبي عبيدةَ ذي الديانةِ والتقى

وامدح جماعةَ بيعةِ الرضوانِ

قل خيرَ قولٍ في صحابةِ أحمدٍ

وامدح جميع الآلِ والنسوانِ

دع ما جرى بين الصحابةِ في الوغى

بسيوفِهم يوم التقى الجمعانِ

فقتيلُهم منهم وقاتلُهم لهم

وكلاهما في الحشرِ مرحومانِ

واللهُ يوم الحشرِ ينزعِ كلّ ما

تحوي صدورهم من الأضغانِ

في هذا المقطع يُكمل القحطاني مديح الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، ويمدح الصحابة من العشرة المبشرين بالجنة، ويُنبّه على مسألة عدم الخوض فيما جرى بين الصحابة من حروب ومعارك، فيوم القيامة سينزع الله الحقد بينهم.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
روضة
الروضة هي الأرض ذات الخضرة.[٣١]
الوغى
هو صوت الحرب.[٣٢]

شرح الأبيات من 97 إلى 103

والويل للركب الذين سعوا إلى

عثمان فاجتمعوا على العصيانِ

ويلٌ لمن قتل الحسين فإنه

قد باء من مولاه بالخسرانِ

لسنا نكفر مسلمًا بكبيرة

فالله ذو عفو وذو غفرانِ

لا تقبلن من التوارخ كلما

جمع الرواة وخط كل بنانِ

اروِ الحديث المنتقى عن أهله

سيما ذوي الأحلام والأسنانِ

كابن المسيب والعلاء ومالك

والليث والزهري أو سفيانِ

واحفظ رواية جعفر بن محمد

فمكانه فيها أجل مكانِ

في هذا المقطع يُشير القحطاني إلى مسألة البُغاة الذين خرجوا على عثمان -رضي الله عنه-، وقتلوه في بيته أمام زوجته، وكذلك الذين قتلوا الحُسين حفيد النبي -صلى الله عليه وسلّم-، ويُشير إلى أنّه لا يصحّ تكفيرهم ما داموا ينطقون الشهادتين، ويُنبّه القحطاني على مسألة الأمانة التاريخية في نقل الأحداث ومجرياتها.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
باء
له معانٍ كثير وهنا يعني احتمال الذنب العظيم.[٣٣]
الخسران
هو الخسارة الواضحة البيّنة.[٣٤]

شرح الأبيات من 104 إلى 111

قل للطبيب الفيلسوف بزعمه

إنّ الطبيعة علمها برهانِ

أين الطبيعةُ عند كونكَ نطفةً

في البطن إذ مشجَتْ به الماءانِ

أين الطبيعةُ حين عدتَ عليقةً

في أربعين وأربعين تواني

أين الطبيعة عند كونك مضغة

في أربعين وقد مضى العددانِ

أترى الطبيعة صورتكَ مصورًا

بمسامعٍ ونواظرٍ وبنانِ

أترى الطبيعة أخرجتك منكَّسًا

من بطنِ أمكَ واهي الأركانِ

أم فجرت لك باللبان ثديها

فرضعتها حتى مضى الحولانِ

أم صيرت في والديك محبة

فهما بما يرضيك مغتبطانِ

هُنا يتحدث القحطاني عن الفلاسفة الملحدين، فالطبيعة لا تملك من أمرها شيئًا، بل الأمور تجري بأمر الله تعالى وحده، فيتحدث عن خلق الإنسان مذ كان علقةً وحتى وُلد وتصوّر وصار رضيعًا ثمّ شبّ بعد ذلك، فيقول إنّ الطبيعة لا تستطيع فعل ذلك كلّه، بل هي مخلوقة من مخلوقات الله تعالى.

من المفردات التي تحتاج إلى شرح في هذا المقطع ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
برهان
البرهان الحُجة والدليل والبيّنة الواضحة.[٣٥]
مشجت
يقولون مشج الشيء إذا خلطه ومزجه مع غي
4205 مشاهدة
للأعلى للسفل
×