شرح هرم المعرفة

كتابة:
شرح هرم المعرفة


شرح هرم المعرفة

يشار إلى التسلسلات الهرمية بأسماء عدة منها التسلسلات الهرمية للمعرفة والتسلسلات الهرمية للمعلومات والتسلسلات الهرمية للمعرفة، وتُعد واحدة من النماذج الأساسية والمعترف بها على نطاق واسع والمقبولة في أدبيات المعلومات والمعرفة، وكثيرا ما تُستخدم بشكل ضمني في تعريفات البيانات والمعلومات والمعرفة في إدارة المعلومات وأنظمة المعلومات وأدبيات إدارة المعرفة، ويُمكن شرح الهرم المعرفي بالترتيب من الأسفل إلى الأعلى كما يأتي:[١]


البيانات

كل ما يحوي العالم من عناصر متنوعة لها خصائص يمكن ملاحظتها. وتُعتبر البيانات هي التمثيل الرمزي لهذه الخصائص المٌلاحظة. البيانات على حد تعبير أكوف هي رموز تُشكل خصائص الكائنات وبيئاتها وما يقع فيها، والرموز هي نتاج الملاحظة، ولمراقبة هذا الشعور تُستخدم تكنولوجيا الاستشعار بأجهزتها المتطورة. غير أن البيانات في حد ذاتها لا قيمة لها إلا عندما تُعالج لشكل ذي صلة أو مغزى.[١]


اختلف الباحثين في معظم المجالات إلى ما تُشير إليه كلمة "بيانات"، فردها البعض للحقائق كقرارات الآلات، وأخرين إلى الافتراضات، حيث أشار بعض العلماء إلى أن البيانات هي مجموعة الافتراضات المحددة، كما أشار آخرين لكونها السجلات أو بيانات البروتوكول التي تمثل نتائج الملاحظة لنوعية أو الكمية.[٢]


يُفترض للبيانات امتلاك مات الحقيقة واليقين، حيث تُستخدم البيانات لعدة أغراض منها اختبار النظريات ودليلا على صحتها، ولإجابة على الأسئلة، لتحديد المعلمات إدخالها في الحسابات. كما أن البينات تنقسم إلى بيانات تجريبية كقياس درجات الحرارة، وبيانات غير بيانات تجريبية كالبيانات الرياضية.[٢]


أمثلة على البيانات

تُجسد الأمثلة إمكانية الحصول على البيانات بأشكال متعددة كما يأتي:[١]

  • القراءات التي تُسجلها محطة الأرصاد الجوية بشكل دوري وآلي.
  • شخص يملأ استمارة يذكر اسمه وعنوانه وعمره ورقم الضمان الاجتماعي.


المعلومات

تأتي بعد المعرفة في الهرم، وهي بيانات ذات صلة بنفسها وبالاستنتاجات من تلك البيانات. والمعلومات مجموعة فرعية من البيانات أو من البيانات المُعززة بعناصر إضافية مُستنتجة أو مُنقحة أو مُحتسبة من تلك المجموعة الفرعية. ويُشير أكوف إلى أن أنظمة المعلومات تعمل على إنشاء وتخزين واسترداد ومعالجة البيانات لاستنتاج المعلومات أما إحصائياً أو حسابياً.[٢]


يمكن وصف المعلومات بأنها لمعلومات النحوية أو دلالية، غير أن هرم المعرفة DIKW لا يتطرق للمعلومات النحوية ويستخدم المعلومات بمفهومها الدلالي فقط، حيث يُعنى هذا المفهوم بالمعنى والحقيقة والخصائص الدلالية الأخرى للعلامات المسجلة.[٢]


أطلق الكتاب في المجال العام لنظرية المعلومات معاني عدة لكلمة المعلومات، حيث أنه من الصعب وضع مفهومًا واحدًا للمعلومات من شأنه أن يفسر بصورة مستوفية العديد من التطبيقات الممكنة لهذا المجال العام، لكن فيما يخص DIKW فإن ما يسمى بـ "المعرفة الضعيفة" قد يكون مناسبًا كحساب للمعلومات.[٢]


المعرفة

هي تقع بترتيب هرم المعرفة أسفل الحكمة، ويُعتبر مستخدمو هذا التسلسل الهرمي المعرفة على أنها دراية أو مهارة بدلاً من مما معناه المعرفة الافتراضية، وكما يقول أكوف أن المعرفة تسمح بتحويل المعلومات إلى تعليمات. والعرفة لدى علماء المعرفة المعاصرين أما معرفة قوية أو ضعيفة. فالمعرفة القوية تقدم معتقدات مبررة حقيقة وبيانات مبررة صحيحة ومقبولة اجتماعياً.[٢]


لا تختلف المعرفة الضعيفة شيئاً عن المعرفة القوية باستثناء حذف عنصر التبرير، وبالتالي المعرفة الشخصية الضعيفة هي معتقدات صحيحة، والمعرفة غير الشخصية الضعيفة المتكونة من آراء المجتمع التي صحيحة. غير أن مفهوم الضعف في المعرفة الشخصية أو العامة مناسب لعرض المعلومات.[٢]


لارتباط المعرفة بالقدرة، استخدم أكوف تقليد الدراية الفنية مربوطاً بالقدرة. حيث أن هرم العرفة DIKW يدور حول لبيانات والمعلومات مما يعني وجود اتصالات عدة مع المستويات الأدنى بالاقتراحات والمعرفة. ويُشير هذا إلى أن نظريات الأنظمة ستتخذ وجهة نظر فكرية من الدراية، والذي يتطلب استخدام المعرفة الضمنية.[٢]


الحكمة

هي رأس هرم المعرفة، وهي فهم الشخص للحالة المعرفية لما يعرفه، بحيث تكون المعرفة واسعة وتشمل مشاكل الحياة العديدة والمتنوعة وذات طبيعة موسوعية فيما يخص بالحقائق والأرقام المتعلقة ببلدان العالم وبشرط أن تكون قابلة للتطبيق على المشكلات الصعبة من النوع الأخلاقي والعملي كالمتعلقة بكيفية التصرف، كما يجب على الشخص الحكيم أن يدرك ويستوعب هذا التنوع.[٢]


إذا كانت المعرفة حسب ادعاء أكوف وغيره من منظرو الأنظمة هي الدراية، فإن الحكمة هي عملية استخدام لتلك المعرفة العملية لتحقيق الغايات المناسبة. وبالتالي فإن حكمة شخص لا تقتصر على معرفته الواسعة والمناسبة فقط، بل عليه أن يتصرف وفقًا للمعرفة التي يمتلكها وعدم تجاهلها باختياره أو صدفة.[٢]


يجدر بالشخص الحكيم من خلال معرفته وفهمه وضع قائمة من التساؤلات وأهمها ما يأتي:[٢]

  • ما هي أهم أهداف وقيم الحياة، ما الهدف النهائي منها؟
  • ما هي الوسائل المُوصلة إلى هذه الأهداف دون تكلفة باهظة؟
  • ما هي أنواع الأخطار التي تهدد تحقيق هذه الأهداف؟
  • كيف تعرف تلك المخاطر وكيف تجنبها أو تقليلها؟
  • ما مدى اختلاف البشر في أفعالهم ودوافعهم؟
  • ما هو غير ممكن أو ممكن تحقيقه (أو تجنبه)؟
  • كيف تعرف ما هو مناسب ومتى؟
  • متى يتم تحقيق أهداف معينة بشكل كافٍ؟
  • ما هي القيود التي لا مفر منها وكيفية قبولها؟
  • كيفية تحسين الذات وعلاقات الفرد مع الآخرين أو المجتمع؟
  • كيف تعرف القيمة الحقيقية وغير الظاهرة للأشياء مختلفة؟
  • متى تأخذ نظرة طويلة الأمد؟
  • كيف تتعامل مع تنوع وقسوة الحقائق والمؤسسات والطبيعة البشرية؟
  • كيف تعرف ما هي الدوافع الحقيقية للفرد؟
  • كيف تتعايش وتتعامل مع المآسي والمعضلات الكبرى في الحياة ومع الأشياء الجيدة الكبرى أيضًا؟

المراجع

  1. ^ أ ب ت Fricke, Martin (11/6/2008), "The Knowledge Pyramid: A Critique of the DIKW Hierarchy", the UA Campus Repository, Retrieved 22/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Knowledge pyramid The DIKW hierarchy", International Society for Knowledge Organization, Retrieved 23/1/2022. Edited.
6114 مشاهدة
للأعلى للسفل
×