محتويات
وصايا لقمان
كان لقمان رجلاً حكيماً آتاه الله -تعالى- الحكمة، وكان يعظ بها الناس، وقد عُرف أيضاً برقة قلبه، ورجاحة عقله، وقوله الصائب، فوعظ ابنه بحكمٍ عديدةٍ، وقد أخبر بها الله -تعالى- في كتابه، ووصايا لقمان لابنه كما يأتي:[١]
الإيمان بالله وتوحيده
كانت أول وصايا لقمان الإيمان بالله -تعالى- وتوحيده، واليقين التام بأنّ الله -تعالى- هو الخالق المستحق للعبادة، وهو الذي يعلم ما يسرّ الإنسان وما يعلن ويحاسبه به، فإذا أدرك الإنسان ذلك ووصل إلى هذه القناعة، وعلم أنّ ارتباط النفس البشرية بالعقيدة والتوحيد هو سرّ سعادتِها، انعكس ذلك على أخلاقه وتصرفاته، وبالتالي ينعكس هذا الصلاح على المجتمع الإسلاميّ كاملاً.[٢]
بر الوالدين
فطر الله -تعالى- الوالدين على حبّ أبنائهم، وعطفهم عليهم، وهي رحمة من الله -تعالى- للأبناء، ولهذا فرض الله -تعالى- على الأبناء أن يُحسنوا للوالدين، وأن يردوا إليهم إحسانهم وعطفهم، بل وجعل الله -تعالى- برّهم من الواجبات العظيمة، وعقوقهم كبيرة من الكبائر التي تستحق العقاب، وقد أمر الله -تعالى- ببرّ الوالدين في كثير من آياته في القرآن الكريم.[٢]
إقامة الصلاة
وصى لقمان ابنه بإقامة فريضة الصلاة، فهي ركنٌ ركينٌ من أركان الإسلام، وهي أعظم العبادات، والصلاة عمود الدين؛ وللصلاة أثرٌ كبيرٌ على النفوس، وهي سببٌ في صلاح القلوب، ودليلٌ على الإيمان الصادق، وهي منهجٌ مستقيمٌ يعمل على تربية الفرد والمجتمع، وهي غذاء الروح الذي يحتاجه المسلم في يومه ليكون عوناً له على هذه الحياة ومصاعبها.[٣]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
شرع الله -تعالى- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ الأزل؛ فهو صلاحٌ للمجتمعات بأكملِها، فلا يكفي أن يكون الإنسان صالحاً في نفسه فقط، إنما يجب عليه أن يُعين غيره على الصلاح والاستقامة، كما إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب في خيرية أمة محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٤]
الصبر على الشدائد
من وصايا لقمان لابنه الصبر على الأذى والشدائد، فالذي يدعو إلى سبيل الله -تعالى- معرض للأذى، والصبر في هذه الأحوال يحتاج إلى عزم وهمة، والله -تعالى- يُوفق بذلك أهل العزائم، فهذه المكانة لا يبلغها إلا أكمل الناس، وهذا سبب اختصاص الله -تعالى- لأولي العزم من الرسل.[٥]
احترام الآخرين
من الوصايا احترام الآخرين، وعدم احتقارهم والاستكبار عليهم؛ حيث نهاه عن الالتفات بوجهه عن الناس إذا كلّموه، وأمره بأن يكون ليناً سهلاً مع الناس، منبسط الوجه ومتواضع الخلق.[٦]
ترك التفاخر والخيلاء
بيّن الله -تعالى- أثر التفاخر والخيلاء في عدّة نصوص في كتابه العزيز، بل هو سبب في تمسك الكافرين بكفرهم، وتكذيبهم للحق الذي جاء في كتاب الله -تعالى-، ومن مظاهر هذا التفاخر المشي بخيلاء وتباهي، فهو داء يعود على صاحبه بالخسران.[٧]
التوسط والوقار
أمر الله -تعالى- الإنسان بالتوسط والاعتدال في أمور حياتِه كلها، وقد وصى لقمان ابنه بأن يتوسط ويقصد في مشيه، فلا يمشي ببطء، ولا يسرع السرعة التي تُذهب وقاره، فدعاه إلى المشي بتوسط واعتدال ليحافظ على وقاره، ومنهج التوسط قد دعا إليه الإسلام وحثّ عليه في الكثير من النصوص الشرعيّة.[٨]
التأدب عند الكلام
أوصى لقمان ابنه بالتزام الأدب عند الحديث، حيث دعاه إلى خفض صوته عند حديثه مع الناس، وعدم الجهر بصوته عند الكلام، فالكلام بهدوء دليل على الثقة بالنفس، والأدب وصدق الحديث، وقوة المُتحدث.[٩]
المراجع
- ↑ عبد الرحمن عبد المحسن الأنصاري، معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه، صفحة 431. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، مَجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 425. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 432. بتصرّف.
- ↑ أمين الشقاوي ، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 403. بتصرّف.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 413. بتصرّف.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 417. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية ، كتاب الحديث الموضوعي، صفحة 365. بتصرّف.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 431. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 441. بتصرّف.