مشروعية التيمم في الإسلام
يعد الوضوء شرطاً من شروط صحة الصلاة، وللطواف حول الكعبة، ولحمل المصحف ومسه، إلا أنه قد يتعذر استخدام الماء بسبب المرض، أو بسبب فقدان الماء وعدم القدرة على الوصول إليه، ولذلك شرع الله -تعالى- التيمم بالتراب عوضاً عن الوضوء بالماء في بعض الحالات، وهذا من يسر الإسلام وسماحته، وحتى لا يُحرم المسلم من فضل العبادة وبركتها في أي وقت.[١]
تعريف التيمم
التيمم لغةً: هو قصد الشيء وطلبه، يقال تَيَمُّمُ أَمْرٍ: طَلَبُهُ، تَوَخِّيهِ، تَعَمُّدُهُ، قَصْدُهُ،[٢] وأما التيمم اصطلاحاً: فهو إيصال تراب طهور للوجه واليدين بنية مخصوصة، وعلى وجه مخصوص.[٣]
شروط التيمم عند الشافعية
وضع الفقهاء في المذهب الشافعي شروطاً للتيمم، نُبينها فيما يأتي:[٤][٥]
- أن يكون التراب له غبار، مهما كان لونه، وحتى لو حُرق، فلا يصح التيمم عند الشافعية بغير التراب الذي له غبار، ولا يصح عندهم التيمم بالتراب الذي يلصق بأعضاء التيمم، مثل التراب الذي فيه نداوة، أي الذي خالطه ماء، فإنه يصبح طيناً ويلصق بالعضو ولا غبار له، ولا بالتراب الناعم، ولا يصح التيمم بأي شيء من أجزاء الأرض أو المتصل بها، لأنهم فسروا الصعيد في قوله تعالى: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)،[٦] بالتراب المنبت ومعتمدين في تفسيرهم على قوله تعالى: (البَلَدُ الطَّيِّبُ يَخرُجُ نَباتُهُ بِإِذنِ رَبِّهِ)،[٧] والصعيد هو الذي له غبار.
- أن يكون التراب طهوراً، أي لا يتنجس بأي شيء، حتى لو تنجس ببولٍ ثم جف، ولا بالتراب الذي خالطته النجاسة كثيراً كان أو قليلاً، أو بتراب المقبرة نبشت، لأنه اختلط بأجزاء الميت، أما إن لم تنبش فيصح الطهارة بترابها، ويصح التيمم بتراب مغصوب مع أن الفعل حرام.
- لا يصح أن يكون التراب مستعملاً، وهو ما بقي على العضو وتناثر من أجزاء التيمم بعد مسحه، أو استعمل لإزالة النجاسة، والخبث، فبعد استعماله فيصبح طاهراً غير مطهر ويسلب عنه وصف الطهورية.
- أن لا يخالط التراب دقيق أو جص، أو أي شيء له وصف نعومة الدقيق، وذلك لأن نعمومته تمنع مرور التراب على جميع العضو، أما إن خالطه شيءٌ له غبار فيجوز التيمم، مثل رمل خالطه تراب له غبار.
- إزالة النجاسة غير المعفو عنها عن بدنه، قبل البدء بالتيمم.
- التيمم بعد دخول وقت الصلاة لا قبلها، يقيناً أو ظناً، وسواء كانت فريضة، أم نافلة مؤقتة، أم منذورة مؤقتة، فإن تيمم قبل دخول الوقت، أو شك في دخوله لم يصح التيمم، لأن التيمم ضرورة، وتحصل الضرورة بدخول الوقت لا قبله.
- التيمم لكل فرض عين، مثل الصلوات الخمس، والقضاء، والنذر، أي لا يجوز للمتيمم أن يصلي أكثر من صلاة فريضة في التيمم الواحد، ويجوز للمتيمم للفرض أن يصلي النافلة.
- مسح الوجه واليدين بضربتين أي أن يضرب بيديه على التراب فيمسح الوجه، ثم يضرب بيديه على التراب فيمسح اليدين.
- أن يحصل العذر المبيح للتيمم، أي أن يجب التيمم بسبب الأعذار المبيحة للتيمم عند الشافعية.
- الاجتهاد في معرفة القبلة قبل التيمم.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى التيمم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، موقع المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑ سعيد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم، صفحة 156-159. بتصرّف.
- ↑ درية العيطة، فقه العبادات على المذهب الشافعي، صفحة 161. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:43
- ↑ سورة الأعراف، آية:58