محتويات
شروط العمرة عن الميت
العمرة شعيرةٌ من شعائر الله، وهي واجبةٌ عند الشافعيّة والحنابلة، وسنّة عند الحنفيّة والمالكيّة، قال الله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)،[١] وقد جاء رجلٌ إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يَستطيعُ الحجَّ والعمرةَ ولا الظَّعنَ قالَ: حُجَّ عَن أبيكَ واعتمِر)،[٢] فقد أمر الله -تعالى- بها ونبيّه -عليه الصلاة والسلام-.[٣]
وقد اشترط الفقهاء لصحّة الحج أو العمرة عن الميّت أن يكون الشخص الذي يريد الحج أو العمرة عن غيره قد أدّى حجّة الإسلام أو العمرة عن نفسه، فلا يجوز أن يحجّ أو يعتمر عن الميّت من لم يحجّ أو يعتمر عن نفسه أولا، فإن اعتمر عن نفسه جاز له أن يرجع ويعتمر عن غيره.[٤]
حكم الإنابة عن الغير في العمرة
العمرة عن الميّت هي عمرةٌ عن الغير، وقد ذهب عامّة أهل العلم إلى أنّ الاستنابة في الحج والعمرة جائزة،[٥] وتفصيل ذلك على النحو الآتي:
- مذهب الحنفيّة
قالوا: تجوز العمرة عن الغير، واشترطوا أن تكون العمرة بأمر الشخص الذي يُعتَمر عنه، لأنّ هذه العمرة نيابة، والنيابة لا تصح إلّا بأمر.[٦]
- مذهب المالكيّة
قالوا: تُكره العمرة عن الشخص الذي لا يستطيع العمرة، وإن وقعت فهي صحيحة.[٧]
- مذهب الشافعيّة
قالوا: تجوز العمرة عن الميت، والعاجز الذي لا يُرجى زوال عجزه أو الذي لا يستطيع الثبوت على الراحلة.[٨]
- مذهب الحنابلة
قالوا: لا تجوز العمرة عن الغير إلّا بإذنه فرضًا كان أو تطوّعا.[٩]
حكم العمرة عن الميّت
ممّا سبق يتبيّن أنّ العمرة عن الميّت جائزة، فهو في حكم العاجز وكلاهما -الميّت والعاجز- لا يستطيع الحج،[١٠] ولا يشترط في العمرة عن الميت الإذن،[١١] وفيما يأتي أدلة جواز العمرة عن الغير وعن الميت:
- الدليل الأوّل: (جاء رجلٌ إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: يا رسولَ الله إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يَستطيعُ الحجَّ والعمرةَ ولا الظَّعنَ قالَ: حُجَّ عَن أبيكَ واعتمِر)،[١٢] فهذا دليلٌ معتمدٌ على جواز العمرة والحج عن الشخص الذي لا يستطيع ذلك.[١٣]
- الدليل الثاني: (كانَ الفَضْلُ رَدِيفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِن خَثْعَمَ، فَجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إلَيْهَا وتَنْظُرُ إلَيْهِ، فَجَعَلَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَصْرِفُ وجْهَ الفَضْلِ إلى الشِّقِّ الآخَرِ، فَقالَتْ: إنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ أدْرَكَتْ أبِي شيخًا كَبِيرًا لا يَثْبُتُ علَى الرَّاحِلَةِ، أفَأَحُجُّ عنْه؟ قالَ: نَعَمْ وذلكَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ)،[١٤] فهذا الحديث دليلٌ على جواز أن فعل العمرة من شخصٍ عن غيره إذا لم يستطع فعلها بنفسه.[١٥]
وصول ثواب العمرة للميّت
العمرة عن الميّت من الأعمال التي تدخلها النيابة، وقد نصّ العلماء على أنّ ثواب هذه الأعمال يصل إلى الميّت بلا خلاف، كالدعاء والاستغفار له، فجميعها -بإذن الله- يصل إلى الميّت وينتفع بها في قبره، وأيّ قربةٍ لله جُعِل ثوابها للميّت ستنفعه -إن شاء الله-، والله أعلم.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:196
- ↑ رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن أبي رزين، الصفحة أو الرقم:580، صحيح.
- ↑ ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 13-14. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين المقدسي، الشرح الكبير، صفحة 94. بتصرّف.
- ↑ ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ علاء الدين الكاساني، بدائع الصنائع، صفحة 213. بتصرّف.
- ↑ محمد عليش، منح الجليل، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ محيي الدين النووي، روضة الطالبين، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ محيي الدين النووي، روضة الطالبين، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن أبي رزين، الصفحة أو الرقم:580، صحيح.
- ↑ ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1855، ورواه مسلم برقم 1334.
- ↑ ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 20. بتصرّف.