شروط حد السرقة

شرط السرقة التي يحصل بها الحد

يشترط في عملية السرقة التي يترتب عليها حد السرقة أن يكون أخذ المال فيها خفية، فالاعتماد فيها يكون على الخفاء، بحيث لا يتمكن أحد من منعه لعدم إدراك عمله.

بخلاف غيرها من عمليات السرقة التي تعتمد على القوة والهرب كالاختلاس والنهب فإنها لا يلزم فيها القطع، وسبب التفريق عدم التشوف لقطع اليد إلا في الحالة المنصوصة في النص الشرعي وهي السرقة، أما ما سواها مما يمكن دفعه بغير القطع كالنهب والنشل فإنه لا يُقطع بها.

إذ في الحالين الأخيرين الاعتماد في النشال أو المختلس أو الناهب كان على القوة فيُرجع الأمر للحاكم ليمنع هذه الأمور، ويعيد الحقوق لأصحابها، وكذلك في حال الاعتماد على الحيلة فإنه بالتقاضي يمكن إعادة المال لصاحبه، لكن السرقة الخفية لا يمكن تجنبها بحال لذلك جاء التغليظ فيها.^[١]

شروط حد السرقة المتعلقة بالسارق

يشترط أن تتحقق عدد من الشروط في السارق حتى يتم تطبيق حد السرقة عليه، وفي حال تخلف أحد هذه الشروط فإنه لا يتم تطبيق حد السرقة على السارق، ومن شروط اللازم تحققها في السارق، ما يأتي:^[٢]

• التكليف

ويقصد بالتكليف: البلوغ والعقل، ففي حال سرق الصبي أو المجنون فإنه لا يُطبق عليهما حد السرقة.

• الاختيار

وهو عدم الإكراه، بحيث يكون السارق حال سرقته كامل الإرادة، أي لم يتعرض لأي ضغط أو تهديد من أحد دفعه لأن يسرق.

• العلم بالتحريم

يشترط في السارق حتى يتم تطبيق حد السرقة عليه أن يعلم حكم السرقة في الإسلام وأنها محرّمة، ولا يشترط أن يكون عالمًا بالحد وأن على السارق القطع، فلو علم بالتحريم، ولم يعلم بالقطع، وسرق فإنه يقطع إن توافرت فيه بقية الشروط.

شروط حد السرقة المتعلقة بالمسروق

يشترط في الشيء الذي ثبت أنه مسروق أن تتوفر فيه عدة شروط حتى يلزم على أخذه سرقة الحد، وإن لم تنطبق عليه الشروط فإنه يعد من قبيل السرقة ويأثم فاعله، إلا أنه لا تُقطع به يده، كما في بعض الأحوال، وهذه الشروط هي:^[٣]

• أن يكون يبلغ ربع دينار ذهبي أو ما في قيمته، والدينار الذهبي وزنه 4.25 غم من الذهب، وربعه 1.06، وقيمته تكون بضرب الوزن بسعر غرام الذهب في السوق.
• أن يكون المسروق محفوظًا بالطريقة التي يغلب بها حفظه، فلو كان مالًا فحفظه يكون بوضعه في المحفظة، ولو كان حليًّا فحفظه يكون بوضعه في العلبة المخصصة له، وهكذا.
• ألا يكون للسارق ملك في المسروق، كأن كان الشيء الذي سرقه له ولكن رهنه لدى أحد، أو أعاره لأحد.
• ألا يكون للسارق في الشيء المسروق شبهة ملك، فمن سرق من مال والده لا يُحد لأن له في مال والده شبهة ملك، ومثله من سرق من ابنه.

ما هو حد السرقة؟

بين الله -سبحانه وتعالى- حد السرقة وكيف يكون، في قوله: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)^[٤]، فمن سرق وقد استوفى الشروط المذكورة سابًقا فإنه يترتب عليه قطع يده من الرسغ.

وذكر حد السرقة في القرآن الكريم، فيه تعظيم لأمر السرقة وما فيها من أضرار على الأفراد والمجتمع، فكانت الآية مانعة وزاجرة للفرد من ارتكاب هذه الجريمة.^[٥]

المراجع

1. ↑ أحمد الشاطري ، الياقوت النفيس في مذهب ابن إدريس، صفحة 297. بتصرّف.
2. ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5431. بتصرّف.
3. ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 164-167. بتصرّف.
4. ↑ سورة المائدة، آية:38
5. ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 138. بتصرّف.